أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةايرانشؤون امريكيةمحور المقاومة

الجمهورية الاسلامية و سياسة اطفاء النيران الاميركية في المنطقة و العراق خصوصاً

مجلة تحليلات العصر الدولية

يمكن للمتابع تصنيف بيانات الادانة التي صدرت عن الدول و كذلك من جهات مقاومة اقليمية الى صنفين و حسب النوايا المُبيّتة التي تقف خلف هذه البيانات:
⁃ صنف كانت تريد استثمار هذا الحدث المصطنع من أجل ايقاد نار فتنة بين ابناء الشعب العراقي الأصلاء من جهة في قبال اجهزة السلطة الامنية كافة من جهة أخرى، كما أنها انطلقت من هدف لاستجرار غطاء دولي و اقليمي لشن حرب داخلية ضد قوى المقاومة. هذا المسعى هو مسعى اميركي و صهيوني بلا أدنى شك و هو يصب في مصلحة قوات الاحتلال الاميركية و في سبيل اطالة أمد وجودها و توغلها العبثي في خفايا السياسة العراقية و توجهاتها نحوها
⁃ و صنف آخر من البيانات التي صدرت من الجمهورية الاسلامية و المقاومة الاسلامية في لبنان، وهذه الادانات انطلقت من حكمة انطلقت عن وقائع و دلائل مؤكدة عن نية محور اميركا لاشعال نار الفتنة ، ولذا جاءت هذه البيانات مسرعة لتبريد الاجواء السياسية العراقية بما يحقق الأمن المجتمعي العراقي ولتفويت الفرصة على الاميركي و الصهيوني لمنع استغلال هذه الحادثة كقميص عثمان لقلب الواقع السياسي العراقي بما يخدم المحتل و اعوانه .
هذا إبتداءً ، و الشيء الآخر الهام هو أنه أما آن للأصوات التي تهاجم الجمهورية الاسلامية في العراق أن ترى السعي الايراني الحثيث و الدؤوب لحل ازمات العراق عند كل حدث سياسي و امني بارز ؟
الجمهورية الاسلامية سارعت الى اطفاء بوادر فتنة اميركية لإحداث فوضى أمنية كبيرة تُعدّ للعراق، وهذه المسارعة التي قادها القائد الكبير قااني هي مشابهة لمسارعة الشهيد القائد سليماني رضوان الله تعالى عليه للقاء المرجع الاعلى آية الله السيستاني دام ظله عشية توغل داعش الارهابية في حزيران ٢٠١٤، مع الفارق أن التدخل الآن يُدرِك أن المعضلة سياسية و ليست ميدانية.
كثيرون ينددون بالتدخل الايراني في العراق ولكنهم لم يستخدموا عقولهم في تحليل ماهيّة هذا التدخل، وعمّا اذا كان ذو فائدة أم لا للعراق و شعبه و مقدساته، بينما يحطم هؤلاء الكُثُر بتصريحاتهم و بتوجيه جماهيرهم الى استعداء ايران الاسلامية في تناغم مع ما تريده اميركا و ادواتها.
مشكلة العراق هي في وجود الاحتلال الاميركي حصراً ، ومن يطّلع على كل الحوادث المتزامنة مع وجود الاحتلالات العسكرية يستنتج أنها من صنعها لإرباك الواقع كي تؤمَّن لهذه الاحتلالات البيئة المكانية الآمنة لجر أنفاسها و تنفيذ اهداف وجودها.
الجمهورية الاسلامية لم تتدخل في تفاصيل سياسية عراقية سابقة اختارتها الكتل السياسية في الفترة السابقة، وهي لم تتدخل الآن لفرض واقع سياسي محدد ، وانما تتحرك ضمن خطوط عامة تحفظ أمن المنطقة و حتى لا تنجح اميركا في صنع وضع افغاني آخر بعد أن استشعار اميركا و الغرب برمته بأن بوادر أفول الهيمنة الاميركية جارية و متحقّقة الآن، ولذا تحاول اميركا ادارة الخراب و توظيفه لمصلحتها كعادتها المجبولة عليها.
الكُرة الآن في ساحة الكتل السياسية المنضوية تحت الاطار التنسيقي الشيعي و الذي أصبح بمثابة الخيمة التي تُستَجْمع بها وحدة المواقف ، فالشعب ينتظر اختياره لشخصية مسؤولة دون مجاملة كي لا يتكرر مشهد اختيار الكاظمي و ما آلت اليه الأمور من انحدار يتلوه انحدار في واقع السياسة المرتهن للمحيط الخليجي-الصهيوني.
إن امنية المواطن العراقي هو أنه على قادة الكتل السياسية إبعاد الأنا ودراسة الواقع بدقة و بعيداً عن مصلحة حزبي و حزبك ، وكم تأخذ و كم أأخذ، لان ما قُدّم من تضحيات في ساحات المواجهة ضد الارهاب الداعشي الاميركي يُمكن أن تذهب بجرّة قلم تجعل العميل قائداً للأمة كما هو حال الكاظمي الآن وحينها لا ينفع الحديث مطلقاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى