أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الحشد الشعبي جزء نصر الأمة الإسلامية فلا تجعلوه خاصرة رخوة تعبر من خلاله هزيمتها

مجلة تحليلات العصر الدولية - إياد الإمارة

منذ الإنزال الأمريكي لإلقاء القبض على القائد الحشدي الهمام قاسم مصلح الخفاجي والشكر والثناء الأمريكي على السيد مصطفى الكاظمي وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات والمشهد يزداد وضوحاً حتى لمَن أغمضوا أعينهم خشية أن يَروا ما هو واقع ويُعاتَبوا عليه بعد ذلك!
مشهد هذا الإعتقال الجائر غير القانوني الذي يعبر عن ذل وعبودية وجهل مَن اشترك أو قبل به مُمتد من غزة وما تحقق فيها من إنتصارات فلسطينية على الكيان الصهيوني الإستيطاني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين العزيزة وحتى آخر ثغر يحصنه حشدنا الشعبي المقدس بوعي وإقتدار وهمة ويقظة مستمرة، إذ المقاومة واحدة في العراق ولبنان وسورية وفلسطين واليمن..
والعدو واحد الصهيونية الإرهابية العنصرية وداعش التكفيرية والسعودية الوهابية التيمية “أبن تيمية لعنه الله” والإمارات غير العربية..

لا أُريد ربط بعض الجزئيات بعضها بالبعض الآخر ولعلها مرتبطة فعلاً على أرض الواقع أو غير مرتبطة -حسب وجهة نظري القاصرة- ولا أُريد أن أتحدث عن صواريخ غزة والأنبار وكل المنطقة الغربية من العراق وعلاقتها بإنتصار فلسطين، إذ الحديث حول هذا الموضوع هو مجرد تكهناك وتحليلات لن تغير من تفاصيل المشهد الواضحة شيئاً.
لكن يبقى محور الحديث الأساسي هو إن المقاومة الإسلامية واحدة في كل شبر من عالمنا الإسلامي والعدو هو الآخر واحد مقابل كل ثغر من الثغور الممتدة وتواجهها المقاومة، فلا غرابة أن يخسر الصهاينة الإرهابيين ومَن معهم من تكفيريين أذناب المعركة في غزة فيحاولوا أن يصنعوا لهم نصراً وهمياً في العراق وقد بائت محاولتهم الخسيسة بالفشل على الرغم من ذيلية البعض ودونيته وجهل بعض آخر ولهاثه الدائم خلف مصالحه الشخصية الضيقة.

الصهاينة وأذنابهم من ذوي الذهن الخالي في كل مكان من أمتنا الإسلامية خسروا معركة غزة..
كلنا رأينا كيف أخفقت القبة الحديدية الصهيونية في ردع صواريخ المقاومة الإسلامية، وكلنا رأينا ذعر وهلع الجيش الصهيونية وكل الصهاينة أمام إستبسال المقاومين الفلسطينيين، رأينا دموع آل سعود وكل أعراب الصحراء الحمقى، رأينا قبح وذل وإنحطاط الجوكرية والبعثية شذاذ الآفاق، رأينا كل ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة عبر الفضائيات وتقارير وكالات الأنباء وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي، لم تستطع كل أكاذيبهم تغطية هزيمتهم النكراء وحجب صور الرعب التي ارتسمت على وجوههم، لقد رأينا أبن سلمان كما نقل لنا التاريخ عن معاوية وأبن العاص وما حدث لهما عندما دعاهم أمير المؤمنين علي عليه السلام للمبارزة، فأرادوا أن يجبروا كسرهم “هزيمتهم” ولو بنصر وهمي فكانت هزيمة إلقاء القبض على القائد الحشدي قاسم مصلح الجديدة.

رد الحشد الشعبي المقدس على هذه الفعلة الجبانة كان طبيعياً ومناسباً وفي محله ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل والإمتنان العظيم لهؤلاء الأبطال الذين صنعوا نصر الأمة الإسلامية ونصر العراق بالتصدي لزمرة داعش الإرهابية التكفيرية الصهيونية السعودية.
ما هو غير مناسب بعض ردود الأفعال التي لم تستنكر هذا الإعتقال الجائر الذي اشتركت فيه قوات محتلة غير شرعية ضد قائد أمني عراقي لم يتجاوز القانون ولم يثبت عليه القيام بجرم يستحق هذا الإنزال الدولي الغادر الجبان، وما هو غير مناسب الحديث عن سيادة الدولة وقد انتهكها مَن سمح لمحتل غاشم غادر بالتعدي على مواطن عراقي يشغل منصباً أمنياً حساساً.
ولنا أن نسأل هل إن محافظة الحشد الشعبي المقدس على أمن وسلامة وإستقرار العراقيين وعزتهم وكرامتهم هو ما أساء لسيادة الدولة؟
أم إنها التعديات الأمريكي السافرة والإنتهاكات التركية الغادرة ما يسيء لسيادة الدولة؟

كلمتي للجميع بضرورة المحافظة على الحشد الشعبي المقدس وعلى كل عوامل القوة المتوفرة لدينا، علينا أن لا نفرط بالحشد الشعبي وأن نعمل على تقويته بكل ما متاح لدينا من إمكانات، لنجعله بعيداً عن مناكثاتنا ومماحكاتنا السياسية، لنجعله آخر خيط يلم شتاتنا ويحفظ لنا وحدتنا المتهالكة، لنختلف خارج الحشد لكي نسلم جميعاً، لا نجعل من الحشد الشعبي المقدس خاصرة رخوة ينفذ من خلالها أعداء العراق وأعداء العروبة وأعداء الإسلام وأعداء الإنسانية ليحققوا لهم نصرا..
إن الإحاطة بالحشد تعني الإحاطة بنا جميعاً وعندها لن يسلم منا ومنكم “ولا واحد” وسيأتي علينا السيل الجارف الذي لا يبقي ولا يذر ولا يستثني مَن يصعد الجبل أو يختفي في سرداب أو يهيم في براري الصحراء القاحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى