أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

التعاطي الاعلامي مع انتفاضة الشمال والشوفينية البعثية

مجلة تحليلات العصر الدولية - حسين فلسطين

مع بداية الانتفاضة الكردية التي تحدث في مدن شمال العراق بدأ الإعلام البعثي مبكراً استهداف تلك الانتفاضة بوسائل وأدوات اقل ما يمكن وصفها بالقذرة ، اذ كشفت تلك الثورة مدى عنصرية وشوفينية المنصات الإعلامية التي تناغم توجهات السلطة الانفصالية الحاكمة فيما يسمى بإقليم كردستان العراق و وقوفها بالضد من إرادة الشعب الكردي الذي يناضل من أجل كرامته التي أهدرتها أحزاب السلطة المليشياوية .

خُبث الإعلام الفاسد وسلبية تعاطيه مع اهم حدث تسجله محافظات العراق الشمالية كان نتيجة تأثر الواجهة السياسية لتلك القنوات بالنظام العنصري في تركيا تحت قيادة (اردوغان) الحليف الأبرز “للص الجبل” ( مسعود بارزاني ) الذي بدأ فعلياً تطبيق الأحكام العرفية على طريقة الحليف المخلوع (صدام)
من خلال سياسة التجويع المتعمدة التي فرضها منذ سنوات نتيجة اختلاق المشاكل بينه وبين أغلب الحكومات المتعاقبة بعد ٩ نيسان ٢٠٠٣ كجزء من سياسية تصدير الأزمة .

الإعلام الشوفيني الذي تنتهجه قنوات ذات ارتباطات وثيقة برجالات البعث الإرهابي والمملوك لفاسدي السلطة في بغداد لم يبدأ بما هو معروف عنه من حيث المغالاة في التعصب والعنصرية المقيتة اتجاه من يبغضه بل كان اكثر دهاء ومكر وهو يقدم الثورة الكردية بأسوء صورة من خلال فبركة حقيقة وأسباب انتفاضة الشعب مع إصرار هذا الاعلام على إدخال العامل الخارجي كمسبب رئيس للأحداث الأخيرة .

وفي الوقت الذي نعيش فيه زمن الأبتذال الإعلامي الشوفيني العنصري المفبرك نجد كثير من قنوات الفساد تنشر و تتبنى أخبار وتقارير مفبركة صنعها من يختبئ في غرف مجلس الأمن المليشياوي الخاضع لإرادة زعماء الفساد في اربيل ، اذ تصور قنوات الابتزاز الطائفية مسألة الانتفاضة على أنها تدور في فلك ايران وحزب العمال الذي طالما كان ورقة ضاغطة تلعبها قوى وأحزاب كردية !

ان عملية افراغ التظاهرات السلمية من محتواها السلمي المطلبي من قبل الإعلام السياسي الموجه يوازي الصمت المقصود الذي يتبناه في محاولة لإبعاد النظر عن ممارسات السلطة من قمع الاحتجاجات وتبرءة قتلة المتظاهرين الذين لا ذنب لهم الاّ مطالبتهم برواتبهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى