أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

الجولاني يعود للواجهة…. أمريكا تحارب وهماً

مجلة تحليلات العصر -  د. خيام الزعبي 

الجميع يعلم جيداً أن جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة صناعة أمريكية تمهد لتقسيم المنطقة، باستخدام تكتيك رفع الدين شعاراً له لتنفيذ مخططاتها، واستخدام فئة من الشباب المتشددين لمقاتلة الجيش العربي السوري، هذا ما نشاهده اليوم من خلال دعم إدارة بايدن للتنظيمات التكفيرية في سورية ومساندتها بالمال والسلاح لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، ومن هنا فأن كل الإدعاءات التي تتذرع بها أمريكا وحلف الناتو بشأن الحرب على الإرهاب والتدخل الإنساني ما هي إلا حجج وأكاذيب واهية من أجل إنتهاك سيادة سورية ووحدة أراضيها.

استأثر ظهور زعيم ” جبهة النصرة ” أبو محمد الجولاني ، مجدداً إلى جانب الصحفي الأمريكي، مارتن سميث بزي جديد، وبحضور بعض المنظمات الغربية في إدلب السورية، صدمة في أمريكا وحرج أمام قيادات الجماعات الجهادية الإرهابية حيث ارتدى ثياباً غربية بعد أن كان مصراً على أن يظهر بالدشداشة أو العمامة التي اغتسلت بالدم السوري طوال عشر سنوات، ولكن لضرورات المصلحة الجهادية قرر الجولاني أن يتخلى عن الدشداشة والعمامة والكلاشينكوف تحقيقاً لمصالحه وأهدافه هناك.

ولعل من الضروري في هذا الصدد الإشارة إلى أن ما تصرح به وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار، لأي جهة أو شخص يقدم معلومات عن مكان “الجولاني” وتحركاته بعد أن تم تصنيفه منذ سنوات على قوائم “الإرهاب” بسبب فكره الجهادي.كلام لا يثير الإستغراب بل الإستهجان، لأن جبهة النصرة مشروع استثماري حربي أميركي بامتياز حيث تستثمرها، لقتل السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين وخلق المزيد من الانقسامات والتفتيت والفوضى، ورسم الجغرافيا السياسية وفق مصالحها النفطية، وتحقيق المزيد من صفقات السلاح، ولعل ذلك ما يعزز الرغبة الأميركية الكبيرة بإطالة عمر هذه الجبهة إلى أمد غير محدود.

السؤال الذي نوجهه هنا هو: كيف يمكن للصحفيين الغربيين إجراء المقابلات الشخصية مع زعماء التنظيمات والجماعات الجهادية والحصول على أدق المعلومات، بينما يخشى الصحفيون المحليون على أرواحهم إن كتبوا كلمة أو حصلوا على أي معلومة عابرة تدين التنظيمات الإرهابية والقوى المتطرفة الأخرى؟

اليوم ثبت بالدليل القاطع أن أمريكا لاعب رئيسي في مفردات الصراع في سورية من وراء الأستار والحدود، إذ تتلاعب بالأحداث والأوراق وتخفي ورائها أطماعاً مؤجلة في سورية، تعمل بكل ما تملك من خبرة ودهاء على خلط الأوراق من جديد بين الساحات لكي يخلوا لها الجو في النهاية كما تتصور، و تكون لها اليد الطولي في الهيمنة على سورية، من خلال تمويلها لتنظيم داعش” ودعم جبهة النصرة مالياً وتسهيلات من خلال عبور الحدود وتسليمها الأسلحة الفتاكة، بالإضافة إلى التدريب والإعداد وتكوين الصفوف.

مجملاً…يخوض أبطال سورية معركة شرسة، ليجعلوا من أنفسهم سوراً لحماية سورية وأهلها، فهم يسطرون اليوم صفحة جديدة مليئة بالعز ليضربوا بيد من حديد كل من يسعى للنيل من أمن سورية، فالتقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في ادلب ما هو إلا خطوة واحدة في مسيرة إجتثاث الإرهاب وطرد المتطرفين من سورية، لذلك فإن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الانتصارات الحاسمة في إدلب خاصة مع إعلان الجيش السوري بدء بتنفيذ الخيارات الإستراتيجية للرد على التنظيمات المتطرفة بعد أن اكتملت الاستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في إدلب والمناطق الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى