أحدث الأخبارفلسطين

الجيش الاسرائيلي يتمنى مقتل احد جنوده ليرتاح

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم د. إعصار الصفار

في غارة ظالمة للعدو الصهيوني على محيط مطار دمشق يوم ٢٠-٧-٢٠٢٠، استشهد عدد من الابطال المرابطين، من بينهم احد مقاتلي حزب الله اللبناني، الشهيد علي كامل محسن.

وكان حزب الله، وفي مناسبة سابقة، قد ارسى قواعد اشتباك محددة مفادها ان حزب الله سيرد على استشهاد اي من افراده، ليس في اراضي لبنان المحتلة فحسب، ولكن في اي مكان تطاله يداه. والعدو الاسرائيلي يعرف هذه الحقيقة وماذا تعني. ولذلك، وما ان اعلن حزب الله عن استشهاد المجاهد علي كامل محسن، حتى استنفر العدو الاسرائيلي قواته ليس على طول الحدود مع لبنان فقط، بل وعلى حدوده مع سوريا (الجولان) ايضا فقام باخلاء المواقع واخفاء جنوده وايقاف دورياته وتعطيل برامج التدريب والمناورات واستنفر قبته “الحديدية”. وبالرغم من التعالي والعجرفة التي يتعامل بها الكيان الصهيوني مع الملوك والرؤساء العرب، بل انظمة عربية بكاملها، الا انه ازاء حزب الله، وجد نفسه ذليلا خائفا حتى انه وجه رسالة، عن طريق وسطاء، الى حزب الله تتضمن اعتذارا ضمنيا ومن انهم لم يكونوا يعلمون بوجود عناصر لحزب الله في تلك المنطقة! الا ان موقف الحزب كان واضحا من ان المعادلة كانت صريحة وانه ليس هناك مجال للمساومات.

وطال الانتظار، وتعب الاسرائيليون من الوقوف في حالة التاهب كل هذه الاسابيع. ونتيجة توترهم، فقد توهموا هجومات لا اصل لها وفتحوا النيران واحرجوا انفسهم واظهروا للعالم ضعف استخباراتهم وهُزالها. ومؤخرا لجأوا الى لعبة ساذجة غبية حين وضعوا دمية قريبة جدا من الحدود اللبنانية وكانها دعوة لحزب الله ان يشارك في تمثيلية يقوم فيها بضرب الدمية فيقوم الاسرائيليون باخلائها وكانه اصيب لهم جندي، وهكذا يحفظ حزب الله ماء وجهه، وينتهي الموقف الحالي وتعود الامور الى ما كانت عليه.
فاذا بالسيد حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله، يؤكد في كلمته بتاريخ ٣٠-٨-٢٠٢٠، بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين (ع)، ان قواعد الاشتباك ما زالت قائمة بالشكل الذي حددها الحزب. ورفعا لاي لبس او اشتباه فقد اكد السيد حسن نصر الله بان الرد على قتل احد مجاهدي الحزب سوف لن يكون الا بقتل جندي اسرائيلي في المقابل. وهكذا حُسِم الامر.

ولنتصور الان احساس كل جندي اسرائيلي. فكل جندي منهم يعرف يقينا ان حزب الله سينفذ تهديده حتما، فقد ايقن كل منهم من انه لابد ان يُقتل هو او احد زملائه قريبا. لقد اصدر حزب الله قرار اعدام جندي اسرائيلي والمطلوب فقط الاسم. ولنا ان نتصور شدة وقع هذا الامر على نفسية كل مجند اسرائيلي والذي سيستمر الى ان يتم تنفيذ الحكم.
اليوم، صار الجيش الاسرائيلي يتمنى مقتل احد جنوده ليرتاح. فيا للسخرية!

لم يكن احد يحسد الجنود الصهاينة على وضعهم يوما ما، الا انهم ما كانوا في يوم من الايام اسوء حالا مما هم فيه الان. اليوم، كل اسرائيلي يحمد الهه انه ليس جنديا اسرائيليا.

فهنيئا للمقاومة انجازها هذا، ومن نصر الى نصر باذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى