أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

الحديث عن السيادة في ظل القصف الأمريكي للقطعات العراقية..!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.علي الطويل

قبل أسبوعين تقريبا أعلنت خلية الإعلام الامني عن اسقاط طائرات مسيرة إحداها تحمل متفجرات فوق معسكر الرشيد في بغداد ،وبصرف النظر عن صدق هذه الرواية من عدمها ،فإن الإعلام المعادي الذي يدور في الفلك ألامريكي وظف هذا الحادث ضد فصائل المقاومة تحت يافطة هيبة الدولة وسيادة القانون وضرورة بسط يد الحكومة على كافة مفاصل الأمن في العراق ، وأن صدق ادعاء هذه الابواق بأن الطائرات المسيرة كان هدفها ضرب قواعد الاحتلال ، فإن ذلك مدعاة لمحاسبة من أطلق هذه الطائرات المسيرة حسب رأيهم، وكل هذه الجلبة التي افتعلوها ووضعوها تحت لافتة الوطنية فانها كانت تعبر عن وجهة نظر أمريكية بحته ضد المقاومة العراقية لإيجاد تبريرات للعدوان عليها ،او لشيطنتها أمام الرأي العام .
اما اليوم ومنذ الصباح والى المساء ونحن نراقب حركة الابواق الاعلامية التي تدعي الوطنية ، لعلنا نجد حديثا عن السيادة وهيبة الدولة واحترام القانون بنفس اللغة التي يتحدثون بها عندما تقصف مواقع الاحتلال العسكرية فلم نجد الا بيانات خجولة جاملت الرأي العام الغاضب ولم تسم الأسماء بمسمياتها الواضحة ،بل تلاعبت بالكلمات ولم تلق اللوم كله على المحتلين بل غمزت بطرف خفي جهات أخرى لكي لاتغضب (العمام) ببياناتها تلك، والبعض الاخر تجاهل الحادث بشكل عجيب مما يعني انه راح بعيدا في تماهيه مع المشروع الأمريكي ،هذا من جهة الكتل والتيارات السياسية، اما المواقع الاعلامية التي هي بالتاكيد مياله لبعض الجهات السياسية أيضا، فإن الحديث عن السيادة وهيبة الدولة يبدو عندهم فقط عندما يتعلق الامر بقصف الأهداف الأمريكية فلم نسمع ذالك الصراخ والتهويل الذي يحدثونه في كل مرة تتعرض فيها ثكنات السفارة الأمريكية للقصف ،فقد تجاهل الإعلام العراقي والعربي ،ذي الصبغة الأمريكية، هذا الحادث تماما عند بعضه ،والبعض الاخر تناوله بشكل مقتضب وكان الامر يحدث في دولة أخرى،
هذا النفاق والتبعيض في المواقف قد فضحته اليوم الوقاحة الأمريكية بشكل واضح ،فعندما تقصف مواقع عراقية فيها قطعات عسكرية تحمي حدود البلد وباعلان واضح باعتراف الدولة المعتدية، ودون سابق موقف او كنتيجة لاستفزاز او حادث ما سبق هذا القصف ،فإن ذلك يعني ان الامريكان ليس لديهم اي احترام للسيادة العراقية ،ولا قيمة لديهم للمؤسسات في الدولة العراقية ،ولايعنيهم ان قبلت الحكومة بتصرفاتهم ام لم تقبل ،
فان اؤلئك الذين يطالبون بالسيادة وينادون بها في كل مرة تضرب فيها قواعد المحتل وارتاله ، فهم اليوم أمام محك مخجل في صمتهم اتجاه الضربة الأمريكية للقوات العراقية المرابطة على الحدود السورية ، والتي اودت بحياة مجاهدين عراقيين يتبعون لمؤسسة أمنية عراقية ،بل ان حديثهم عن هيبة الدولة بعد صمتهم عن هذا الخرق الواضح سيكون محل سخرية واستهجان الرأي العام العراقي .
ان الحديث عن السيادة في ظل تواجد القوات الأمريكية واستهتارها بكل الاتفاقيات بين البلدين ،وضربها لكل القوانين الدولية بعرض الحائط ،وعدم احترامها لمؤسسات دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة ،فإن هكذا حديث هو حديث سمج وفيه طعم للخيانة والتبعية للدولة المحتلة ،وبالتاكيد يساهم في تماديها في عدم احترامها للعراق ومؤسساته العسكرية ،فقد أصبح واضح للجميع أن السيادة لاتمنحها دولة جائت بالاساس لسحق السيادة ،إنما السيادة هي ماتفرضه المقاومة بالقوة وتنتزعها انتزاعا من ايدي المحتلين، فما اخذ بالقوة لايسترد الا القوة ،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى