أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الحشد الشعبي في ضوء البيان الأخير لمرجعية السيد الحائري

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.محمد العبادي

لم أعرف شعباً عمل الاستعمار الغربي وأدواته على سلخه من قيمه الثقافية كما عمل على الشعب العراقي ؛ فقد عملوا على تهيئة الأدوات والوسائل اللازمة وربطوه بها من خلال فتح آلاف القنوات الإعلامية والإلكترونية، ثم فتحوا الباب أمام السيل العرمرم ليجرف من امامه القيم والأعراف الاجتماعية والدينية ، ثم فتحوا باباً ذا عذاب أليم من العنصرية والطائفية والإرهاب ، وتركوا للفساد واصحابه ان ينهشوا بانيابهم باقي الجسد العراقي .
لقد عمل الاستعمار الجديد الذي يلبس ثوب الديمقراطية على زرع بذور الجهل والفتنة والإرهاب ليحصد ثماره في نشر الفوضى والقتل والإرهاب، لكن العراق لم يكن عديماً ؛بل خرج منه مئات الألوف ليدافعوا عن عزته واستقلاله وكرامته ؛ وكان الحشد الشعبي ولازال وسيبقى هو المضحي الأول في الذود عن حياضه .
لقد عرف الاستعمار الجديد ان نقطة الارتكاز في صمود العراق أمام الجموع الإرهابية التي دفعوا بها لاحتلال ارضه هو الحشد الشعبي فحرك ادواته في الداخل والخارج ليستهدفوه (يبغونكم الفتنة) ،واطلقوا بالونات الاشاعات حول الحشد وحول قادته ورموزه وصدقها بعضنا( وفيكم سماعون لهم) .
ان المرجع الحائري الحسيني دقيق جداً في تشخيص العدو من الصديق ، وعلى وعي كامل بسيناريو مسلسل الشائعات واخراجه من قبل الامريكان وحلفائهم ،ولأجل ذلك دعا إلى(إيصال المؤمنين الأكفاء إلى البرلمان ..ممن يعرفون بسيرتهم الحسنة بين الناس والبعيدين عن تأثيرات المستكبرين).
مؤسف جداً أن تجد الشائعات حول الحشد الشعبي صدوراً موغرة تعيش على سقطات الآخرين وتتدين بها.
مؤسف جداً أن يتلهى أشباه الرجال وأولئك الذين هموا بالفرار بالشبهات المغرضة .
ان المؤمن الواعي لا يمكن خداعه بشعارات براقة، ولا يمكن أن تستميله الضحكات البلاستيكية المبتذلة ، وان المؤمن الصادق والشجاع هو الذي لم يبدل تبديلاً ،ويصعب التأثير عليه من قبل القوى الصهيوامريكية وأدواتهما .
لقد وضع السيد الحائري النقاط فوق الحروف وتحتها في ( تحريم إعطاء الصوت والتأييد لكل من يدعوا لبقاء قوات الإحتلال[الامريكي]على أرض العراق ) وأيضاً حرم انتخاب مَن لايدعوا إلى اخراجها أو يلوذ بالصمت من ذلك.
هناك نقطة جديرة بالتقدير وهي ان المرجع الحائري كان واضحاً ومباشراً في تأييده للحشد الشعبي ، وحرم انتخاب من يعادي الحشد أو يدعوا الى دمجه ،وهو يعرف ان تلك الدعوات الشيطانية انطلقت أولاً من العواصم الغربية ، ثم ترددت اصدائها في دول التطويع والتطبيع العربي، ثم بعد ذلك وجدت مستقرها عند بعض أبناء جلدتنا، وأيضاً هو يعرف ان تلك الدعوات والصيحات تلبي رغبات الأعداء وتغذي أغراضهم الخبيثة في مشروعهم التشطيري للعراق والمنطقة.
ان الحشد الشعبي الذي قدّم قوافل الشهداء لا يمكن أن يكون إلا مع مصالح الشعب ، وأن الأعداء الذين دفعوا بالإرهاب إلى ساحتنا لا يمكن أن يكونوا مع وحدتنا ومصالحنا ولا يمكن لهم ان يصبروا على حشدنا الذي يضم مختلف اطيافنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى