أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكية

الحرب الأمريكية في أفغانستان

مجلة تحليلات العصر الدولية - احمد محمد سعيد

دخلت امريكا وحلفائها الغربيين الحرب في أفغانستان تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة بقيادة اسامه بن لادن وهو التنظيم الذي صنعته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وبتمويل سعودي وفكر وهابي خالص والهدف منه محاربة التمدد الشيوعي السوفيتي في كثير من الدول ومنها أفغانستان
وعند انهيار وتفكك الإتحاد السوفيتي انتهى دور وعمل مثل هذا التنظيم فكان على امريكا والممول السعودي أن يسعيا لتفكيكه وانهائه لكنهم اصطدموا اولا بحائط من الأفكار الوهابية التي تشبعت منها عقول أعضاء التنظيم خلال عقود من الزمن وتزودوا بها في قتالهم ضد الشيوعية وباسناد اعلامي ضخم جدا في وسائل الإعلام المختلفة وفي كل لغات العالم
وثانيا الشعور المتاخر لقيادة هذا التنظيم من أنهم كانوا وقودا لهذه الحروب وان الفكر الوهابي المتلبس بالدين الاسلامي هو مطية لهم لتنفيذ تلك الأجندة السياسية التي لادخل للدين فيها البته
هذا الشعور ترجمته اقوال بن لادن للامريكان عند طلبهم منه المغادرة وترك أفغانستان حينها قال لهم نحن قاتلنا دفاعا عن العقيدة ضد الالحاد الشيوعي والان تريدوا منا انتم النصارى أن نتركها لكم اي نستبدل الشيوعية بالنصرانية
أن هذا الفكر الذي تم زرعه لأهداف سياسية وعسكرية كان عقبة أمام زارعيه فتحول إلى حقول بارود متفجرة ضدهم اولا ثم حاولوا استغلاله عالميا ضد الشعوب المسلمة
كانت أفغانستان مهد وبؤرة الصراع ليتوالد منها بعد القاعدة طالبان وداعش
وطالبان انطلقت من بين طلاب المدارس والمعاهد العلميه الإسلامية المنتشرة على الحدود الأفغانية الباكستانية التي تم تأسيسها لنفس الغرض وهو مكافحة المد الشيوعي الروسي
كان لابد للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين دخول الحرب في أفغانستان بعد أن مستها الشرارة في ابراج تجارتها قبل مايربوا على عقدين من الزمن قتل في هذه الحرب مئات الآلاف ومثلهم جرحى ومعاقين ومثليهما مشردين
وتدمير كامل لاغلب المدن والقرى الافغانيه وفي نهاية المطاف تغادرامريكا وحلفائها افغانستان بعد اهلاك الحرث والنسل كما غادرت العراق لكن في أفغانستان مازالت طالبان في عنفوانها
الامريكان والغرب ينسحبون من أفغانستان كما دخلوها مع فارق الضحايا والتدمير
وتأمل امريكا والغرب أن الحكومة الأفغانية التي زرعوها هي من تقاتل نيابة عنهم اي أنهم ضمنوا إطالة الصراع الافغاني الى أمد غير محدد يكون فيه ضحايا اكثر ويستطيعوا إدارة الصراع الافغاني من بعيد بواسطة ادواتهم في الجيش والأمن الافغاني والدولة الحالية وباسناد عسكري حسب الاحتياج
قادم الايام هناك سيناريوهات تواجه أفغانستان لربما تمكن طالبان من الاستيلاء والسيطرة على الحكم وإزاحة التواجد الامريكي الغربي وحلفائهم المحليين وهذا سيكون بكلفة كبيرة وضحايا كثر
اويستمر الصراع لعقود قادمة وسقوط الضحايا وهي حرب استنزاف ولا اعتقد أن الحل السياسي قريب المنال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى