أحدث الأخبارالعراق

التطبيع… والتركيع … في التجويع/ الحقوقي علي الفارس

مرصد طه الإخباري

الناظر إلى الساحــــة العالمية عامة والعربية خاصة، والعراقيــــة على وجه الخصوص ينتابــــه صُّداع من تشابك الخطوط وتخالف الاتجاهات حتى تشعر وكأنك في متاهة مظلمة لا نور فيها ولا خلاص من ظلمتها، وكأننا أمــــة كُتب عليها الشقاء بتسلط هؤلاء الأدعيــــاء علينا، فصــــارت قوى الاستكبار العالمي أوصياء على بلادنا وكأننا يحكمنا سفهاء وقاصرون يحتاجون إلى رعاية، لأنهم ينقصهم الفهم والدراية في شؤونهم الخاصة عدا عن شؤون البلد الذي يحكمونه، ولكن للعدو وليس لأهل البلد الذي هم فيه، فقراراتهم، تأتي معلَّبة وجاهزة وهم يُنفِّذونها بكل أمانة ودقة حتى ولو كان فيها حرق البلد بأهله، أو المنطقة بشعوبها كما فعل الطاغية المقبور من قبل وما رأيناه من سنة 2003 الى يومنا هذا .

▪️والعراق الجريح هو بلــــد التشابكات العجيبة الغريبة، ونراه اليوم، مرتعاً لكل أنواع الجواسيس، وموطناً لكل أصناف البــــوم والغربان التي تنعق على الأطلال، العــــراقي اليوم لا سهم له في خيرات وبركات بلده الطافحة من كل شكل وصنف ولون أولها الرافدين (دجلة والفرات)، وآخرها الأسودين (النفط والغاز)، وما بينهما من خيرات تذهب للشركات والعراقي خالي اليدين يستجدي راتبه الشهري ليسد جوعه ويستر عياله، وحتى هذا استكثروها عليه فسرقوها منه أيضاً.

إن كل شيء يهدّد وحــــدة العراقيين، ويفرقهم على أساس الطائفية، أو العنصرية، فهو ليس من العراق في شيء، والمفروض أن تذوب كل هذه التقسيمات من خلال وحدة الوطن العظيم، الذي يرى كل المواطنين سواسية، وأنهم أخوة تتكافؤ دماؤهم، فقد قال سبحانه وتعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون: 52)
إن كل مَنْ يصل إلى الحكم بلا استفتاء حرّ من الشعب، وبلا شورى منهم، ولا انتخاب واختيار، فهذه الصورة ليست من الإسلام في شيء، سواء كان وصوله إلى الحكم بسبب العشيرة، أو القبيلة، أو بسبب الملكية الوراثية، أو بسبب الانقلاب العسكري، أو بغير ذلك.و كل بلد يُجَهر فيه بالمعاصي والمحرمات، وهو على مرأى ومسمع من الحكومة أو بتشجيع منها، فذلك دليل على انحراف تلك الحكومات عن الإسلام وابتعادها عنه، ولربما محاربتها له، فعلى التيار الإسلامي الذي ينشد التغيير ألا تغيب عنه هذه الأساليب والألوان، التي تقوم بها تلك الحكومات”.)

▪️فالعراق اليــــوم صار لعبــــة بأيدي الصغار من أذناب الأمريكان والغــــرب عامة، وحتى دولة الكيان الصهيوني تلعب في أفنائه وبراحتها دون منازع أو رادع لها فهي الآن تخطط لتقسيم العراق بعد أن دمرته وأول خطواتها يتمثل الآن بالحرب الاقتصادية للضغط عليه ليخضع للعدو وينبطح له ويُقدِّم كل ما فيه إلى أعدائه بيدين مرتجفتين خائفتين، وبرأس منحنٍ إلى السفل ذلاً وصغاراً، فلماذا يفعل هؤلاء هذا الأمر المخزي ويُلحقون العار بالعراق الأبي الجريح الذي يُحاول أن يُلملم جراحاته وينهض من جديد ليكون في مكانه الطبيعي بين دول وقوى المنطقة كلها؟
إن العراق تعرَّض لعملية تجويع مقصودة وتمَّ سحب كل مشارع الإعمار من يد الصين، وروسيا، وإيران، وغيرها ليتمَّ منحها إلى مصر والأردن، وهذا يعني أن العراق يعطي مصر والأردن النفط مليون ونصف المليون برميل يومياً يبيعه لمصر والأردن بسعر 48 دولار للبرميل بينما السعر الحالي للبرميل يتراوح بين 100 الى 110 دولار، فتبيع مصر النفط لإسرائيل بـ 48 دولار، وتبيع إسرائيل البرميل بسعر السوق العالمية بـ 100 دولاراً، فتربح إسرائيل في البرميل 52 دولار على المريح، وطبعاً لا يتم إعمار العراق، وطبعاً لم نذكر نفط كردستان 500 ألف برميل نفط شبه مجاني لإسرائيل. وما نراه اليوم من تصاعد الأسعار في الوسط وجنوب العراق على عكس غربة وشمالة’ ما هوه الا رسالة صريحه و واضحة.

▪️هذا تطبيع من تحت الطاولة، ومن أجل التستر وإبعاد الشبهة عمدوا إلى افتعال أزمة تشكيل الحكومة وأزمات أخرى سوف تظهر، لكي ينشغل الشعب العراقي عما يجري في الخفاء، ويضاف إلى ذلك قبل سنتين تم رفع العراق من قائمة المنع التجاري فقد ذكرت صحيفة معاريف العبرية بأن الحكومة الإسرائيلية صادقت بشكل رسمي على قرار يتيح إزالة العراق من قائمة الدول التي يحظر القانون التعامل معها تجاريًا.

🔸✨. فلماذا كل هذا النــــفاق والــــدجل والضغط على هذا الشعب الأعزل الذي وثق بكم وأعطاكم كل الثقة في البرلمان والأحزاب المسيطرة منذ اكثر من 18 سنة ’’ لترفعوا عنه إصره والأغلال التي عليه كما فعل رسول الله (ص) بمشركي العرب، ولكم فيه قدوة حسنة، وأسوة راقية ورائعة إذا كنتم تريدون بناء وطن حر كريم، ودولة قوية يُحسب لها العدو والصديق ألف حساب، عليكم بالتكاتف والرجوع الى الاسلام الحقيقي والمذهب وتخلصوا من الذين يركبون على اكتافكم لكي يديرون رؤوسكم بأيديهم كيف ما يشاؤون لان المخطط موجود والمنفذين أنتــــم وسوف تحرقون أنفســــكم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى