أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

الجوف.. إمكانات طبيعية ومستقبل اقتصادي واعــد

مجلة تحليلات العصر الدولية / مجلة يمن ثبات

هناك في الشمال الشرقي للعاصمة اليمنية «صنعاء» تتربع «محافظة الجوف» اليمنية على مساحة واسعة من الأرض الخصبة الغنية بمواردها الطبيعية وثرواتها المعدنية الهائلة، وعلى الرغم من ضخامة تلك الامتيازات التي تؤهلها لأن تكون أكبر رافد اقتصادي لليمن إلاَّ أنها على امتداد الفترات السابقة في ظل الأنظمة المتعاقبة على حكم اليمن لم يتم الالتفات لقيمة ما تتمتع به.
وقد أسهمت المؤامرات السعودية في تغييب دور محافظة الجوف الاقتصادي للحيلولة دون قيام أي نهضة اقتصادية حقيقية على أرض اليمن، ولعلّ الدور المشبوه للسعودية في حرمان المحافظة من تنفيذ أي مشاريع تنموية تسهم في نهضة تلك البلاد -وتحديداً في مجال النهضة الزراعية والاستثمارات النفطية- خير دليل على ذلك.
وتشتهر «محافظة الجوف» بتنوع الثروة الحيوانية فيها؛ نظراً لتوفر العوامل الطبيعية المساعدة على وجودها، وتعتبر سلالة الضأن في «محافظة الجوف» من السلالات العملاقة المعروفة بوفرة الصوف واللحم فيها، وتُعَدّ من أكبر السلالات في اليمن، إلى جانب العديد من أصناف الثروة الحيوانية الموجودة في المحافظة مثل: (الإبل، والماعز، والبقر)؛ الأمر الذي يجعل من تلك الثروة الحيوانية الكبيرة قاعدة واعدة للصّناعات الجلدية والإنتاج الحيواني.
ولو امتدت يد الدولة والمؤسسات ذات العلاقة لرعاية هذه الثروة الثمينة فإن المحافظة سوف تسهم في تغطية احتياج المجتمع اليمني من الّلحوم والألبان ومتطلبات الصناعات الصوفية والجلدية، ولهذا فمن الخطأ تجاهل قيمة تلك الثروة وأهميتها، الأمر الذي يستدعي بذل الجهود وتكاتفها للنهوض بها والعمل على تحديث الوسائل الكفيلة بدعمها والمحافظة عليها؛ لتحقيق وجودها الفاعل في بناء نهضة اقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال المنتجات الحيوانية ومشتقاتها.

الجوف واحة خضراء وتربة خصبة:
ومن المعلوم أن «محافظة الجوف» تمتلك تربة زراعية خصبة، ومياهاً جوفية كفيلة برفد المجال الزراعي وضمانة استمرارية العملية الزراعية، وفي حال تم توفير شبكات الرّي الحديثة وإدخال آلات الحراثة، فإنها ستعمل على تطوير الإنتاج ورفع كمية المحصول، وتوفير الوقت والجهد والكلفة المالية العالية، التي تستهلكها عمليات الحراثة والرّي التقليدية.
ومع تنوع المظاهر المناخية لمحافظة الجوف، تنوعت مواسم الزراعة لمحاصيل «الذرة الشامية» والأصناف الأخرى من الذرة والقمح، حيث يبلغ إنتاجية الهكتار الواحد في «الجوف» من محاصيل الحبوب وعلى رأسها القمح، أكثر من 6 طن وبكلفة إنتاج متوسطة، وهذا رافد مهم للأمن الغذائي بحسب تصريحات الجهات المعنية بوزارة الزراعة.
ويعتبر القمح من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير العملة الصعبة المستهلكة في استيراد القمح من الخارج، كما أن استثمار طبيعة الأرض الخصبة في زراعة القمح، والعمل على تعميم البذور المحسنة ستحدث نقلة نوعية في مجال إنتاج القمح بكميات تجارية قادرة على تغطية الاستهلاك المحلي من جهة، وتوفير فرص الاستثمار المحلي في مجال المنتجات الزراعية من جهة أخرى.
ولا تقتصر الزراعة في «محافظة الجوف» على الحبوب بأنواعها المختلفة وحسب، ولكنها تزرع العديد من الفواكه والخضروات والمحاصيل الزراعية الأخرى، الأمر الذي يجعل من المحافظة واحة زراعية واسعة ومتعددة المحاصيل في حال تم الاهتمام بها وترشيد المسار الزراعي فيها بما يخدم متطلبات المرحلة الراهنة.

الجوف منجم الثروات المعدنية:
تعتبر الجوف من أهم المناطق الحيوية المكتنزة بالثروات المعدنية والنفطية على مستوى شبه الجزيرة العربية، حيث أكَّدَتْ فِرَق المسح والبحث المتخصصة والتقارير الأوروبية والأمريكية وجود أكبر حقول النفط على مستوى العالم في باطن أرض محافظة الجوف.
وعلى امتداد الفترات الزمنية، حرصت «السعودية» على حرمان «اليمن» من استثمار كنوزه النفطية الدفينة؛ ليبقى اليمن بلداً فقيراً رغم غناه بثرواته المعدنية والنفطية، والحديث عن ثروات الجوف بشكل خاص يحتاج لدراسة مستفيضة نأمل أن يتم تناولها في موضوع خاص عبر صفحات مجلة (يمن ثبات).

 

الجـــوف
– تبعد عن العاصمة صنعاء (143) كيلو متراً
– المساحة: حوالي 39496.33 كيلومتراً مربعاً
– عدد السكان: 532,000 نسمة بحسب إحصائيات 2011
– المحاصيل الزراعية: الحبوب والخضروات والفواكه
– المدن الأثرية : مدينة قرناو وبراقش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى