أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الثوابت العراقية وإرادات الفرقاء المجتمعون في الخضراء .. نقيضان لا يجتمعان

مجلة تحليلات العصر الدولية - كاظم الحاج

منذ شهر تقريبا أعُلن ان هناك قمة أو مؤتمر سيعقد في بغداد لدول الجوار وبعض الدول الإقليمية والأوربية، ومن ذلك اليوم انقسم العراقيون إلى ثلاثة فرق الأولى منهم من كانت تتحرك وفي الواقع والموضوعية فيما يخص الجدوى من المؤتمر ومدى نوعية المخرجات التي تنبثق منه، والثانية تحركت وفق الإفراط بالأمل والنتائج التي ممكن ان يحصل عليها العراق، والفرقة الثالثة وقفت على تلت الانتظار لحين بيان صوابية إي الفرقتين.
العراق بعد عامي 2003 و 2014 أصبحت له ثوابت تختلف في الأعم الأغلب عما كانت عليه قبل ذلك، من أهم هذه الثوابت ونتيجة للديمقراطية الهجينة صار منصب رئاسة مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة للمكون الأكبر في العراق وهو المكون الشيعي ( وهذه القضية فيها الكثير من الحديث)، وكذلك ان أغلبية هذا المكون مقاوم لأي تواجد أجنبي وخصوصا الأمريكي على الأراضي العراقية وعلى أساس هذا الثابت تشكلت فصائل المقاومة العراقية وبعد عام 2014 ونتيجة الهجمة الإرهابية وصدور فتوى من المرجعية العليا في النجف الشرف تكون الحشد الشعبي هذا فضلا عن ثوابت أخرى داخلية وخارجية وخصوصا طبيعة ونوعية العلاقة مع إيران فضلا عن دول أخرى كالصين وروسيا.
كل الدول التي اجتمع ممثليها اليوم في الخضراء باستثناء إيران لها مواقف معادية تجاه هذه الثوابت خصوصا فصائل المقاومة والحشد الشعبي داخليا، وخارجيا طبيعة العلاقات مع إيران، وعلى هذا الأساس رأينا تعامل الدول العربية وخصوصا الخليجية منها تتعامل وفق رؤية شخص رئيس الوزراء وحكومته لهذه الثوابت لذلك رأينا هناك قطع للعلاقات بصورة كاملة في حكومة ومرونة في حكومة أخرى ودعم وانسجام كامل في حكومة لاحقة، واليوم سمعنا وشاهدنا وزير الخارجية السعودي يصف الحشد الشعبي بالمليشيات وهي مؤسسة عسكرية نظامية وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة لكن قائدها اليوم صمت ولم يعترض على الكلمة السعودية أو حتى على اقل تقدير ان يكون هناك توضيح من الخارجية السعودية.
طبيعة علاقة الدول التي اجتمعت اليوم في الخضراء فيها الكثير من الإشكاليات وعدم الاستقرار فيما بينها وكذا الحال بالنسبة لعلاقة العراق بها، فهي دائما بين المد والجزر وعدم الثبات وفق الرؤيا الوطنية (ان كانت موجودة) والمصالحة المشتركة والاحترام المتبادل.
نوعية الكلمات التي ألقيت اليوم واللقاءات التي تمت كانت الرسائل والمناوشات واضحة كشمس شهر آب اللهاب في بغداد وهو ما يعطي تأكيدا على ان الدول الغير متفاهمة فيما بينها كيف تتفاهم وتتفق على دعم العراق الذي هو أصلا محط اختلاف بينها.
اليوم في الخضراء الجميع كان يبحث عن مصلحته باستثناء العراق الدولة المستضيفة وبالإضافة إلى ما تقدم فان البيان الختامي البائس لمؤتمر بغداد الذي حمل عنوان ” الشراكة والتعاون” لم نجد فيه مصداقا واقعيا واحدا لهذه العنوان طبعا باستثناء اتفاق الدول المجتمعة على دعم العراق لمواجهة التحديات التي يواجهها نتيجة تغيرات المناخ والاحتباس الحراري ههههههههههههههههههههههههههه.
ونتيجة لذلك نزل الفريق الثالث من على تلت الانتظار وانظم إلى الفريق أو القسم الأول من العراقيين ( شعب وأحزاب وتيارات ) الذين كانوا يتحركون وفق الواقع والوقائع والذين قالوا ان هذا المؤتمر كسابقاته التي تخص العراق سواء هنا أو في إي مكان لن يقدم غير البيانات الإنشائية التي لا تردع الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي العربي في جزء كبير منه.
إما الفريق الثالث فلم ييأس وبقى متعلقا بالأمل عسى ان يتحقق جزء منه خلال المستقبل البعيد جدا،وربما عزائهم الوحيد في ذلك هو وصف السيد وزير الخارجية العراقي للمؤتمر بالحدث التاريخي، رغم انه مر مرور الكرام وكان سببا في ازدحام سير في كل العاصمة منذ الصباح الباكر وحتى كتابة هذه الأحرف.
كلام قبل الختام
إما ان يغير العراقيون ثوابتهم بعد عامي 2003 و 2014 ليقبل بهم المجتمعون اليوم في الخضراء، وهذا محال؛ أو ان الذين اجتمعوا اليوم في الخضراء يغيروا ثوابت تعاملهم مع العراق الجديد ليقبل بهم إخوتهم من الشعب العراقي وليس شخصيات معدودة في الخضراء، إما في حال ثابت المواقف فذلك يعني ان العراق والعراقيون بجميع طوائفهم سيبقون في مواجهة الإرهاب لحين قبول الآخرين بثوابتهم الوطنية للعراق الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى