أحدث الأخبارالعراق

التوافق الكبير

يتساءل كثيرون عن موقف أطراف أساسية ساهمت في التأسيس للمشهد العراقي ما بعد تشرين، كما شاركت في الإطاحة بآخر الإسلاميين – عادل عبد المهدي.
.. يتساءلون عن موقفها من كوارث إرتكبتها حكومة تشرين، واتفاقات عقدتها مع دول التطبيع تخدم الكيان الغاصب بشكل مباشر، وتهين كرامة العراق
.. يتساءلون : ما دامت هذه الأطراف تمتلك القوة فهل ستستخدمها لإيقاف التدهور ؟
.. خصوصا وقد أصبح الناس يتمنون العودة لما قبل تشرين ، موجهين اللوم لكل الذين شاركوا في صناعتها.

— ما ينبغي فَهمُه :
ان كلَّ طرفٍ ساهم في إنتاج تشرين – أو أنتجته تشرين – إنما ينجز مهمّةً إلتزم بها ، ويؤدي دوراً تكفّل به.

— هذه الأطراف أراد كل منها تحقيق هدفٍ لذاتِه ينسجم مع قناعاته . وكل طرفٍ منها أدرك أنه لن يستطيع بلوغ هدفه ما لم يشارك في (توافق تشرين).

— لقد جَمَع هذا التوافق أطرافاً عديدة تباينت في توجّهاتها وأهدافِها إلى حد العداء أحياناً ، لكنها إتفقت على مشتركات أساسية ، لم يكن بالإمكان تمريرها إلا عبر بوابة تشرين.


— أبرز الأهداف المشتركة :
1- إنهاء دور الأحزاب الشيعية في السلطة.
2- إستبدال الدور الإيراني المؤثر في الوسط العراقي الشيعي بدور بريطاني – أمريكي – خليجي.

— لتحقيق هذين الهدفين كان على كل طرفٍ أن يؤديَ دوراً محدداً، وأن يتحمل قدراً من الأذى ، ويرضَى بقدرٍ من الخسارة.

— نجح التوافق الكبير في بلوغ أهدافه المشتركة، لكن أطرافه تفاوتت في بلوغ أهدافها الخاصة.
– ربح البعض كثيراً وأصبح رقما ، بعد أن لم يكن شيئا مذكوراً.
– وخسر الآخرون رصيدهم وجمهورهم ولم يحققوا أي إنجازٍ
– فيما أسقط البعض سمعتهم بأيديهم، وخرّبوا بناءً معنوياً ورِثوه ، وفشلوا بالمحافظة عليه.

— فاز الأمريكان بأعلى نسبة من المكاسب، بعد أن قُدِمَت لهم رقاب الشيعة على طبقٍ من ذهب، وتمّت التضحية بقوّاهم السياسية الرافضة للتطبيع والراغبة بإنهاء الإحتلال .. لصالح قوىً جاهزة للموافقة على كل شيء .

— الشيعة الداخلون بالتوافق التشريني إدعوا أنهم أرادوا إزاحة الفاسدين .. لكنهم لم يحققوا شيئاً على الإطلاق.

— حافظ الكرد على مكاسبهم بل تضاعفت.
— فهم السنة اللعبة فبصموا على التطبيع بشبه إجماع ..
— وكان الشيعة أكبر الخاسرين.
— الشرفاء والكفوءون لم يحصلوا على موقع يذكر في التوافق الذي تتزعمه أمريكا الحريصة على عدم نهوض العراق برجاله الشرفاء.
— في أكثر الفرضيات تفاؤلاً : جرى إستبعاد فاسدين إمتلكوا شيئاً من الدين والوطنية – بفاسدين لا دين لهم ولا ناموس ولا يملكون ذرة من الوطنية .
— ذلك هو توافق تشرين .. شاركت به زعامات شيعية كبيرة .. وظفت الشارع الشيعي .. أضرت بأمن واستقرار المحافظات الشيعية .. تسببت بضحايا من الشيعة .. حاربت الأحزاب الشيعية حصراً فأضعفت قوتهم السياسية .. ولم يجنِ الشيعة على يديها سوى الخسران..
١٧ -٦ -٢٠٢٢

المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

منقول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى