أحدث الأخبارالإسلامية

الجيش الأمريكي “يتجّسس” على المُسلمين: كيف جرى خِداع الملايين من أتباع الإسلام باستخدامهم تطبيقاً عالميّاً للصلاة والقرآن؟ ولماذا يجري شِراء بيانات هؤلاء الشخصيّة دوناً عن غيرهم؟.. إقرار أمريكي والحجّة مُكافحة الإرهاب وإدانة إسلاميّة “يتيمة” لواشنطن ومُطالبات بالتحقيق ودعوات لحذف التطبيق

مجلة تحليلات العصر - خالد الجيوسي

يبدو أنّ ربط وارتباط الإرهاب في سياقات إسلاميّة، ليس مُقتصرًا، كما يروج على تتبّع المُسلمين الذين كان لهم ارتباطات بأنظمة مُتطرّفة، فالأمر يتعدّى هذا الأمر، ليصل إلى درجة تتبّع “بيانات” كُل المُسلمين، وحتى إن كانوا فقط يقومون بأداء واجباتهم الدينيّة، من صلاةٍ، وقراءة قرآن، فهذه الأمور تعني وفق التعريف الأوروبي، والأمريكي، طريقاً مُحتملاً للإرهاب، وأعمال عنف، واعتداء، على مُواطنين أبرياء.العالم الإسلامي لا يزال مُتحفّزًا، على خلفيّة الإساءة للنبي الأكرم محمد، حيث رسومات كاريكاتوريّة مُسيئة له، دفعت بملايين المُسلمين حول العالم، لمُقاطعة المُنتجات الفرنسيّة، لتتكّشف مُفاجأة جديدة، قد تزيد من تحفيز واستنفار المُسلمين، وتقدّم حجج دسمة للتنظيمات المُتطرّفة، للانتقام، ويبدو أنّ ثمّة تدعيم لإرساء قواعد جديدة للإسلاموفوبيا، تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكيّة، والتي تدّعي حكومتها، تطبيق قيم العدالة والمُساواة، دون تفريق.الجيش الأمريكي تحديدًا، والمُتّهم أساساً بجرائم حرب في العراق وأفغانستان، ووجوده غير الشرعي الذي فرّخ تنظيمات إسلاميّة تُقاوم وجوده في بلادهم التي يحتلّها، دخل قفص الاتّهام، حيث ووفقاً لتحقيق أجرته مجلة “ماذر بورد” الإلكترونيّة، المملوكة لإعلام فايس، وهي شركة بث وسائط رقميّة كنديّة، أمريكيّة، كشف أن الجيش ينتهك قوانين سريّة البيانات، ويقوم بشرائها، ويُحدّد مواقع من تطبيقات هواتف محمولة، يستخدمها المسلمون، للصلاة، وقراءة القرآن، ومثال ذلك تطبيق “مسلم برو” الشهير.واللافت أن هذا التطبيق الإسلامي، والذي يُساعد المُسلمين على تحديد القبلة، ويُذكّر بمواعيد الصلاة، جرى تحميله أكثر من 98 مليون مرّة، وهو ما يعني أن بيانات هؤلاء المُستخدمين الذين يتبعون الديانة الإسلاميّة، يطّلع عليها الجيش الأمريكي، في انتهاكٍ صريح للقوانين، حيث يحتاج هذا الجيش إلى تصاريح قانونيّة، كي يفعل ذلك، ويطرح تساؤلات كبيرة، حول غايات الجيش، من شراء بيانات تعود لملايين الأشخاص المُسلمين حول العالم، وتحديد مواقعهم، وبياناتهم الشخصيّة، داخل أمريكا، وخارجها.الجيش الأمريكي، أقر من جهته، بشراء هذه البيانات، وتحديد مواقع أصحابها، وبياناتهم، لكن المسؤول العسكري الذي لم يُكشف عن اسمه، اكتفى بإقرار هذا “التجسّس” على تطبيقات من بينها إسلاميّة، وبرّرها بأنه يتم شراؤها لمُساعدة بلاده في عملياتها بالخارج، وهو ما يعني أن جميع المُستخدمين وخصوصاً المُسلمين لهذه التطبيقات، قد يكونوا في إطار ما تُسمّيه الولايات المتحدة الأمريكيّة، بمُكافحة الإرهاب، وقد صدر هذا الإقرار بالفعل عن قيادة العمليّات الخاصّة وهي تابعة للجيش الأمريكي، ومعنيّة بمُكافحة الإرهاب.هذت الكشف التحقيقي المُثير لعلامات الريبة، والتساؤلات، دفع بمجلس العلاقات الأمريكيّة “كير” لإدانة  “استغلال” حكومة واشنطن للبيانات الشخصيّة للمُسلمين، عبر تطبيقات أشهرها “مسلم برو”، وطالب بفتح تحقيق في الكونغرس، كما حذّر المجلس الذي يعد أكبر منظمة للدعوة والحقوق المدنيّة الإسلاميّة في أمريكا المُسلمين من استخدام تلك التطبيقات المُستهدفة، والامتناع عن تحميلها، فيما لم تصدر تعليقات إدانة من دول إسلاميّة بالخُصوص حتى كتابة هذه السطور.وبحسب تحقيق فايس، فإنّ عمليّات شراء البيانات، لا تقتصر على تطبيقات يستخدمها المُسلمون لأغراض العبادة، بل يشمل هذا التتبّع، لتطبيقات أخرى، يستخدمها المُسلمون حول العالم، للبحث عن وظيفة، الزواج، المُواعدة، وحتى تطبيقات الطقس البسيطة، وهو ما يشي وفق معلّقين بحملة استهداف مُمنهجة ضد الإسلام وأتباعه.وبحسب ذات التحقيق، فإنّ الجيش الأمريكي قد استخدم تحديد مواقع بيانات التي سبق واشتراها، لتنفيذ ضربات جويّة بالطائرات المُسيّرة حول العالم.وممّا يزيد من كارثيّة هذه الانتهاكات الرقميّة بحق المُسلمين، أنها تجري دون علمهم، ومعرفتهم، خاصّةً أنّ هذه التطبيقات تقدّم نفسها على أنها “آمنة”، وموثوقة، وهو ما يضع علامات استفهام حول المسؤوليّة الأخلاقيّة التي تقع على عاتق هذه التطبيقات، وحاجة مُستخدميها “المُسلمين” خصوصاً إلى مُراجعة ضرورة استخدامها، وسط هذه الانتهاكات لخصويّتهم، وبياناتهم الشخصيّة، بحجج مُكافحة الإرهاب.وسارع نشطاء عرب وإسلاميّون بدورهم، إلى تدشين حملات افتراضيّة تُطالب المُسلمين بضرورة حذف هذه التطبيقات، والبحث عن بدائل تكون آمنة، ويُشرف عليها أشخاص موثوقون، كما طالب مُستخدمون لهذه التطبيقات توضيحات من قبل المالكين لها، وسط تساؤلات عن الذنب الذي ارتكبه ملايين المُستخدمين، حين أرادوا فقط تطبيقاً يذكّرهم بمواقيت صلاتهم، واتّصالهم بربّهم، وما هي صحّة العلاقة التي تزيد من احتمال ارتفاع الإرهاب، والتطرّف، في حال كان المُسلم، مّتديّناً، وهي ما يبدو أنها قاعدة ثابتة في أذهان أجهزة مُكافحة الإرهاب الغربيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى