أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

الحاج قاسم سليماني الشهيد والشاهد

مجلة تحليلات العصر - السيد سليم المنتصر

لدى قائد فيلق القدس اللواء الشهيد قاسم سليماني (قدس الله نفسه الزكية) سجل حافل بالبطولات و الإنتصارات التي أهلته ليكون ضمن دائرة المقربين من سماحة السيد القائد الأعلى علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف)، وهذا شرف ما بعده شرف قد يناله مجاهد تحت لواء سماحته، فهذا الرجل العظيم كان مناضل من الطراز الأول ومجاهدا من الدرجة الأولى منذ نعومة أظفاره، فقد كان في طليعة من إلتحق بركب حرس الثورة الإسلامية أيام الإمام الراحل السيد روح الله الخميني (قدس الله نفسه الزكية) وبرز نجمه في سنوات الدفاع المقدس أثناء الحرب المفروضة على إيران من قبل النظام الصدامي البائد، وبسبب شجاعته وإقدامه وحسن تدبيره و ذكائه الحاد في إدارة العمليات العسكرية التي كان لها دور كبير في إستعادة الأراضي التي إحتلها الجيش الصدامي تمت ترقيته إلى قائد الفيلق (٤١ ثأر الله) وهو فيلق محافظة كرمان مسقط رأسه الشريف وكان في العشرينيات من عمره آنذاك، ثم كان له ادوار عظيمة في الأحداث التي حدثت في التسعينات إلى العام ١٩٩٨ ميلادية عندما تمت ترقيته إلى رتبة قائد فيلق القدس ومنذ ذلك الحين تولى العديد من الملفات الهامة منها الملف الإقليمي و حينها إنقلبت معادلة الصراع مع العدو الصهيوني لصالح محور المقاومة وقد شهد العالم الإنتصار العظيم في العام الفين وتطهير التراب اللبناني من دنس المحتل الصهيوني و كذلك لاننسى حرب تموز ٢٠٠٦ التي تلقى فيها العدو الصهيوني افدح الخسائر على كافة المستويات وأما الملف السوري والعراقي فلا يخفى على أحد دور الحاج قاسم المحوري والبارز في تحرير الأرض و المقدسات و إنقاذ الأرواح و الأعراض والأموال من براثن عملاء الغرب ومرتزقتهم المدعومين ماليا وفكريا و عسكريا و لوجستيا من بعض دويلات الخليج الفارسي و نظام الرئيس اردوغان التركي الذين إتفقوا جميعا على خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط و إقامة الدولة المزعومة للكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات على جماجم العرب، وكانت الخطة تمضي بحسب التوجيهات الشيطانية لولا وقوف الحاج قاسم و طبعا كافة قادة محور المقاومة و المجاهدين الذين كانوا صخرة صماء تكسرت عليها مؤامرة اللوبي الصهيوني المتواجد ليس فقط في فلسطين المحتلة بل له تواجد كبير وسيطرة هائلة على الكثير من الدول الغربية الكبرى.

إيقاف المد الداعشي في سوريا والعراق على يد الحاج قاسم رحمه الله و قادة النصر و رفاقهم كان أكبر إنجاز تاريخي لمحور المقاومة لإنه إذا لم يتم وقفه كانت ستسفك دماء مئات الآلاف من البشر و تشريد عشرات الملايين و إغتصاب الحرمات والأموال و تدمير كل شيء ليأتي بعد ذلك العدو الصهيوني على أرض محروقة مشرد اهلها و مهيئة له ليؤسس الدولة الصهيونية المزعومة من النيل إلى الفرات.. نعم.. هكذا كانت الخطة وهذا كان الغرض من إنشاء الجماعات التكفيرية و دعمها بكافة اشكال الدعم لتقوم بالمهمة التي عجز عن القيام بها العدو الصهيوني نفسه وبذلك أرادوا حذو سيرة آل سعود الذين فعلوا أفعال داعش قبل عقود من الزمن من قتل للعرب و الهيمنة عليهم وتشريدهم من ارضهم ثم فرض حكمهم عليهم كأمر واقع.. ولو كان في ذلك الزمان رجال مثل الحاج قاسم لما تمكن آل سعود من حكم نجد والحجاز ابدا ولكانوا أبيدوا عن بكرة ابيهم مثل ما تمت إبادة الدواعش على يد الحاج قاسم وقادة النصر والمجاهدين جميعا.

للحاج قاسم مكانة كبيرة وغالية جدا في قلوب شباب محور المقاومة من الجمهورية الإسلامية إلى اليمن مرورا بلبنان وسوريا والعراق والبحرين و غيرها، بل لقد ألهم الأحرار جميعا في كل العالم معاني الصمود في وجه الطغاة و مقارعة الظالمين و تمريغ انوفهم في التراب.. ولذلك تم إستهدافة من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة متمثلا بدونالد ترامب وإدارته الذين أرادوا أن يقتلوا هذه القيمة العظيمة في قلوب الشباب المتمثلة بشجاعة و عزيمة وشخصية الحاج قاسم سليماني فتم إغتياله غدرا، وقد ظنوا أنهم بإغتياله قد قتلوا العزيمة في قلوب الشباب ولكن كانت النتيجة معاكسة فقد خرجت ملايين الحشود من المقاومين في إيران و العراق و سوريا ولبنان واليمن وغيرها لتدين هذه الجريمة الشنعاء وتعبر عن دعمها الكامل لنهج ومسيرة وجهاد الحاج قاسم سليماني و الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهم و تتعهد بالثأر لدماء هؤلاء النجوم في سماء الحرية والمقاومة والشهادة وتعلن نفيرها العام للإقتصاص من القتلة والمضي على درب الشهادة.. لقد ظنوا انهم بقتلهم الحاج قاسم والحاج ابو مهدي المهندس سيقتلون القضية التي خرج من أجلها كما فعل يزيد ابن معاوية (لعنه الله) بقتله الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه ولكن ما حدث و يحدث هو العكس و النتيجة هو تخليد ذكرى ومنهج وسيرة هؤلاء العظماء في أنصع صفحات التاريخ بل وجعل منهجهم في الحياة قدوة للأجيال اللاحقة التي ستتذكر هؤلاء العظماء مدى الحياة وتسير على طريقهم.. فسلام الله على الحاج قاسم سليماني الشهيد والشاهد الحي على أن دم المظلوم ينتصر دائما على سيف الظالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى