أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

التوافق من قبل ومن بعدُ

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالله العقاد

لماذا يعلو الحديث أكثر كلما اقتربنا أكثر من نهاية هذه العملية (الانتخابات) التي بدأت، وها هي تمضي حتى أشرفت على فاصل شهر زمني من نهايتها؟

كنت ولازلت أمتنع عن مجرد الحديث عن إمكانية تأجيل الانتخابات؛ لأنها كعملية بدأت فعلياً وتمضي.

ولكن السؤال، هل هناك من يريد قطعها بحيث لا تصل إلى نهايتها؟

نعم، أطراف دولية بدأت منزعجة جداً لاستمرار هذه العملية، وذلك لانزعاج الاحتلال منها، حيث باتت تهدد مصالحه بشكل واضح، حين يكون قيادة فاعلة وقوية فلسطينية في مقابل حكومة احتلالية غير مستقرة ولا متماسكة، وهي حالة لم تسبق في الكيان من التشظي الطولي والعرضي، والأفقي والرأسي في مجتمع يشهد حالة فوضي قيمية غابت فيها أي معالم لشعب جرى اصطناعه بالقوة الجبرية على مدار عقود.

لهذا، سيضغط الاحتلال عبر أذرعه الفاعلة في المسرح الدولي للعمل على صرف الإرادة الدولية عن إبداء أي دعم لهذه العملية التي تمضي بشكل سليم وسريع نحو نهايتها.

نعم، ربما تكون القدس العقبة التي يوقف بها الاحتلال هذا المسار الفلسطيني من تمامه أو إتمامه، ولكن هذا عواقبه كبيرة بأن يتصدر الاحتلال بهذا الوضوح والتفرد في مواجهة الإرادة الفلسطينية في ترتيب بيتهم الداخلي.

وهذا ما يجعل الاحتلال والذي يمتلك أوراقاً كثيرة ضاغطة على السلطة، فإنه لقادر أن يجعلها تحت الابتزاز والتهديد والترغيب والوعد والوعيد أن تنصرف من تلقائها عن هذا المسار.

وهو ما يجعلها، أي السلطة، في القادم أن تحاول ترتيب انسلال آمن تحت ذريعة “العودة للتوافق” قبل إنفاذ هذا الاستحقاق، وهذا ما ستجد له أذاناً واعية في ساحة الفعل الوطني، وهي التي طالبت السلطة من قبل بضرورة ذلك.

لكن، عودة حديث السلطة عن ذلك لن يكون للتوافق، بقدر ما هو الدخول من جديد في جدلية الدور والتسلسل.. أي ما يُسمى البيضة والدجاجة.

وعليه؛ فلتبقى الهمّة أقوى لإنجاز الاستحقاق الوطني، ونعمل على تصليب الموقف الرسمي في مواجهة الضغوط ما نستطيع إلى ذلك سبيلاً، وإلا فلا سبيل للعودة لحالة المناكفة من جديد، والعمل على تجاوز هذه المرحلة بما يمكن من التوافق الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى