أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الحوار الرابع .. والحوار الرابح

مجلة تحليلات العصر الدولية - إياد الإمارة

▪️ إنتهت جولة الحوار الرابعة بين العراق وأمريكا، الحوار الذي بدأ في ١١/حزيران من العام الماضي في جولته الأولى وأستمر حتى نهاية الجولة الرابعة قبل قليل وهو جزء من إتفاقية الإطار الإستراتيجي التي أُبرمت بين الطرفين عام (٢٠٠٨)..
الوفد العراقي ضم ممثلين عن حكومة إقليم كردستان!
شنو ماكو ثقة؟
لو الإقليم له وضعه الخاص ولم يخول من يتباحث عنه في هذا الشأن؟
ليش ماكو ممثلين عن محافظة البصرة مثلاً؟
في هذه الجولة من الحوار -وبحسب بيان وزارة الخارجية العراقية- فإن الولايات المتحدة “اكدت” ومن”جديد” إحترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية..!
ولا أدري هل تمتلك وزارة الخارجية العراقية أو أي طرف عراقي رحب بهذا الحوار في جولته الرابعة وفي كل جولاته السابقة أدلة تُثبت إحترام أمريكا المحتلة لسيادة العراق؟
هل كان الإحترام الأمريكي للسيادة العراقية واضحاً وهي تغتال بصلافة وعنجهية قائد النصر القائد العراقي “الرسمي” الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس وضيف العراق “الرسمي” القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليهما؟
أم وهي تضرب مقرات الحشد الشعبي وقوات عراقية ترابط في الدفاع عن العراقيين أمام عدوان زمرة داعش الإرهابية؟
أم وهي تمنع شركة سيمنز الألمانية من العمل في مجال توفير الطاقة الكهربائية في العراق وتفرض شركاتها المفلسة والفاشلة للعمل في هذا المجال داخل هذا البلد المحتل؟

الحكومة العراقية الموقرة تؤكد مرة أخرى إلتزامها بدور “الشرطي” الذي يحمي قوات محتلة تسيء للبلاد والعباد!
وتؤكد هذه الحكومة من جديد إن جميع قوات التحالف الدولي تعمل في العراق بناء على دعوتها!
يا سلام..
هل نسيت الحكومة العراقية الموقرة قرار البرلمان “العراقي” بوجوب خروج القوات الأمريكية من العراق؟
وهل يتوجب علي تذكير الحكومة العراقية والأطراف التي رحبت بالحوار وجولاته الأربعة كذب العبارة التي تقول:”ان وجود الأفراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي”؟
هل يعتقد عاقل يحترم نفسه بصدق هذا الإدعاء الكاذب؟
ونحن نعلم يقيناً إن أمريكا كان موقفها سلبياً من العراق أبان عدوان زمرة داعش الإرهابية ووقفت موقفاً خسيساً بعيداً عن العهود والمواثيق التي أبرمتها في السابق مع العراقيين، وبعيداً عن المعايير الإنسانية والأخلاقية، وقفت موقف المتفرج المتشفي الجبان حتى بدأ العراق يستعيد عافيته على يد أبنائه في الحشد الشعبي المقدس وبقية القوات المسلحة والشعب والأصدقاء الحقيقيين للعراقيين.

بيان الخارجية العراقية الهزيل أشار إلى ان:
“الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعمها للقوات الأمنية العراقية وبضمنها قوات البيشمرگة من اجل بناء قدراتها على التعامل مع التهديدات”
وأين من القوات الأمنية العراقية قوات الحشد الشعبي المقدس التي لم يأت على ذكرها البيان أو أمريكا؟
ألم تكن هذه القوات الشعبية الوطنية في طلائع المحررين الذي أوقفوا عدوان داعش وحققوا النصر عليه؟
أليس من المروءة والوفاء الإشادة بالحشد الشعبي وبتضحياته والثناء على مواقفه والتذكير بها في كل مناسبة؟
ولنتوقف قليلاً عند دعم أمريكا للجهود المبذولة من قبل العراق لتعزيز الإصلاح الإقتصادي والتكامل الإقليمي!
شنو هذه الجهود؟
رفع سعر صرف الدولار لتخفيض رواتب الموظفين بطريقة غير مباشرة مجحفة وغير منصفة تعبر عن تخبط الحكومة العراقية وعدم قدرتها على معالجة الأزمات الإقتصادية بطريقة مناسبة!
هو هذا الإصلاح الإقتصادي؟
وانتم “ترحبون” على شنو؟
على يا غمامية؟
لو فرحانين بتفاقم مآسي العراقيين يوماً بعد يوم في ظل حكومة لا تُحسن شيئاً؟
التكامل الإقليمي؟
شبكات طاقة إقليمية مع الأُردن؟
لا يا غمان..
لا يا مسحسلين..
لا يا بهلية..
لا يا من كون سليمة تكرفكم..
شنو الأُردن وشبكات الطاقة؟
بيا تكنلوجيا؟
بيا مصادر طاقة؟

هذا الحوار حوار خسر فيه الطرف العراقي الكثير..
كان هذا الحوار مليئاً بالإهانات المتعمدة من أمريكا للعراقيين، و ينبغي على الحكومة العراقية والقوى السياسية العراقية أن تكون أكثر شجاعة ووطنية ومروءة في تعاملها وتعاطيها مع هذا الحوار الهزيل الذي أثبت بما لا يقبل الشك بإن العراق دولة محتلة ولا سيادة فيها لعراقي وهي تقبع تحت جور الإحتلال الأمريكي وعنجهيته وغطرسته.
كنا نأمل أن يستند المحاور العراقي في حواره مع الأمريكيين على عوامل القوة الوطنية ليكون أكثر قوة ومنعة وعزة وهو يواجه الغطرسة الأمريكية .. يستند المحاور العراقي على قوة وثبات الحشد الشعبي المقدس وبقية القوات الأمنية، ورغبة العراقيين بالمقاومة لكي يعي هؤلاء الشذاذ الأوغاد إن العراقيين لديهم من الكرامة ما لا يترك لهم مجالاً للقبول بقوات إحتلال على اراضيهم، لكن ذلك لم يحدث، وإن كان سيحدث فعلاً -كما آمل- بضربات موجعة من المقاومة الشعبية العراقية الموجهة ضد قوات الإحتلال الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى