أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

الحملة المليونية لوقف العدوان على اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

مساء الجمعة الماضي ،شرفت بالمشاركة في ندوة نظمها بواسطة “زوم”الإئتلاف الديمقراطي للسلام والوئام اليمني ،ورئيسه صاحب الحكمة الشاب د.علي الخولاني،وإستمرت أربع سنوات إستمعنا فيها للعديد من الآراء حول وقف العدوان على اليمن ،وطبيعة الصراع في هذا البلد المستهدف من قبل القريب قبل البعيد ،ل”حاجات “في نفس يعقوب قضاها.
كان هدف تلك الندوة المباركة وضع الأسس والإقتراحات لوقف العدوان وبناء سلم مجتمعي قائم على الوئام والمصالحة والعيش المشترك،وهالني ما سمعت من د.على الخولاني واللواء المناضل أحمد ،ويقيني أنه لو تم تكليفهما بصياغة دستور يمني جديد لأنجزا المهمة بدون عقبات ،لما يتمتعان به من فهمم للأمور وحكمة ونوايا طيبة لإنقاذ بلدهما وشعبهما من براثن المعتدين.
لا ننكر أن اليمن تعرض لعدوان غاشم ،ولكنه ليس وليد اليوم أو الأمس ،بل هو مستمر بطريقة أو بأخرى منذ أكثر من قرن،وهناك من هيمن على اليمن ونهب ثرواته وسرق أراضيه ،وبالتالي يعمل على إبقاء اليمن مريضا حتى تسهل السيطرة عليه ،وإسكات شعبه عن المكالبة بالحقوق اليمنية المنهوبة،وهذا ما يفسر إغتيال الرئيس السابق إبراهيم الحمدي ،الذي طلب فتح ملف الأراضي اليمنية المنهوبة وتصل إلى زاوية الحرم المكي الجنوبية.
وحتى نكون منصفين فإن ما يتعرض له اليمن لم يكن فقط بسبب طمع الطامعين وجشع الجشعين في ثروات اليمن ،بل يتحمل بعض عشائرييه المسؤولية لأنهم إستمرؤا العلاقة مع أعداء اليمن الذين كانوا يمولونهم مقابل السكوت عن الواقع المرير،وكذلك لا بد من التوضيح أن الحوثي جديد على المشهد اليمني،وقد كان يرتبط بعلاقات مميزة مع الرياض ،كما كان ضيفا عزيزا مكرما مرحبا فيه في قصور الرياض،وهذا يدعونا لعدم تحميله المسؤولية عما يجري في اليمن،وهو بالأساس يمني وليس متطفلا كالآخرين الذين شكّلوا تحالفا عسكريا عربيا –إسلاميا للعدوان على اليمن ،ونسوا أو تناسوا أن فلسطين محتلة والقدس وأولى القبلتين وثالث الحرمين في قبضة أعداء الله،ولكنهم وبسبب نسبهم تغاضوا عن إغتصاب فلسطين الذي أسهموا فيه أصلا ،وأرادوا توجيه ضربة قاصمة للشعب اليمين كي يضمنوا عدم المطالبة بالحقوق اليمنية،وعموما فإن الشعب اليمني يخوض حربا إقليمية بالوكالة،ولو كان البعض جادا بشن حرب على ايران لفعلها بدون توريط اليمن ،ولكن…..
عموما أهل مكة أدرى بشعابها ،وأهل اليمن أدرى بواقعهم ،ومع ذلك نبيح لأنفسنا كمراقبين من الخارج ،تحترق قلوبنا على ما يتعرض له أهلنا في اليمن من كوارث وحرب إبادة جماعية يواصل العدوان إرتكابها ،بحيث لم ينج مأتم أو حفلة عرس من قصف طيران التحالف لتعميق الجراح ،وكسر النفوس، نبيح لأنفسنا الإسهام في رسم خارطة طريق لأهلنا في اليمن ،من أجل رسم الواقع السياسي في اليمن الجديد بعد وقف العدوان القريب بإذن الله ،مع إيماننا بأن أهلنا في اليمن لديهم الحكمة والمقدرة على ذلك،وقد قيل أن الحكمة يمانية .
مطلوب من أهلنا في اليمن اللجوء إلى الحوار الهاديء والموضوعي والهادف إلى خلق يمن جديد يتسامى على الجراح ،وأن يدخل في نوايا الوحدة الوطنية ويستغل التنوع فيه لمصلحة الشعب ،وأن ينجز خططا للإستثمار والتنمية من أجل رفاه الشعب ومحاربة الفقر وخلق فرص العمل،وأن يضعوا نصب أعينهم لإنجاز المواطنة الحقة ،القائمة على عدم تهميش أو إقصاء أي طرف مهما كان انتماؤه الفكري،وحتى نرى تعايشا حقيقيا في اليمن “السعيد”وألا ينخدعوا بالتطبيع لأن الهدف الأخير مما يجري في اليمن هو إجبار اليمنيين على التطبيع مع الصهاينة.
نطالب الواعين والمثقفين من أهلنا في اليمن بغض النظر عن أماكن تواجدهم ألا ينخدعوا بمبادرات المعتدين ،لأنهم لو كانوا يرغبون حقا بوقف العدوان لأعلنوها صراحة ،وأوقفوا طائراتهم ومدافعهم ،ولكنهم ليسوا صادقين وهم يسعون لتكبيل الشعب اليمني حتى لا يطالب مجددا بحقوقه المنهوبة من قبلهم،وعلى الأخوة في اليمن الإسراع وحتى قبل وقف العدوان وضع دستور يمني وإنجاز هيكلة للمؤسسات اليمنية حتى يكون تعديلها سهلا عند احلال السلام.
يتوجب على اليمنيين عدم الركون للوسطاء الخارجيين ،لأن الدول الكبرى تستفيد من نوايا المعتدين السيئة تجاه اليمن ،من خلال تدفق الأسلحة والمعدات اللازمة إطالة العدوان ،ويدفع ثمنها المعتدون طبعا،وهؤلاء آثروا صرف ثرواتهم على مشاريع تلحق الضرر بالأمة،ونعاني من ضعف موقف الأمم المتحدة التي تخضع للدول الكبرى الشريكة في العدوان ،وإنسحاق الجامعة العربية أمام المعتدين الذين ينفقون عليها مقابل تمرير سياساتهم وعدم الإعتراض عليها.
ويشار أن الحملة المليونية للمطالبة بوقف العدوان على اليمن ستبدأ في العشرين من شهر نيسان /أبريل الحالي وتستمر مدة شهر،ويجري العمل على تنظيم مؤتمر دولي لوقف العدوان على اليمن ،ونتمنى على الأخوة اليمنيين تنظيم مظاهرات ومسيرات مليونية في اليمن للمطالبة بوقف العدوان ،وأن ينظم الناشطون في العالم مسيرات ووقفات إحتجاجية أمام سفارات العدون ومكاتب الأمم المتحدة ،وسفارات الدول الداعمة للعدوان والمصدرة للأسلحة ،للمطالبة بوقف العدوان ،والتوقف عن تصدير الأسلحة لدول العدوان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى