أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكية

الحرب العالمية “هرمجيدون”على الأبواب

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

كنا نقرأ كثيرا عن الحرب العالمية الثالثة “هرمجيدون”،لكننا الآن نلمس ونعيش إرهاصاتها،وقد بدأت الأمور تأخذ شكلا آخر مع بداية حظر كورونا في الغرب قبل أكثر من عام،عندما أعلن عن دخول عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى دول أوروبية لمعرفة مدى إستعداد وصمود أوروبا في وجه حرب روسية أو صينية،وتعايشنا مع كورونا حيث الإغلاقات والحظر، الذي كان يتبين لاحقا أن ذلك الحظر يشهد تموضعا للجيوش الوطنية ،ودخولا لجيوش أجنبية ،إستعدادا للحرب الكونية الثالثة القريبة.
معروف أن الحرب الكونية الأولى التي وقعت عام 1914 بين دول أوروبية وكان إقليمنا جزءا من مسرحها ،كانت بهدف إصدار وعد بلفور لمنح اليهود وطنا قوميا لهم،وقد سبقها كساد إقتصدي عظيم وتبعها وباء خطير حصد الكثيرين،بينما كان هدف الحرب الكونية الثانية التي بدأت في الأول من أيلول /سبتمبر 1939 وإنتهت عام 1945 وسبقها بطبيعة الحال الكساد العظيم عام 1939 ،وتبعها وباء ليقتل الكثيرين ،كانت بهدف إقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.
أما بخصوص حرب”هرمجيدون”الحرب العالمية الثالثة أو الملحمة كما يطلق عليها بعض المتبحرين،فقد سبقها الوباء والكساد معا،بهدف قتل الكثيرين قبل بدء الحرب،ويبدو ان أسلحة هذه الحرب ستكون مختلفة عن سابقتيها،وهدفها بطبيعة الحال إقامة مملكة إسرائيل التوراتية الصهيونية الإرهابية ،ولهذا نراهم يجهزون أنفسهم للقضاء على إيران التي تعارض مثل هذا التوجه،وهذا ما يبرر دخول جيوش أمريكية إلى المنطقة ضمن إتفاقيات دفاع مشترك ،وآخر الأفواج ،دخول قوات أمريكية إلى قناة السويس بالأمس ،بحجة وجود ناقلة بضائع عملاقة علقت لسبب أو لآخر في قناة السويس،وسيكون دخول قوات أمريكية جديدة إلى السعودية قريبا ،مؤشرا على قرب إندلاع الحرب الثالثة.
النظام العالمي الجديد الذي سيولد أيضا من هذه الحرب،سيشهد إختفاء دول وظهور أخرى،من أجل تمهيد الطريق أمام مملكة إسرائيل التوراتية،ونرى هذه الأيام تحركات مشبوهة بين سوريا ولبنان برائحة الغاز،وستكون أرض سوريا هي المسرح الرئيس لهذه الحرب،وقرأنا في الأثر أن 12 جيشا إفرنجيا سيقتحمون سوريا ،ويعد كل جيش 80 ألفا،لتدور هناك حرب ضروس،تفتت سوريا ،الصخرة التي تعيق قيام مملكة إسرائيل التوراتية ،والتي أشعل فتيل الحرب الأهلية فيها قبل أكثر من عشر سنوات لهذا الغرض.
بالأمس قامت الصين بصفع أمريكا بالدولار كأقوى إرهاص من إرهاصات الحرب الثالثة ،وشاركتها إيران التي عقدت مع الصين إتفاقا إقتصاديا هائلا ،تضمن إعادة تأهيل البنى التحتية الإيرانية ورفع الحصار عنها ،وإستثمارات صينية في إيران بقيمة 400 مليار دولار،وإقامة مناطق تجارية حرة،وتوريد النفط الإيراني للصين بأسعار رخيصة لمدة 25 عاما،الأمر الذي يشكل صفعة قوية مزدوجة لأمريكا التي بدأت ترسل قوات جديدة لها إلى المنطقة.
السؤال هنا لا يتعلق بتداعيات هذه الحرب،بل بوضعنا نحن الدول العربية وهل ستخرج سالمين من بين سنابك خيولهم ،التي ستدك الثابت والتحرك؟ونجزم أن أحدا من المعنيين لم يفكر في ذلك وحاول إجتراح حلول لإنقاذ شعبه،لأن الجميع تبين لنا أنهم من أبناء يافث،ونحن بإنتظار مصير باب مصلى الرحمة في المسجد الأقصى المبارك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى