أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الحشد الشعبي يهزم الفساد كما هزم داعش

مجلة تحليلات العصر الدولية - هيثم الخزعلي

في كل مفاصل الدولة العراقية، انتشر الفساد ودب وأصبح سرطان يأكل بنية الدولة، حتى أن المرجعية الدينية قالت(بأن المعركة ضد الفساد أقسى واشد من المعركة ضد داعش)) .
ولكن ما يلفت الانتباه الحالة الفريدة للحشد وقياداته التي ضربت مثالا عاليا في النزاهة، لم نسمع به في مؤسسات الدولة.
فبينما نجد آن بعض ام لم نقل معظم الأجهزة الأمنية تعاني من ظاهرة الفضائيين، وهم من يتقاضى راتبا بغير ان يكون له تواجد حقيقي في الميدان  او حتى هوية حقيقية.
وهذا احد اسباب الفشل في بعض المناطق التي تمسكها أجهزة معينة كالطارمية مثلا، لوجود فارق بين من يسجل في السيطرات العسكرية وبين من هو متواجد فعلا.
الغريب ان الحشد به افراد ممن لبى نداء المرجعية اكثر مما مسجل فعلا بالحشد وهذا جعل معظم القيادات العليا تعمل بدون أجور، والفرد العادي يتم استقطاع جزء من راتبه لتوفير راتب لاخيه غير المسجل في الدولة وهو يقاتل فعلا.
وبعد أن تم احتساب الأفراد المتواجدين فعلا بموازنة ٢٠٢١ أصبح الجندي في الحشد يتقاضى راتبه كاملا.

ولكن تم حرمان المفسوخة عقودهم من العودة للحشد باعتراض من إحدى الكتل، في حين سمح لمن ترك سلاحه وهرب من الجيش والشرطة بالعودة!
وبقي ٣٠٠٠٠ مقاتل من الحشد والمفسوخة عقودهم- معظمهم منعته الظروف او الإصابة من الاستمرار في القتال-.
وهنا يقدم قادة الحشد مثالا اخر للترابية والنزاهة، حيث قدم رئيس هيئة الحشد الشعبي (الأستاذ فالح الفياض ) مقترحا للحكومة، بأن تقوم الهيئة باستيعاب المفسوخة عقودهم من موازنتها الخاصة.
دون اي تخصصات اضافية من الدولة للحشد ، تصوروا لو ان مبالغ تكفى ل٣٠٠٠٠ مقاتل موجودة باي وزارة أخرى، وان هذه المبالغ يمكن الاستغناء عنها دون أن تؤثر على نشاط الوزارة، ما الذي كان يحصل لها، ألم تكن طعمة للفساد.
والظريف آن رئاسة الهيئة اقترحت تغطية رواتب المفسوخة عقودهم هذا العام وجزء من العام القادم لحين تضمين رواتبهم في موازنة لعام القادم.
والان تعال معي وفسر لي ماذا يعني :-
١_ طوال الأعوام السابقة معظم قيادات الحشد بلا رواتب. اما لانه له راتب تقاعدي او له مورد اخر وهو مستغن عن الراتب.
٢_ المقاتلين في الحشد اكثر مما مسجل فعلا، وإذا كان يوجد في بعض المؤسسات فضائيين، ففي الحشد اهل الأرض اهل العراق.
٣_ مقاتلي الحشد يتنازلون عن جزء من رواتبهم لتغطية رواتب زملائهم واخوتهم غير المسجلين.
٤_ رواتب الحشد موحدة فلا فرق بين قائد وجندي.
٥_ الحشد يستوعب أبنائه من المفسوخة عقودهم بلا تمويل من الدولة.
إن قيادات الحشد انتصرت في الجهاد الأكبر جهاد النفس قبل ان تنتصر في الجهاد الأصغر على العدو، رجال كالشهيد ابو مهدي المهندس  والأستاذ الفياض والبطل ابو فدك يثبتون، ان الحشد بأيدي أمينة، وان شاء الله سيكون مستقبل العراق بأيدي أمينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى