أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

الحالة الأردنية:قضية وطن وملك مرتبط بالقدس وفلسطين

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

منذ أن أفرزت التجمعات البشرية القديمة عائلات مميزة تحكمها ،إما تحت شعار المملكة أو الإمارة،إذ لم تتطور تلك التجمعات آنذاك لمستوى الجمهوريات والإنتخابات،وهذه العائلات المالكة تشهد نزاعات تتركز في معظمها بين النساء الملكات والأميرات،كل منهن تريد أن يصبح إبنها أميرا أو ملكا حسب الحالة،وهذا أمر طبيعي أن تشهد تلك العائلات ذات العرق المميز والحسب والنسب، مثل تلك الخلافات التي كانت تفضي أحيانا إلى القتل،وتؤدي على المستوى البعيد إلى إنهيار المملكة أو الإمارة أو حتى الإمبراطورية في مراحل متقدمة ،إذ ظهرت الإمبراطوريات لاحقا ولكنها لم تسلم من كيد النساء في مفاصل حكمها،ولا ننسى دور يهود المتنفذين في تلك العائلات بوجه أو بآخر ،فهم أباطرة المؤامرات والدسائس.
الحالة الأردنية لا تختلف عما إستعرضناه سابقا،وهناك صراع نسوي ربما لا نؤيده ولكنه حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها،ونحذر من تبعاتها لأننا نمر في مرحلة حساسة تكالب فيها البعيد قبل القريب علينا،وهذا سر ما نعانيه،وما يضعفنا في حال لم نحكّم عقولنا عند معالجة الحالة،حتى لا نسهم في ضياع ملكنا ونصبح كمن إنطلت عليهم الحيلة وقالوا أن مايجري عندهم إنما هو ثورة على الواقع.
عند معالجة الحالة الأردنية وتداعيات الفتنة التي شهدناها منذ أيام ،وما يزال التحقيق فيها جاريا،مع أننا نسمع يوميا العجب العجاب مما يتم تسريبه للإعلام الخارجي ،يوحي بالقل على مصير الوطن والمواطن معا،إذ أن هناك من ينظر إلى القصة على إنها خلاف بين ملك وشقيقه الأمير،مع أن ذلك ليس صحيحا،إذ علينا ترك خلافات العائلة جانبا كي يتم حلّها داخل العائلة نفسها كما جرت العادة ،ونتفرغ للدفاع عن الوطن ،لأننا أمام قضية وطن فعلا.
الأساس الصلد الذي نستند عليه في هذه القراءة، هو أن المطلوب من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، تسليم مفاتيح القدس والأقصى للتحالف الصهيو-مراهقة سياسية في الخليج،وقال مبز في رسالة واضحة لجلالة الملك:”إما القدس أو مغادرة الحكم”،في حين أن مبس لم يجرؤ على التحدث بهذه الصيغة بل إلتف عليها وقال”إما إبن زلخا نيسان-باسم عوض الله –أوتجويع الأردن”،وقد ضغط بن سلمان كثيرا على جلالة الملك كي يتنازل له عن القدس والوصاية الهاشمية ،ومعه كذلك مبز لكن جلالة الملك رفض،وحاولوا بأسلوب آخر وهو أن يقبل جلالته بالسماح لهم بمشاركته في الوصاية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،ولكنه رفض أيضا فحاولوا النفاذ إليه عن طريق ضعف الداخل وكان ما كان،ولا يزال التحقيق مستمرا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى