أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الحشد الشعبي و جدلية التأسيس والفتوى

مجلة تحليلات العصر الدولية - حسين فلسطين

منذُ ولادة الحشد الشعبي قبل سبعة أعوام تعرض هذا الكيان المبارك لما هو فوق العادة ، فما بين التفسير والتحليل كان للتأويل والتقليل والهجوم حضور قوي جداً ،قصد أغلبه تفكيك وإنهاء تجربته التي تخطت بأثرها حدود السماء والأرض ، فالعالم الذي كان قاب قوسين أو أدنى من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي أصبح اسيراً لهوى الحشد الذي اوقف تمدد اخطبوط داعش على الرغم من الآلة الإعلامية والسياسية لمحور الشر الأمريكي الصهيوني واذنابه من السعوديين والأنظمة الوهابية الأخری.وعلى غرار ما يروج له الإعلام البعثوهابي من بدع واكاذيب هدفها إيقاع الفتنة بين صفوفه تارة،وبينه ومحبيه تارة أخرى ، كالترويج لما يسمى ب”حشد المرجعية” و “الحشد الولائي” ، كان لأبواق الإعلام السياسي الفاسد بدع أخرى حاول من خلالها فرض أفكار مضللة تستهدف المتفاعلين مع حشدنا المقدس ، فجعل الحشد حبيس جدلية التأسيس والفتوى كاستهداف استراتيجي طويل الأمد يهدف لسلب الروحية العقائدية والقانونية على حد سواء ! إن خلق فكرتين متناقضتين تتناولان وجود الكيان الحشدي لم يكن هدفها إيجاد عملية فكرية منطقية تنتقل بين روحية الدين و وجودية القانون ، بل لإيجاد صراع ينتهي بقتل روح الفتوى الدينية التي أنشأت الحشد و من ثم إخراجه عن حدود القانون المحلي والدولي تمهيداً لتصفيته وفق منظور “دعاة الدولة و اللادولة” وبالتالي سهولة اغتياله سياسياً وشعبياً وعسكرياً من خلال القانون ، وهو ما تطمح له أطراف دولية وإقليمية ومحلية،و لا أتورع عن قول أن جزءا من العامل السياسي المحلي كتل شيعية  ترتبط بالمشروع الخليجي الذي يقوده الكيان السعودي الوهابي. والحقيقة التي لا يمكن محو اثرها أن الحشد الشعبي يكاد أن يكون منفرداً مقارنةً مع مختلف التشكيلات الأمنية  في العراق والعالم ، لما يمتلكه من صفات حميدة تتجاوز روح القانون الوضعي وطبيعة التصنيف التقييمي و الهيكلية الإدارية ، لأنه يمثل حقيقة الدين الإسلامي ومذهبه الشيعي الحق الذي ترجم معنى و فلسفة الخير والإنسانية بجميع لغات العالم حتى صار “سليمان الخليقة و نوحها ” بعد أصبح كل ما يعيش على اديم هذه الأرض عرضة للقتل والتنكيل فحمى الإنسان والدابة والطير بسجدة سيستانية طويلة اعقبها مداد قلم إمام النجف الاشرف الذي خط بكفه المباركة فتوى الجهاد الكفائي . وهو ما نفخ الروح في في المجاهدين افراداً وجماعات بعد دعوة رئيس الوزراء الأسبق (نوري المالكي) لضرورة التحشيد الشعبي لصد المد الإرهابي وإعلانه عن تأسيس هيئة دفاعية تحمل مسمى “الحشد الشعبي” الهدف منها تنظيم صفوف المتطوعين وترتيب عمل فصائل المقاومة ومن لحق بهم خصوصاً مع إصدار الفتوى العظيمة لسماحة مرجع الأمة الإمام السيستاني التي رسمت بدماء الشهداء صورة التلاحم والإيثار والتضحية التي قدمها ابناء النجف الاشرف وقم المقدسة بزعيميهما العليين وقائديها الهمامين الشهيدين الشهيد العظيم الحاج( قاسم سليماني) وبقية السيف الشيعي المقاوم الحاج (ابو مهدي المهندس،قدس). إن الإطار القانوني والروحية العقائدية لهذا الكيان المقدس الذي تكفل أعباء الحرب على داعش الإرهابي جعل منه مفخرة تتجاوز حدود الوطن ليمضي لما هو أبعد من الدين الإسلامي ، بل إنه كان منقذاً لمختلف الأجناس والثقافات والديانات والمذاهب ودرعاً حصيناً احاط بجميع من يقطن هذه الأرض لصد التمدد الوهابي الإرهابي وتحالفه البعثي ليعلن السلام والحب والوئام من الكنائس قبل المساجد ، فما شهد به زعيم الديانة الايزيدية لا يقل عن حقيقة ما نطق به بابا المسيح والأمر نفسه تكرر مع ثناء وإعجاب للصابئة وجميع الديانات السماوية باختلاف مذاهبها وطوائفها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى