أحدث الأخبارشؤون آسيوية

التعثر العسكري الروسي في اوكرانيا والكمين الوهمي الامريكي.

إبراهيم المهاجر

قد لا أثنّْي على الرأي الذي يقول بالتعثر العسكري الروسي، كون القوات الروسية على مايبدو ادت مهامها المرسومة لها باحتلال اقليم دونباس وفق خطة لضمان حزام امني غربي روسيا وشرقي نهر الدنيبير يزيد عرضه 500 ميل وهو ما تعاهدته امريكا من شرط مع روسيا ولم تلتزم به عند انهيار الاتحاد السوفياتي. كذلك نلاحظ ان روسيا في البداية شنت هجومها وتوغلت في اراضي اوكرانيا فوصلت الى اقصر مسافة عن العاصمة كييف وهي 15 ميل ثم تراجعت فجأة، ما حيرت بهذا التراجع المراقبين الدوليين للهجوم الروسي شرقي اوكرانيا. فكثرت التساؤلات ماذا ارادت روسيا من هذا التراجع المفاجئ. انا لا اضيف معلومة اذا قلت ان مشاهد الحرب الروسية-الاوكرانية هي ليست نسخة من مشاهد الحرب العراقية الايرانية واحتلال الكويت حين توغل الجيش العراقي بقيادة القائد الضرورة صدام حسين بطل عصابة الاجرام “حنين” في داخل العمق الايراني عام 1980 مسافة 90 كيلومترا. اتبعه باحتلال الكويت بعد عشر سنوات 1990 ثم بدأ يستجدي العطف عالميا واقليميا. فتلك حروب مرسومة خطط لها صدام حسين مع الإدارة الامريكية.

توغل القوات الروسية داخل العمق الاوكراني كان هدفه تدمير القوات الاوكرانية المتأخرة والتي تحيط بالعاصمة كييف والمدن المهمة والمصانع العسكرية. وفعلا تم تدمير 80-85% من البنى التحتية العسكرية الاوكرانية بمعدات عسكرية من جيل الثمانينيات والسبعينيات وتراجعت للحفاظ على المكاسب العسكرية شرقي نهر الدنيبير لتفرض روسيا شروطها في حالة اجراء مفاوضات مع الاطلسي حول شرق الدنيبير. ولذلك لم تشأ امريكا الزج بمعدات حديثة لرد القوات الروسية حفظا من ان لا تهان اسلحتها بسلاح روسي قديم وتسقط هيبة السلاح الامريكي.


امريكا استغلت موقف التراجع الروسي اعلاميا فلجأت الى الايعاز الى السويد وفلندا بتقديم طلب للانضمام الى الحلف الاطلسي. المحللون العسكريون يقولون انه تخبط اعلامي ليس الا، لان القواعد العسكرية الامريكية اصلا موجودة في هذين البلدين وان لم تكونا عضوين في الحلف الاطلسي بدليل ان روسيا جعلت قاعدة كالينغراد الروسية والمنصب فيها صواريخ S500 المضادة قريبة من الحدود الفنلندية مخصصة لمراقبة القواعد الامريكية في فنلندا والسويد. عموما الكمين الامريكي لروسيا ليس الا في الاعلام واذا كان قد نصبته فوجوده وهمي بسبب خاصرتها الرخوة في شرقي اسيا والمحيط الهادي. فالصين تدفع جزء من فاتورة من الحرب لانها المستثمر الاقتصادي لها بعد انتهائها وبعد ان تؤدي أغراضها، طالما كانت الحروب مشاريع استثمارية للقوى الكبرى على مر التاريخ. واذا تطورت الى حرب عالمية ثالثة فربما (الصين) سوف تقدم مشروع لبناء ما هدمته الحرب كمشروع مارشال الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية. كون الدول المتحاربة كلها في حالة افلاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى