أحدث الأخبارالسعوديةاليمن

الحكومة السعودية تقلد الحوثيين والانقلاب على الرئيس هادي يتكرر

مقالٌ لكاتبه:

الانقلاب على الرئيس المغيب هادي من السعودية وموافقة دول التحالف لم يكن بتوافق المؤيدين للشرعية ويحتاج الأمر للمقارنة بين الانقلابيين القديم والجديد لنعرف الفرق بينهما ونستلهم الدروس والعبر ولا نكرر أخطاء الماضي ؛ فقبول استقالة الرئيس هادي ورئيس حكومته وتعيين بديل مؤقت عنهم حتى انتهاء الحوارات السياسية برعاية المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في موفنبيك كارثة تستدعي الحرب كضرورة قصوى من وجهة نظر السعودية حتى وان تم قتل الشعب اليمني وحصاره وتدمير البلاد كلها وصناعة أسوأ أزمة انسانية في العالم !!! فمنذ ٨ سنوات وهذه الحرب العالمية لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا ..

يتضح للمراقب للمتغيرات الكبرى في صفوف القوى السياسية المؤيدة لشرعية الرئيس هادي والمناهضين للانقلابيين الحوثيين مؤخراً أن مهمة اصلاح الشرعية التي يطالب بها الجميع منذ سنوات أدت الى تكرار الانقلاب عليه ووضعه تحت الاقامة الجبرية مرة أخرى كما فعل الانقلابيون الحوثيون في ٢٠١٥ ولكن هذه المرة من قبل الانقلابيين السعوديين وموافقة أغلب المؤيدين لشرعيته الواقعين تحت الضغط السعودي وبدلا من استخدام صيغة استقالة الرئيس وحكومته في الانقلاب الاول تم استخدام صيغة جديدة وهي قرار عزل النائب وتفويض رئيس وسبعة نواب جدد للقيام بمهامه ( ما أدى الى اخراج الموقف بصيغة قانونية معقدة كشف المتخصصون في القانون ضعفها وثغراتها بعد الاعلان عن هذا التفويض مباشرة الأمر الذي كشف ثغرة قانونية حساسة أدت لحبس الرئيس هادي وأسرته كي لا يتكرر سيناريو استخدامه كعنوان للشرعية من قوى أخرى لديها مصلحة في خلط الاوراق وارباك المشهد العام ) .

أدى الانقلاب الأخير على الرئيس هادي الى اعادة هيكلة القوى السياسية المرتبطة بدول التحالف والتغييرات المهمة في مفاصل حساسة بوظائف سياسية محورية بالسلطة العليا للبلاد ؛ فمثلاً تم تعيين الرئيس الانقلابي مجازاً دكتور رشاد العليمي بدلاً عن الرئيس المغيب هادي ، وأما نائبه الجنرال المعتق علي محسن فاستبدله الانقلابيون السعوديون بسبعة نواب هم ممثلي القوى السياسية المؤيدة للشرعية المنقلب عليها !!!


وجدير بالذكر أن الانقلابيون الجدد ومعهم دول التحالف العربي بقيادة السعودية والدول العشر والأمم المتحدة ومبعوث أمينها الخاص لليمن والمبعوث الأمريكي ورطوا أنفسهم بفعل كل ما كانوا يدينونه ويعيبون لهم خصومهم وخصوصا الانقلابيين القدامى الذين حاربناهم لثمان سنوات مضت دون جدوى تذكر .!!! والورطة الكبيرة التي وقعت فيها القوى السياسية المؤيدة للانقلاب الأخير على الرئيس هادي ومن خلفها السعودية ودول التحالف والدول العشر والأمم المتحدة ستفشل في حال لم تنجح مساعي الأمم المتحدة في تمديد فترة الهدنة الحالية والتي اقترب موعد انتهائها بعد فشلها وعدم التزام جميع الأطراف بمحتواها ما أعطى الانقلابيين القدامى مبررات استهداف الشرعية التي شارك اغلب منتسبيها في الانقلاب الجديد على الرئيس المغيب هادي خصوصا بعد أن استفاد الانقلابيون الحوثيون من الهدنة الفاشلة واعتبروها فرصة لترتيب الصفوف وتعبئة المجتمع للقتال وكشفوا العالم أجمع من يقف خلف حصار الشعب اليمني ونجحوا في اثبات ذلك من خلال نشرهم تصريحات وزير خارجية حكومة الكفاءات السياسية وتوجيهات الرئيس المغيب هادي المنقلب عليه بالسماح بدخول سفن المشتقات النفطية بداية الهدنة التي فشلت بقية بنودها ما أضاع على المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اهم فرصة لبناء ثقة مع أطراف الصراع في ظل تبادل الاتهامات بينهم والتي يتم ترجمتها عمليا في عمليات اغتيال متبادلة يوميا في مناطق الجنوب المحررة ..

كان الوقتي قصير جداً ولم يكفي لانجاز مهمة الهيكلة واصلاح الشرعية ، لاسيما وهذه المهمة الاستراتيجية أدت لمشكلة قانونية قد تهدم كل ما تم بناؤه في فترة الهدنة ، نظراً لضعف الموقف وتورط جميع المؤيدين للشرعية في الانقلاب عليها أمام الشعب الذي لم يستوعب بعد ماذا حدث وأين هو الرئيس هادي الذي قاتلنا على شرعيته طوال ثمان سنوات مضت دون جدوى تذكر !..

تبقى من وقت ( الهدنة الفاشلة ) أسبوعين ولم ينجح المبعوث الخاص لليمن في مهمة بناء الثقة وتحييد الملف الانساني ما ينذر بموجة تصعيد شامل جديدة على كل المستويات تهدد وجود الانقلابيين الجدد وأمنهم الشخصي في ظل حرب مفتوحة وحالة من عدم اليقين وتناقضات كثيرة تظهر علاماتها كل حين أمام الناس عن مصير الرئيس المغيب هادي الذي أيدوا شرعيته لأكثر من عشر سنوات مضت …

الخلاصة :
– جاءت الهدنة من اجل انجاز مهمة اصلاح الشرعية فتحول الأمر الى انقلاب جديد على الرئيس المغيب هادي من المؤيدين له يشبه انقلاب الحوثيين عليه قبل ثمان سنوات
– فشلت الهدنة في كل بنودها ما عدا بند توفير وقود الشاصات الانقلابية وتأمين التمويل اللازم لموجة جديدة من التصعيد يستفيد منها الانقلابيون الحوثيون لكسر ارادة التحالف بقيادة السعودية واستهداف السلطة الجديدة في عدن وتهديد أمن أعضائها وعدم السماح لهم بممارسة مهامهم بشكل طبيعي

– لاتزال التهديدات والمخاطر الحوثية على أمن الطاقة العالمي والمنشآت النفطية والحيوية في المملكة السعودية مستمرة في ظل ارتفاع وتيرة الصراع واحتدام الحرب من جديد بالتزامن مع أزمة وقود عالمية وصفتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلنتون أنها أزمة وجودية لأمريكا

– المؤكد أن العمليات الاستراتيجية التي أطلقها الحوثيون لكسر الحصار ستستمر والله أعلم الى متى خصوصا بعد تصريحات زعيم الانقلابيين بقدرتهم على تنفيذ عمليات حربية بحرية ستؤدي لتوسع نطاق وجغرافيا المعركة


– سينجح المبعوث الخاص الى اليمن في تمديد الهدنة الفاشلة في حالة واحدة فقط ؛ وهي تقديم الكثير من التنازلات من قبل التحالف العربي والامم المتحدة لمصلحة الحوثيين من أجل بناء الثقة وتعطيل خيارات الحرب والتصعيد لديهم وعدم السماح لهم بمواصلة تهديد أمن الطاقة العالمي وضرب سمعة المملكة الدفاعية على منشآتها النفطية والحيوية ( وبالرغم من صعوبة تنفيذ هذا الخيار الا أنه يظل أفضل الخيارات المتاحة لدى التحالف والسلطة الجديدة لدرء المخاطر عنهم )

هل يدرك اصحاب قرار الانقلاب على الرئيس هادي ماذا قدموا للحوثيين من هدايا ثمينة قد تؤدي لكسبهم المعركة بعد هدنة فاشلة استفادوا منها في تموين أنفسهم والاستعداد لموجة جديدة من التصعيد والمواجهات !؟

ليت العقول تشترى … كنت اشتريت لهم عقول ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى