أحدث الأخبارشؤون امريكية

الحليف غير المتجانس :حليف اليوم عدو الغد

مجلة تحليلات العصر الدولية

تحالفت امريكا واوربا الليبرالية، مع الاتحاد السوفيتي الشيوعي الاشتراكي في الحرب العالمية الثانية،من اجل التخلص من النازية، وما أن وضعت الحرب اوزارها، و انتهت مراسيم دفن النازية، حتى دخل العالم في حرب باردة طويلة بين المعسكرين الغربي والشرقي، وصلت اكثر من مرة الى حافة الهاوية، وسرعان ما وجدوا انفسهم يبتلون بالحليف الايديولوجي الشيوعي الوحشي عنهم، وغير المتجانس معهم.

وتحالف الامريكان مع المجاهدين الافغان والعرب والاجانب في افغانستان، في واحدة من اهم خطوط تماس الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وما ان نجحت حرب الوكالة، وخرج الاحتلال من افغانستان، حتى انقلب سحر السي آي أي على الساحر، في غزوة مانهاتن، وما تبعها وسبقها من غزوات الحليف الارهابي غير المتجانس.

وتحالفت دول الخليج والكويت مع صدام، لضرب الثورة الاسلامية واحتواء ايران في حرب الثمان سنوات، وما ان كَبُر الوحش الذي اطعموه، انقلب عليهم، وابتلع الكويت وهدد السعودية.

وتسرعت سوريا وليبيا في دعم الارهاب والجماعات المسلحة ضد الامريكان بعد احتلال العراق، بدافع خلق الفوضى المعطلة، لتمنع الامريكان من التخطيط لتكرار التجربة والاطاحة بالنظامين الدكتاتوريين في ليبيا وسوريا، وسرعان ما انتشرت الفوضى والارهاب في المنطقة حتى قتلت القذافي، ودمرت سوريا.

انها نماذج من اخطر انواع التحالفات في عالم الحرب والسياسة والامن .

التحالف من الاغيار والنقائض ضد الاغيار والنقائض يعتبر من ابهض انواع التحالفات ثمناً، لانه عملية خلاص من عدو قريب بعدو بعيد، او الاستعانه بعدو الغد، على عدو اليوم .

ومن يذهب لتحالفات من هذا النوع،فانه يعطي ظهره لعدوه، في ذات اللحظه التي يعطي فيها صدره لعدو عدوه.

انها تحالفات النسيج غير المتجانس التي تدخل اليها الدول والاحزاب مضطرة وتخرج منها مضطرة.

من يتحالف من نقيضه لضرب عدوه فانه انما يربي ما رباه مجيرُ أم عامر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى