أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

الحشد يتهم أمريكا بتجنيد الدواعش لمحاربته.. حقيقة قوة «أشباح الصحراء» التي تتدرب بالعراق رغم أنف حكومته

مجلة تحليلات العصر الدولية / عربي بوست

(عناصر من داعش يعملون تحت إمرة الولايات المتحدة) هكذا وصف مسؤولون في قوات الحشد الشعبي الشيعية، قوة أشباح الصحراء التي تُدرِّبها واشنطن في العراق، في ظلِّ صمتٍ من الحكومة العراقية.

ويتجاوز عدد أشباح الصحراء ألف مقاتل، ويتشابه وضعهم مع صحوات العراق، التي شكَّلتها القوات الأمريكية عام 2007.

ويخضع أعضاء القوة حالياً للتدريب على أيدي الأمريكيين في القواعد العسكرية في محافظة الأنبار، غربي العراق، وهي نفس المحافظة التي كانت تتركز بها الصحوات.

أمريكا تقول إنها تريد استخدامهم لمقاومة الإرهابيين، كما فعلت الصحوات

“الولايات المتحدة تحاول إعادة فتح ملف الصحوات من جديد”، حسبما يقول مصدر قريب من القوات الأمريكية لـ “عربي بوست”.
ويضيف قائلاً: “الصحوات نجحت مِن قبل في محاربة تنظيم القاعدة، وكتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي، وجيش النقشبندية، وفصائل مسلحة أخرى في المناطق الغربية والفرات الأوسط وشمالي العراق (مناطق سنية في الأغلب)”.
“في ذلك الوقت كانت هذه المناطق تعتبر ملاذاً آمناً للمقاومة العراقية، ثم الإرهابيين في 2007 و2008، إلا أن الصحوات تمكَّنت مع القوات الأمريكية من مواجهة الإرهابيين وهزيمتهم”.
ويقول: مِن هنا فإن القيادة الأمريكية ترى ضرورة إعادة ملف الصحوات للعراق، عبر تشكيل جديد يُسمَّى “أشباح الصحراء”.

ووصف هذه القوة بأنها سوف تكون بمثابة “القوة الضاربة للأمريكيين”، وبديلاً عن الجيش الأمريكي في العمليات العسكرية، والدخول في خط المواجهة مباشرة مع عناصر تنظيم داعش والإرهابيين.

ولن يكون لهم علاقة بالقوات الأمنية في العراق

ولفت المصدر المقرب من الأمريكيين إلى أن “عناصر أشباح الصحراء يتجاوز عددهم ألف مقاتل، يخضعون حالياً للتدريب على يد الأمريكيين في قاعدة عين الأسد وقاعدة الحبانية في غربي العراق.
وأضاف: “سيتم تجهيزهم بالسيارات والآليات العسكرية والأسلحة المتوسطة والخفيفة”.
وتابع قائلاً “إنهم ليس لهم علاقة بالقوات الأمنية بالعراق، بل سيكون ارتباطهم بشكل مباشر بالقيادة الأمريكية في العراق”.

إنهم ليسوا سوى فلول داعش والإرهابيين والصحوات

مقاتلو أشباح الصحراء هم مجرد عناصر من تنظيم داعش والصحوات، خارجين عن القانون، ولا يختلفون عن الإرهابيين، حسبما يرى جعفر الحسيني، القيادي في الحشد الشعبي.
ويقول الحسيني، وهو المتحدث الرسمي لكتائب حزب الله، لـ “عربي بوست”، إن “القوات الأمريكية تسلمت عناصر داعش من قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف:
“عدد من سلَّمه الأمريكيون من هذه العناصر للقوات العراقية أقل بكثير مما هو معلن عنه”.
وقال: “يوجد حالياً المئات من عناصر داعش في قبضة الأمريكيين، هم بمثابة قنبلة موقوتة لدى أمريكا، تريد رميها على الأراضي العراقية”، حسب قوله.
وحسب الحسيني فإن “أشباح الصحراء تنظيم مسلح تابع للأمريكيين، لا ينتمي إلى العمليات المشتركة أو الحشد الشعبي”.
واعتبر أن هذا التنظيم سيكون الوجه الآخر للقاعدة وداعش، ويد أمريكا في العراق”، حسب قوله.

أمريكا تجند خلايا داعش

“عناصر أشباح الصحراء هم خلايا داعش ومَن عملوا معهم، ومن كان في الصحوات”، بهذه الكلمات يصف قيادي في الحشد الشعبي القوة الجديدة التي يدربها الأمريكيون.
وأضاف أن القوات الأمريكية قامت بتسليمهم ما يقرب من 200 عربة مدنية وعسكرية، إضافة إلى تجهيز 500 عنصر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي كان يستخدمها داعش سابقاً.
وأردف قائلاً: “هذه المعلومات مثبتة لدى الاستخبارات العراقية”.
وقال الحسيني: “إن هذا الأسلوب استخدمته أمريكا سابقاً، بتشكيل تنظيم الرايات البيضاء وحراس الدين في مناطق صلاح الدين وأطراف الموصل ومناطق شمالية أخرى (كلها مناطق سنية).
واعتبر أن الغاية من ذلك تمديد بقاء قواتها العسكرية في العراق.

والحكومة العراقية تلتزم الصمت

من جانبها، اكتفت الحكومة العراقية بالصمت، وأكدت عدم علمها بالسيناريو الأمريكي، وتشكيل قوات تحت مسمى “أشباح الصحراء”.
وقال مسؤول في الحكومة، رفض الإفصاح عن هويته، لـ “عربي بوست”، إن “القوات الأمريكية تتحرك في العراق بعلم الحكومة الاتحادية، ولا يمكن لها تشكيل قوة خارج القانون.
وأضاف: “لا نستطيع تأكيد أو نفي الأنباء التي تتحدث عن تشكيل تنظيم أو قوات تحت مسمى “أشباح الصحراء”.
وأردف قائلاً: “سنتابع هذا الموضوع مع السفارة الأمريكية والمسؤولين في قاعدة عين الأسد، للتأكد من صحة هذه المعلومات”.
وأشار المسؤول إلى أن “رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، يتابع عن كثب عملية نقل وتسليم مسلحي داعش من قوات سوريا الديمقراطية إلى القوات العراقية”.

وكانت القوات العراقية قد تسلَّمت خلال الفترة من 20 إلى 24 فبراير/شباط 2019، المئات من عناصر تنظيم داعش، وبعضهم يحملون جنسيات عربية وأجنبية ، كانوا قد سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.
وتمت عملية التسليم في منطقة بوكمال الحدودية بين العراق وسوريا، بإشراف القوات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى