أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

الثنائي نتنياهو وإبن سلمان.. والرهان العبثي على جنون ترامب

مجلة تحليلات العصر

كلما اقترب موعد خروج الرئيس الامريكي المنتهية ولايته من البيت الابيض، كلما ارتفع صوت نفخ رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفيق دربه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بوق الحرب الامريكية، لتحريض ترامب وجره الى مستنقع الحرب مع ايران، ولكن خبر  سحب حاملة الطائرات الامريكية “يو إس إس نيميتز” من الخليج الفارسي، نزل كالصاعقة على الثنائي المذكور، من دون ان يقلل من عزمهم على مواصلة النفخ العبثي.

يبدو ان التهديد الامريكي لإيران، الذي جاء على شكل استعراض للقوة العسكرية بشكل ملفت، والذي وصل الى حد ارسال غواصة نووية وقاذفات استراتيجية، لم يرعب ايران ولم يدفعها الى الانكفاء فحسب، بل زادها تصميما على الدفاع عن نفسها وشعبها ومصالحها، حيث ردت بتهديد اقوى واكثر حزما واصرارا، الامر الذي جعل مجنونا مثل ترامب، يعيد التفكير في مسرحية استعراض القوة بهذا الشكل المنفلت، والذي قد يخرج الامور عن السيطرة، وتتحول قطعات البحرية التي اراد تهديد ايران بها الى طعم سائقة للقوات المسلحة الايرانية، التي ظلت تتدرب على مدى عقود على كيفية اصطياد حاملات الطائرات الامريكية وغواصاتها النووية ، في مياه الخليج الفارسي الضحلة.
شبكة “سي إن إن” الامريكية، كانت من اوائل المصادر الخبرية التي نقلت حالة الفوضى والارباك الذي تعيشه وزارة الدفاع الامريكية، عندما نقلت عن مسؤولين في الوزارة، من ان وزير الدفاع بالإنابة كريستوفر ميلر قرر “لخفض التوتر” مع إيران!!، سحب حاملة الطائرات الامريكية “يو إس إس نيميتز” خارج الخليج الفارسي، وان هناك انقسامات داخل البنتاغون بشأن مستوى التهديد الحالي من إيران!!..
شبكة “سي ان ان” ، ومن دون الاشارة الى الجهات التي زودت وزارة الدفاع الامريكية بالمعلومات التي ادت الى “التوتر الأخير”!! في المنطقة، والتي تفيد بان ايران تخطط لهجمات ضد القوات الأميركية، عبر نقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق، في ذكرى استشهاد الفريق قاسم سليماني، نقلت عن هؤلاء المسؤولين قولهم، “أنه ليس هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن هجوم إيران على القوات الأميركية قد يكون وشيكا”!!.
واضافت الـ”سي إن إن” نقلا عن المسؤولين انفسهم :”إن البعض في إدارة ترامب يبالغون في تصوير خطورة الوضع مع إيران ويقفزون للاعتقاد باحتمال شن هجمات انتقامية من قبل إيران في ذكرى استشهاد الفريق سليماني”.
من الواضح ان تهرب شبكة”سي ان ان”، وكذلك المسؤولين الذين نقلت عنهم الشبكة، عن الافصاح عن مصدر المعلومات التي وصلت الى وزارة الدفاع، والذي يحاول توريط امريكا في حرب مع ايران، والتي ستدق، حال إندلاعها، آخر مسمار في نعش التواجد الامريكي في المنطقة، والمصالح الامريكية غير المشروعة فيها، وهذا التهرب يخفي وراءه امرا في غاية الخطورة، وهو تحول ادارة ترامب ومن ورائها امريكا الى اداة رخيصة بيد اللوبي الاسرائيلي والدولار السعودي.
ما تهربت منه “الـ”سي ان ان”، كشفته صحيفة “الحياة” السعودية الصادرة في لندن، في عددها الصادر يوم الخميس الماضي، عن اجتماعات عقدت في غضون الاسابيع الثلاثة الاخيرة بين مسؤولين عسكريين “اسرائيليين” ومسؤولين سعوديين في مدينة نيوم شمال غرب السعودية، للتنسيق بينهم لجر ادارة ترامب لتنفيذ عملية عسكرية ضد ايران، بهدف إحباط كل امكانية لاحياء الاتفاق النووي الايراني من جديد في فترة الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن!!.
اللافت ان الصحيفة كشفت ايضا نقلا عن مصادر امريكية، أن القيادات العسكرية في وزارة الدفاع الامريكية ، منزعجة تماما من محاولات إقحام الولايات المتحدة في حرب، وانها لاتريد اشعال المنطقة، وقالت ان هذا الموقف انعكس على اوروبا وبالتحديد على بريطانيا والمانيا.
ليس هناك من يشك في حقيقة جنون الرئيس الامريكي المنتهية ولايته والمهزوم ترامب، كما ليس هناك من يشك برهان الثنائي المهزوم والبائس نتنياهو وابن سلمان، في جر امريكا الى مواجهة مع ايران، اتكالا على جنون ترامب، الا ان هذا الثنائي نسي ان ما تبقى من عقلاء في وزارة الدفاع الامريكية، لن يسمحوا لهما باستغلال جنون ترامب في ايامه الاخيرة، وبتحريض من صهره كوشنير، ليعرضا حياة الالاف من الجنود الامريكيين للخطر، لمجرد خوف نتنياهو من ايران، وحقد ابن سلمان عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى