أحدث الأخبارالعراقايرانفلسطينمحور المقاومة

الحرب الاقتصادية الأمريكية ..وخيارات محـــور المقاومة

مجلة تحليلات العصر-محمد صالح حاتم/مجلة يمن ثبات العدد الثاني

بعد فشل أمريكا في إخضاع وخلق استسلام دول محور المقاومة عسكريًا، لجأت لحربها الاقتصادية، وهذا يعتبر سلاح الجبناء؛ لأنها تستهدف لقمة عيش المواطن.
ولكن كما خسرت أمريكا كل أوراقها أمام صمود وشجاعة دول محور المقاومة بداية من إيران، ومروراً بالعراق، وسوريا، ولبنان، ووصولاً إلى اليمن وفلسطين، فإنها ستخسر الورقة الاقتصادية؛ وذلك لامتلاك محور المقاومة عدة خيارات ستتغلب على حرب أمريكا.

تنمية واقتصاد
فهذه الدول أصبحت دولاً حرة، وتمتلك قرارها السياسي، ولا تخضع للهيمنة الأمريكية الصهيونية، ولديها إمكانيات ومقومات اقتصادية كبيرة لو تم استغلالها واستثمارها لنجحت في التغلب على الحرب الاقتصادية المفروضة عليها، وكذا أصبحت شعوب محور المقاومة أكثر قوة ًوصلابة ً، وأكثر ثباتاً وصموداً، وهذا يمثل أكبر وأقوى عوامل الانتصار في المعركة الاقتصادية.
فكل الخيارات اليوم أصبحت متاحة أمام قيادات وشعوب محور المقاومة، وعليهم أن يجعلوا من الحصار والاحتياج عنوانا للاكتفاء والإنتاج، وعلى سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن أن تستفيد من التجربة الإيرانية، التي استطاعت خلال سنوات الحصار التي فرضتها أمريكا ودول الاستكبار العالمي منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م أن تخرج منتصرة مكتفية ذاتياً، كدولة مؤسسات، دولة نظام وقانون، دولة زراعية وصناعية، دولة استطاعت خلال سنوات الحصار أن ترتقي لمصاف الدول المتقدمة.
فكل دول المقاومة لديها مقومات اقتصادية كبيرة، زراعية وصناعية -وأكبر هذه الثروة هي الإنسان الذي يعتبر عمود وأساس البناء والتطور والنهضة- وتتمثل في:
أولاً: التوجه الجاد لتجفيف منابع الفساد خاصةً في لبنان والعراق واليمن.
ثانياً: العمل على سن ّالقوانين والتشريعات القانونية التي تعمل على حفظ المال العام، ومحاسبة كل الفاسدين والناهبين للمال العام، ومحاربة الأرباح الربوية.
ثالثاً: تشجيع رأس المال المحلي لاستثمار أموالهم في داخل البلاد، وذلك من خلال الإعفاءات الجمركية والضريبية.
رابعا ً: استغلال الثروات النفطية والمعدنية لكل بلد، وهي كثيرة وتتواجد بكثرة في جميع دول محور المقاومة.
خامساً: التوجه نحو زراعة الأرض، وهي من أهم الخيارات التي تمتلكها دول المقاومة؛ فدول محور المقاومة قامت على أرضها أكبر الحضارات القديمة في اليمن وبلاد الشام والرافدين وفارس، فالتحرر الحقيقي من الهيمنة الأمريكية لن يتحقق إلّا ّمن خلال تحقيق الأمن الغذائي، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وهذا لن يكون إلّا من خلال زراعة الأرض، و أن تأكل الشعوب مما تزرع، و تلبس مما تصنع .. فعندها لن تستطيع أمريكا أن تمارس أي ضغوط على الدول.
فمهما امتلكت الدول من أسلحة وعتاد عسكري، وهي تستورد لقمة عيشها من الأعداء فهي دول ضعيفة، ولا تشكل خطراً أو تهديداً على الأعداء أو يخشاها الأعداء.

يجب أن تشهد دول المقاومة نهضة زراعية كبرى، وأن يتم الاستفادة من التجربة السورية في النهضة الزراعية وخاصة زراعة القمح والحبوب، والتي كانت مكتفية ذاتياً، بل لقد كانت تصدر إلى الخارج، وهذا هو أحد الأسباب الذي جعل أمريكا تخطط للحرب على سوريا؛ لأنها لا تريد أي دولة عربية أو إسلامية تزرع القمح والحبوب.
فكل الخيارات متاحة أمام دول محور المقاومة ولكل دولة مقوماتها وإمكاناتها، ولكل دولة خصوصياتها؛ فالفرصة اليوم مواتية للتحول -كما قلنا- من الاحتياج للإنتاج، من الاستيراد للتصدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى