أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

التغريب وخطاب الكراهية

مجلة تحليلات العصر الدولية - فهمي اليوسفي

حين أشاهد هذه الايام برامج مطعمة بالتغريب  لفضائيات تحمل طابع يميني وليس فيها ما تيسر من اليسار الثوري اكفر بتلك الفضائيات التي يصدر منها ريحة كريهة منبعها إمبرالية الناتو حتى وإن كان شكلها غربي او عربي هذا ما يجعلني احدث ذاتي واضع علامة استفهام حول موضوع خطاب الكراهية .

ترويج تلك المكنات لمشاريع الخطاب وكيفية توظيفه  من الباطن لخدمة الكوكتيل الغربي ومشاريعه المتوحشة هو جزء من الاستهداف الناعم لدول المعمورة الشرق اوسطية وللبركس .

لفت انتباهي برنامج للقصة بقية بقناة الجزيرة التي تعده الإعلامية فيروز زياني ضمن حلقاته بعض عناوين لهذا . الخطاب  .

من خلال تلك العناوين التي سلطت الاضواء عليه اختنا فيروز وتناولت  الاشارة لتناقضات الدساتير والقوانين الغربية بما يجري في الغرب من تعميق للخطاب  بعد  ربطت الموضوع بالديمقراطيات وحرية الرأي والتعبير والإعلام واستدلت بما قام به ترامب ضد بعض النساء فتزامن طرح هذا الموضوع من قبل القناة مع اخر مستجدات افغانستان وإهتمام الجزيرة بالحركة الطلبانية الوهابية وتغيير نغمة الإعلام الغربي الذي كان في الامس القريب يصنف طالبان ارهابية وهو من صنعها وهي فعلا إرهابية  واليوم سلمت البيت الابيض  افغانستان وترسانات كبيرة من الاسلحة لطالبان بعد استلام بايدن وتقول عنها البيت الابيض  ان هذه الحركة ليست إرهابية وان رموزها واعضائها ملائكة جميلة هطلت  من السماء .

إبراز  البرنامج لهذا الخطاب وترجمة جزء منه عبر منابر إعلامية . يعد  مقبول او جيد  لكن لم يتم يتناوله من عدة زوايا بقناة الجزيرة بحيث  تكون الصورة اوضح ويتسنى للعامة معرفة ما بين السطور على ان يتوافق مع ضمير وشرف المهنية لسلك  الإعلام ويصب نحو خدمة الإنسانية والإنتصار لعدالة قضايا الشعوب المقهورة والإبتعاد عن التوظيف الغير مباشر لطرف تغريبي وفصيل داعشي التي توسع رقعة  التضليل وتشوه الوعي الجمعي وتلميع سياسة الحزب الديمقراطي بامريكا الذي تربطه علاقة النديم او كأس عبلى بكافة تيارات الوهابية التدعيشية من الماضي للحاضر .

الاسئلة التي تطرح ذاتها  هل خطاب الكراهية المصنع بواشنطن يخدم مشاريع التطبيع بكيان صهيون ؟

ام كيف ؟ وهل تناول هذا الموضوع من الزاوية الإعلامية يعد مشاركة للناتو بتهيئة بتنفيذ مشاريع استهدافية بشكل اخر ضد الاطراف الدولية والاقليمية المضادة للإمبريالية على راس القائمة محور المقاومة  وتحت غطاء هذا الخطاب ؟

البعض يتأثر بما يأتي من هذا الإعلام بينما هناك اشخاص لديهم قدرات بقراءة ما بين السطور فيستنتجون اشياء كثيرة ويفرقون بين الغث والسمين و لكل شخص وجهة نظر كانت تصيب او تخيب .

هنا احببت طرح وجهة نظري بإختصار عن بعض ماورد بعناوين برنامج فيروز كانت تصيب او تخيب . بغض النظر عن أميتي السياسية والثقافية لأنني متأثر باليسار الثوري واقف اليوم بأسطول ٢١ سبتمبر الذي انا مؤمن فيه من القاع للنخاع كأسطول ثوري تحرري  واثق بقائده الزاهد والمجاهد عبدالملك الحوثي حفظه ربي .

.. وجهة نظري . تسليط الاضواء على هذا الموضوع من قبل القناة بإعتقادي ليس من فراغ وهذا ما جعلني اكتب هذه السطور  خصوصا حين تزامن البرنامج مع مجرى الاحداث بالساحة الافغانية وعودة الجماعات الوهابية لطالبان وانسحاب الامريكان بل يعد  جزء من توظيف الخطاب الإعلامي لصالح طالبان بشكل غير مباشر بما يتماشى مع خطاب الحزب الديمقراطي في امريكا وهنا توجه القناة وسياستها تخدم الديمقراطي الامريكي بشكل حصري  . اي مثلما انتقلت السلطة في واشنطن من الجمهوري للديمقراطي ترتب عليها إنتقال المهام الاستهدافية لواشنطن في البلدان المستهدفة للاجندات التابعة للديمقراطي في العديد من البلدان ايضا مع ان تلك الاجندات متعددة  اعلاميا وثقافيا وغيرها   ومؤسسة الجزيرة محسوبة على الديمقراطي  ولهذا من تابع خطاب ترامب قبل بايدن كان يلمع ويدعم الاجندات الحصرية على حزبه في البلدان المستهدفة حيث كان يتهم طالبان انها ارهابية وامريكا هي من اسستها وبعد انتقال كرسي البيت الابيض لبايدن اصبح يقول طالبان ليست ارهابية فيتجلى التناقض الغربي  وهنا لكلا الحزبين خططه السياسية واجنداته الحصرية  ومؤسساته الإعلامية اي لكل حزب استراتيجياته و ادواته المخصصة  للتنفيذ والإلتزام بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي تحددها الصهيونية .

ما ينبغي ان يدركه الجميع ان من هندس مشروع خطاب الكراهية كسلاح ناعم للإمبريالية ومشاريع اخرى هو الغرب بذاته  برئاسة امريكا ولا غرابة ان يستثمر سماسرته واجنداته للتنفيذ في كل الإتجاهات وبمختلف البلدان حيث اجنداته الداعشية هي حصريا على الديمقراطي كما اسلفت  تتولى جزء من التنفيذ الاستهدافي ضد الاطراف المضادة للغرب .وتجد سماسرة التغريب ينفذون المخطط عبر النافذة الاممية كما حدث من قبل غوتيريش واجندات التكفير راهنا تتولى التنفيذ عسكريا وامنيا وإعلاميا وغيرها وفي مجملها  تصب لخدمة الإمبريالية المتوحشة لتحقيق الاهداف الخفية للغرب .

ينبغي ان ندرك ان مشروع خطاب الكراهية يحمل ماركة امريكية جزء من اهدافه اتخاذ ذلك وسيلة لإسكات المؤسسات الإعلامية التي تفضح السياسة الإمبريالية برمتها وكذا النخب الاكثر ادراك بخطر واهداف هذا الخطاب سوءا كانوا مفكرين او مثقفين او حزبيين او غيرهم . ولنعتبر ان ضمن بنك الاستهداف الامريكي مؤسسات إعلامية وثقافية وعلمية محسوبة . على محور المقاومة إضافة لرجال الفكر وغيرهم ممن يقولون لا للإمبريالية ويتخذ الكوكتيل الغربي  هذا المشروع غطاء لإغتيال واختطاف مزيدا من العلماء والمفكرين وإستثمار سماسرته في الهيئات الاممية لانتزاع قرارات تخول له تنفيذ الاستهداف بكل الوسائل وعبر كل الاجندات يفضي لصناعة وعي جمعي مشوه ولو اخذنا دور المؤسسات الإعلامية ذات الطابع اليميني ممن تسبح للناتو سوف يلمس عمليات الاستهداف ضد كل من يساهم بفضح السياسية الغربية المتوحشة على سبيل المثال تعطيل  مواقع الإعلام الإلكتروني التابع لمحور المقاومة خلال الفترة الماضية  كان تحت ذريعة خطاب الكراهية بينما الغرب واعلامه وكل ازلامه يوجهون مؤسساتهم لتعميق ثقافة الكراهية ضد محور المقاومة  ويكفي الاستدلال باستهداف  العديد من المخرجات التابعة للمحور في الشركات الإلكترونية التابعة  للناتو  على الويب العالمي منها جوجل ويوتيوب وفيسبوك وغيرها  يتمكن  من خلالها نشر مشاريع التطبيع مع كيان صهيون  وقمع وقتل وعزل الطرف المضاد واستهداف الادمغة التي تدرك خطر مثل هذه المشاريع الاستهدافية  .

لنأخذ في الحسبان ان خطاب الكراهية هو يحمل ماركة امريكية بل  هو مشروع للسحل التدعيشي الناعم ضد البلدان والشعوب المستهدفة  كما اسلفت الاشارة اليه ومن الطبيعي ان يكون هناك تغطية تدعيشية ناعمة من بعض المؤسسات الإعلامية المؤمركة كانت بلون الديمقراطي او الجمهوري  و يندرج ضمن مشاريع الحرب الناعمة التي ينفذها الكوكتيل الغربي .

هنا فهم المشكلة جزء من الحل لكن ينبغي  ان تترجم هذه القضايا بعين العقل بعيدا عن السطحية وما تطرق اليه الشهيد القائد حسين الحوثي  رضوان الله عليه هو حجر الاساس لفضح هذه المشاريع الخطيرة وما نصح وينصح به قائد الثورة بصفة مستمرة  السيد عبدالملك الحوثي عن هذا الخطر هو خارطة طريق لتصويبها وتندرج ضمن مشاريع الحرب الناعمة و الذي يفترض ان تنقل تلك النصائح لحيز التنفيذ . ونؤكد ان الإمام الخميني ادرك خطر هذه المشاريع من وقت مبكر وكذلك سماحة السيد حسن نصر الله سلام الله عليهم .

.. على هذا الاساس ربما تنامي خطر هذه المشاريع يتطلب  تصعيد  هذه القضايا من قبل الاطراف المستهدفة والاستمرار بفضحها عبر كل المنابر جزء من التصدي للخطر سوءا من خلال  إقامة ورش مشتركة لدراسة هذه المشاريع البالغة الخطورة على ان تكون تلك الورش في إطار محور المقاومة +  البركس وغيرها  حتى وإن كانت المشاركة عبر النوافذ الإلكترونية لان الصمت عار والخوف عار والخروج بمصفوفة من الحلول وهو المطلوب . وليكن ختام هذه السطور الصرخة في وجه الموامركين .

الله اكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى