أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

الحريري في أنقرة …ضربتان للسعودية وفرنسا

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

بلا أدنى شك ،أثبت الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان بأنه لاعب ماهر ،بدرجة تفكير إستراتيجي موجع للخصم،ويعرف جيدا كيف ومن أين تؤكل الكتف،ويسدد ضرباته لخصومه جيدا ويصيبهم في مقتل ،يتملكه شعور غامر بالسعادة،لأنه يحقق مصالح بلاده ويعزز أوراقه التفاوضية على الطاولة ويضمن أن يكون حضوره مهابا،يخشاه الخصوم ويحسبون له ألف حساب.
آخر ضربات السيد أردوغان القاتلة ضربة مزدوجة ،تمثلت بإصطياد رئيس الوزراء اللبناني السابق الشيخ سعد الحريري ،وإستضافته في أنقره وإجراء محادثات هامة وإستراتيجية معمقة معه ،تضمنت إعادة إعمار لبنان ،وهذا يعني أن تركيا الناهضة ،ستحظى بنصيب الليوث كلها ،بما يعود بالنفع الكبير على الإقتصاد التركي ،الذي هيء لمراهقة الخليج السياسية أن بإمكانهم النيل منه ،من خلال مقاطعة تركيا والتشبيك مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.
ومعروف أن الرئيس التركي إنتهج سياسة صفر مشاكل مع الجيران على وجه الخصوص،وأنجز ذلك مع سوريا على سبيل المثال،ولكن الظروف كانت أقوى من الجميع ،وتم إعادة خلط الوراق مجددا وعلى أسس دموية في الإقليم منذ إنطلاق ما يسمى الربيع العربي المختطف مبكرا،وساءت العلاقات مع سوريا وتطورت إلى صراع مسلح ،بسبب تزاحم اللاعبين الطامعين في سوريا وتركيا معا.
ليس سرا أن ولاء الشيخ سعد الحريري كان للسعودية بحكم النسب،ولكن المعادلة إهتزت بعد مجيء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،الذي عامل أبناء عمومته بقسوة غير معهودة ،وجردهم من ثرواتهم وأودعهم السجون،ولم يكن الشيخ سعد الحريري بعيدا عن الحلبة ،إذ تم إيداعه السجن هو الآخر ، وتوسط له الرئيس الفرنسي ماكرون وأخرجه من السجن.
ولا ننسى أن فرنسا تاريخيا وبسبب محاصصتها مع بريطانيا ضمن معاهدة سايكس-بيكو،إستحوذت على لبنان وإستدمرته ردحا من الزمن ،وما تزال مظلتها الإستدمارية تظلله،وقد أبلى ماكرون كثيرا بعد تفجير المرفا،وتقمص خلال زياراته المكوكية لبيروت دور الحاكم العسكري،وأعطى تعلمياته للمسؤولين اللبنانيين بأن يغيروا من نهجهم كي يتم إيصال المساعدات الدولية إلى لبنان،ويقصد ماكرون طبعا تسهيل تشكيل الشيخ سعد الحريري لحكومة جديدة بعد أن رفع السعوديون الغطاء عنه،لكن أردوغان وبضربة معلم لهف الحريري من فرنسا والسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى