أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةشؤون امريكيةشؤون اوروبيية

الحياد الإماراتي لقرار قدمه الأمريكان لإدانة الروس..أسبابه ودلالاته!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالجبار الغراب

كان لتغير الخارطة العالمية كليآ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تأثيراتها الكبيرة في تنامي المتغيرات المتصاعدة على دول أوروبا كلها ودخولها مرحلة جديدة مختلفة عن سابق الويلات والدمار والكوارث التى لحقتها بفعل الحروب الكبيرة العالمية الأولى والثانية , لتنتقل بعد كل ذلك كافة المخططات لأغراض الاقتراب والسيطرة وامتداد النفوذ والصراع العالمي للقوى العظمى أمريكا والاتحاد السوفيتي الى داخل الشرق الأوسط بالذات , ومع التشكل والنشأة والتأسيس للأمم المتحدة عام 1945 والانفراد والتسلط بالقرار والامتلاك لخمس دول لمقعد دائم وحق الاعتراض وإستخدام الفيتو لإفشال اي قرار تصاعدت حدة التوترات بين القوى العالمية وبلغ الصراع ذروته ليتفكك الاتحاد السوفيتي وتنفرد أمريكا بزعامة العالم لتبدأ في صناعة الأحداث الدامية وافتعال وزراعة المشاكل وإشعال الحروب في الشرق الأوسط فمن فتنام الى المؤامرة والمساعدة في تفكيك الاتحاد السوفيتي وغزو العراق وأفغانستان وإشعالها لثورات ما تم تسميتها بالربيع العربي وبناءها للتحالفات وتكوينها للجماعات الإرهابية الى مشاركة حلف النيتو في تدمير ليبيا وضرب الأمريكان وتأمرهم على سوريا وإعلانهم لحرب همجية على اليمن من داخل عاصمتهم.

لتنقلب على الأمريكان كافة المخططات التى وضعوها لتحقيق الأهداف ,لتنسحب أمريكا بإذلال وخزي من أفغانستان. من احتلالهم لها لما يقارب العشرين عام وتغادر أغلب قواتهم الموجودة في العراق,وتتعرض قواعدهم العسكرية في الإمارات والمنطقة لطائرات مسيرة وصورايخ بالستيه من اليمن والعراق وتهديد من إيران لما هو ابعد من ذلك, هذا التراجع الأمريكي والإنكماش في مستنقعات ومعتركات خطيرة في المنطقة نتيجة ممارسات خاطئه قزمت من حجمهم في المنطقة وبرزت ظهور متصاعد لقوة عسكرية لروسيا واقتصاديا للصين وظهور ونهوض قوي لإيران لتتهاوى بذلك أمريكا في تصعيداتها الخالقه للمشاكل وزعزعتها لاستقرار الروس من خلال عزمهم إدخال اوكرانيا ضمن حلف النيتو لمحاصرة روسيا وإعادة مخطط سابق التقسيم للاتحاد السوفيتي شكله الجديد لتفكيك روسيا الاتحادية , وللمعرفة والإدراك الروسي بمخططات أمريكا والغرب سارعا الروس كما كان له قبل أكثر من عشرة أعوام وافشال مخطط جورجيا وضمهم لابخازيا واستونيا, ليكون للروس مجددا في ضمهم لشبه جزيرة القرم.

وها هم الروس لتأكيد حفظ أمنهم بعد تمنع الغرب والأمريكان إعطاء الروس ضمانات أمنية مشروعه , يتحمل الأمريكان المسؤولية الكاملة عن تأجيج الصراع بين روسيا واوكرانيا , لتسلك القوة العسكرية الروسية مسلك أخذ الضمان من واقع الأرض الأوكرانية,وعلى واقع إشتداد العملية العسكرية التى يقوم بها الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية , تصاعد الغليان الرسمي لقادة الدول الغربية من إقدام الروس للحرب على اوكرانيا لتظهر المواقف المندده وتتباين بعضها تدريجيا في الظهور بحسب التطورات , فالغرب توحدوا في إطار تنسيق تام لفرض مختلف العقوبات الكبيرة ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية, وردود أفعال أخرى هي في ظاهرها متحدة مع الروس كما هي الصين والتى لعبت الدور الكبير في تعديل مشروع القرار المقدم من أمريكا فمن الإدانة لروسيا الى التعبير عن الأسف ومن إدانة الرئيس بوتين الى إدانة روسيا.

لتمتنع الصين عن التصويت ومعها الهند والإمارات والذي كان للفيتو الروسي افشاله للقرار المعدل ,وأيضا برزت مواقف لبعض الدول فيما يتعلق بإظهار موقفها الداعم او الرافض او الحيادي اوالمنادي لوقف فوري للحرب والعودة الى المفاوضات , لتعطي هذه المواقف تأكيدات واضحة ودلالات كبيرة لبيان وتبيان لكل المواقف بحسب ما يخدم ويعزز مصالح هذه الدول كبناء وتعزيز التحالفات والرسم والنظر الى قادم نتائج أحداث الحرب الروسية لوضعها في إطار النأي بالنفس وإظهار الحياد كإسلوب لتجنب ما كشفته الأزمة الروسية الأوكرانية من جوانب عديدة وهامة خصوصا فيما يتعلق بإظهار المواقف للعديد من الدول وعزف الأمريكان عن حماية اوكرانيا وتركها للروس مكتفيه بالعقوبات التى لا تؤخر او تمنع الروس من انجاز كامل الأهداف.

وهنا كان للإمارات تماشيها مع سيناريو المتغطي بظهر أمريكا عريان فهي لم تستطيع حمايتها او التصدي للصواريخ الباليسية والطائرات المسير اليمنية وهي تجوب أجواء الإمارات ضاربة أهدافها بدقة عالية , فكان الحياد الإماراتي أسلوبه الجاعل من النأي بالنفس والابتعاد عن الانضمام مع هذا ضد هذا جزء من كارثة هي في تصاعدها طالما والتطبيع مع الكيان الصهيوني هو من عزز تواجد الصهاينة وجعل لهم تشابه في موقف موحد مع الإمارات وهو نفس موقف الصهاينة النأي بالنفس.

وما يجعلنا نعرج كثيرا في النظر الى تفسير بعض خيارات ومواقف الدول من أحداث الحرب الروسية على اوكرانيا هو حيادية بعض الدول وبالخصوص تلك الدول الخادمة لمصالح أمريكا والتابعه لها كدولة الإمارات العربية فقد أظهرت حياديتها الى جانب الصين والهند في الامتناع على التصويت في مجلس الامن الدولي لمشروع قرار يدين روسيا فالأسباب لهذا الحياد الإماراتي يمكن وصفه وهي تمثل الان الجانب العربي في مجلس الامن الدولي وهي مع شريكتها السعودية تخوضان حرب شرسه لها سبعة أعوام على اليمن واليمنيين لا لأسباب ولا وجود لمسببات تبرر لهم العدوان على اليمن الا حقد وكراهية لها امتدادها التاريخي لجعل اليمن أداة لا قرار لشعبها ولا امتلاك لسيادتها واقعين تحت أوامر واملاءات أمربكا وإسرائيل خادمين ومنفذين لما يحقق لهم الأهداف ويضعهم ضمن الامتداد في التوسع والانتشار على حساب اراضي العرب والمسلمين.

لتخوض الإمارات والسعودية باعتبارهم الأدوات الأمريكية حرب اليمن العبثية فلا أهداف تحققت ولا احلام وآمال كانوا يتطلعوا لها جاءت وأتت , فالخسائر والهزائم توالت والانكسارات والتراجعات والاندثارات امتدت , ولا لعديد محاولاتهم التصعيدية العسكرية وقتلهم للمواطنين وتدميرهم المتعمد للمنشأت والمحلات التجارية من مباني الاتصالات والاعيان المدنية استطاعوا ان يضغطوا على اليمنيين وحتى بأستخدامهم الإنسان وقتله ومحاصرته لجعله ورقة ابتزاز قد تحقق لهم نصر تعيد لهم شيء من كرامة وجه اليمنييون لتعويض خسارتهم العسكرية في جميع جبهات القتال ,ليكون لدلالات الحياد الإماراتي جعله بديل لما للروس من علاقات كبيرة مع دول محور المقاومة في سوريا وإيران قد تؤثر في تقريب وجهات النظر بين حكومه صنعاء والإمارات تجعل لهم مخرج من مستنقع اليمن, وإذا ما نظرنا حاليا الى مواقف أغلب الدول الأوروبية وغيرها التى تضامنت مع اوكرانيا وعبرت عن ذلك التضامن بمختلف الدعم الامحدود من الأسلحة المتنوعة وملايين الدولارات وإتحادها في فرض العقوبات على الجانب الروسي , لكن مع كل ذلك ننظر الى إسرائيل والتزامها النأي بالنفس والحياد والذي أعطى دلالات في تطابقه الكبير مع دولة الإمارات وكليهما لهم علاقات كبرى غير مخفية على أحد مع أمريكا.

ومن هذا الأساس والمنطلق الواضح التى سارت عليها الأحداث الحالية قد يجعل الكثير يفسرون هذا الحياد الإماراتي في عدم التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة روسيا في أخذه لطابع التنسيق في مواقف الإمارات مع إسرائيل من عدة أبواب منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي المتفق ما بين الإمارات وإسرائيل وعدم الإضرار بكل هذه العلاقات التى ما زالت في حداثة تكوينها الجديد والممتد في التنسيق ما بين شركات إستثمارية روسيه كبرى داخل الإمارات على رأس إدارتها صهاينة , ومن جانب أخر فالاستثمارات الروسية هي بالمليارات داخل دولة الإمارات, فالدولة الصغيرة في الخليج اقتصادية بإمتياز وموضوعه ضمن دائرة عظماء الدول لمحور المقاومة الإسلامية من إيران والعراق الى اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين التى برزت في الصعود وأعلنت نفسها مقاومة ومتصديه لكل مشاريع وسياسات أمريكا العسكرية والاقتصادية في المنطقة , وأفشلت كل مخططاتها وألحقت بها وكل أدواتها الخسائر والهزائم وتم ردعهم واخراجهم عن تفاكير وأحلام وآمال كانوا يتطلعون لتحقيقها وأهداف كانت ضمن المخطط لإركاع الشعوب العربية والإسلامية وجعلهم تحت رحمتها , وهذا مالم يتحقق لهم لهذا له دلالاته لتفكير الإمارات لإعادة ترتيب علاقاتها مع دول الجوار بما يحقق لها الامن والاستقرار خصوصا بعد انكشاف التخلي الأمريكي عن مساعدتها لحماية اوكرانيا وتركها تخوض مغامرة ارتباطها مع أكاذيب ومغالطات وخداع الأمريكان وإن غدا لناظره لقريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى