أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

الثورة الإسلامية الإيرانية؛ قوة، وعزة، وكرمة

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين كريمو

المتأمل والمباحث في الواقع الذي نعيشه ونراه في هذا العصر الأغبر الذي اختلطت فيه الأفكار والمفاهيم، والرؤى اختلاط الحابل بالنابل كما في المثل العربي القديم..
حيث رأينا وعشنا، أو قرأنا عن الثورات التي قامت فيها الشعوب في مختلف الدول والأماكن، من الثورة الصناعية في أوربا، وحتى الثورة البلشفية، وفكرها الشيوعي، في روسيا أو في الصين وغيرها، ولكن لم نر كالثورة الإسلامية التي تفجرت في الستينات من القرن الماضي وانطلقت من جنبات الحوزة العلمية، ثم انتصرت بشكل اعجازي في مثل هذه الأيام من عام ١٩٧٩م على يدي ذاك الرجل المفكر، والثوري الكبير الإمام روح الله الموسوي الخميني (رحمة الله علیه).
الذي أنهض هذه الأمة، واستنهض هذا الشعب المؤمن، وبث فيه تلك القيم الإسلامية الراقية فأجابوه وقاموا معه ونهضوا بهذه الثورة المباركة، وقلعوا أقوى وأعتى ممالك المنطقة ورموا بها إلى مزابل التاريخ، وأقام هذا الصرح الكبير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية..
فالباحث في تاريخ الشعوب والأمم وثوراتها يعرف أن الثورة لا بد لها لتنتصر من عوامل عديدة وشروط ضرورية وأهمها:
_الفكر الثوري..
_القائد الثوري..
_الطليعة الثورية التي تقتنع بالفكرة الثورية وتؤمن بالقائد الثوري وتسلم له قيادتها، وتحاول أن توجد سيلا من المؤمنين والأنصار الثوريين الذين ينهضوا جميعا بالثورة فيقلبوا الأوضاع الفاسدة ولينتصروا جميعا بثورتهم وقيادتهم، كما جرى في هذه الثورة الإسلامية المباركة..
وأما ما حدث في البلدان العربية منذ عقد من الزمن والى الآن فهي ينطبق عليها كل الأسماء إلا اسم الثورة، فهي فورة، أو عورة، أو فوضى كما سمتها الأرملة السوداء من قبل بنظريتها (الفوضى الخلاقة) ولكنها ليست ثورة قطعا لأنها ينقصها الشروط الثلاثة لقيام الثورة.. فليس لها فكر ثوري، ولا قيادة، ولا طليعة بل قيادتها كانت تتمثل في برنارليفي الصهيوني المعروف بمهندس تلك الفوضى..
والعجيب أن الأغبياء – كما يطلق عليهم كيسنجر- صدقوا أن الفوضى تصنع ثورة، والفوضى لا تصنع إلا القتل والدمار والظرف المناسب للاستعمار فقط، فمتى تصنع الفوضى؟.
أما الثورة الإسلامية فهي تملك فكرا ثوريا نهضويا راقيا نابع من القرآن الكريم والسنة المطهرة، تلك الأفكار التي صنعت الحضارة الإسلامية من قبل وهي حاضرة لاعادتها إلى الحياة – كما أعادتها فعلا وواقعا- اذا وجد من يؤمن بها حقا..
والثورة الإسلامية الإيرانية لها ميزة تحسب لها فعلا وهي؛ قيادتها من قبل مرجع ديني كبير، وعالم وفقيه من الطراز العالي جدا وهذا ما ضمن نجاحها في الواقع واستمرارها في الأمة رغم كل التحديات التي واجهتها منذ اليوم الأول لانتصارها، وهي باقية ببقاء القيادة الثورية المتمثلة بسماحة السيد القائد وهو فقيه ومرجع كبير أيضا..
كما أن القاعدة الثورية، والطليعة الشعبية التي آمنت بالفكر الإسلامي وبقيادة الفقيه الجامع للشرائط جعلت هذا الشعب الحي والمؤمن يلتف حول القيادة التفافهم حول المبدأ والعقيدة والدين الإسلامي الحنيف..
وأما الفوضى العربية فهي فورات شبابية قادها عملاء الصهيونية لتدمير البلاد العربية لا سيما بلدان الطوق للغدة السرطانية في فلسطين المحتلة، ولكن الوعي والبصيرة في الجيش السوري والتحامهم مع المقاومة في محور الممانعة بقيادة ذاك المجاهد الفذ الحاج الشهيد قاسم سليماني ورفاقه من القادة والأبطال المجاهدين فوتوا الفرصة على الصهاينة وقطعان التكفير الصهيووهابية المجرمة في تحقيق مآربها وتنفيذ مخططاتها في المنطقة..
فالثورة الأصيلة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منتصرة، وقوية، وشامخة لأنها متكاملة العناصر، قوية المباني، متينة المعاني، متحدة القوى في وجه الأعداء..
وأما الفوضى العربية فهي متهالكة وليس لها معنى ولا مبنى إلا القتل والتدمير لأنهم اتبعوا الكفر الصهيوني، وقادهم الفكر الداعشي إلى مزيد من الخراب والدمار..
فكل التحية والتقدير للثورة الإسلامية الإيرانية المباركة شعبا وقيادة حكيمة، في ذكرى انتصارهم الكبير على عدوهم الحقير والى مزيد من القوة والاقتدار بإذن الله تعالى..
وكل عام والثورة والقيادة بخير تقدم وازدهار، وعزة وكرامة وانتصار..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى