أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

الخطوة الاولى عقدة العودة الى الاتفاق النووي الايراني.. العودة او القنبلة الحتمية

مجلة تحليلات العصر الدولية - كمال خلف

ما يجري حاليا بين ايران والولايات المتحدة هو لعبة عض اصابع وشد حبال قبل الولوج الى مسار عملي يعيد الحياة الى اتفاقية العمل الشاملة المشتركة، بعد ان اتضح لجميع الاطراف ان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وانتهاج استراتيجية الضغوط القصوى سياسية فاشلة.
وقد اشرنا لذلك منذ اليوم الاول لاعلان دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق كما اشار اليه اخرون، الا ان عادة الولايات المتحدة هي الاعتراف بالفشل متاخرا، ولنا في حرب العراق وافغانستان اسوة، وسيكون لاحقا اعتراف اخر بالفشل في سورية بعد عشر سنوات من اندلاع الحرب هناك وتدمير سورية وتشريد شعبها اي بعد فوات الأوان.
العقدة الان بين الطرفين الايراني والامريكي تكمن في من يخطو الخطوة الأولى، ايران ام امريكا
في مقابلة مع شبكة “إن بي سي”، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اشتراط بلاده عودة طهران إلى الاتفاق النووي، قبل عودة واشنطن إليه.
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده تنتظر إجراء عمليا من الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق النووي، مؤكدا أن العودة للاتفاق تتطلب رفع كافة العقوبات عن بلاده اولا. ظريف قال هذا ايضا والرئيس روحاني
لكن بلينكن اشار ايضا الى ان إيران على بُعد أسابيع قليلة من إنتاج مواد تدخل في تصنيع الأسلحة النووية إذا واصلت عدم تقيدها بالاتفاق.
ايران اجادت استخدام هذه الورقة للضغط على الادارة الامريكية الحالية للعودة الى الاتفاق كتكتيك ذكي وسيكون براينا مجد وفعال. الا انها بذات الوقت استخدمت التقدم في برنامجها النووي في المجال الاستراتيجي خلال السنوات الاربع الماضية. واستفادت من خطأ دونالد ترامب في الانسحاب من الاتفاق لتطوير المزيد من القدرات.
وكان بايدن قد انتقد خلال الحملة الانتخابية بشدة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وحملة مسؤولية تطوير طهران لقدراتها النووية خلال السنوات الأربع الماضية، وتعهد بالعودة للاتفاق، لكنه اشترط أن تبادر طهران بالخطوة الأولى، مطالبا إياها بالعودة لتخصيب اليورانيوم عند المستوى الذي حدده لها اتفاق عام 2015.
مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قال إن إدارة بايدن تسعى لاستخدام الدبلوماسية من أجل احتواء برنامج إيران النووي، مؤكدا أن طهران باتت أقرب لإنتاج قنبلة نووية وتمكنت من تطوير برنامجها الصاروخي، خلال السنوات الأربع الماضية.
صحيح ان حديث اركان الادارة الامريكية الحالية والسابقة عن اقتراب ايران من امتلاك السلاح النووي هو انعاكس وتكرار للدعاية الاسرائيلية. الا انه في ذات الوقت تبدو ايران قد وصلت الى قناعة ان عليها بشكل جدي القيام بهذه الخطوة، بل واصبحت ضرورية
بعض الساسة في ايران اليوم بدؤا يقولون ان على ايران ان لا تضع رقبتها في المعصم الامريكي مرة اخرى. وانه كما انسحب دونالد ترامب من الاتفاق ودمر الجهود الدبلوماسية ووضع ايران تحت سيف العقوبات القاسية وعرض الشعب الايراني للخطر، فان هذا قد يتكرر بعد رحيل جو بايدن
ولذلك على طهران ان تمتلك السلاح الرادع والضامن لمستقبل نظامها. اما عن الفتوى التي اصدرها المرشد علي خامنئي والتي تحرم امتلاك السلاح النووي، فكذلك بدأت اصوات في ايران تطالب بفتوى اخرى من المرشد مبنية على المستجدات الراهنة والمتغيرات السياسية والمخاطر التي احاطت بايران تسمح للايرانيين بالوصول الى القنبلة النووية كوسيلة دفاعية عن مستقبل البلاد.
ويمكن لنا حسب معرفتنا بالشأن الايراني بان نجزم بانه إذا لم تقم إدارة الرئيس جو بايدن بتصحيح الأخطاء التي ارتكبها سلفه دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي فإن ايران ستزيد من تخصيب اليورانيوم وسوف تمتلك القنبلة النووية.
هذا ما يدركه بعض اركان ادارة بادين بشكل واضح، ولهذا نرى انقساما داخل الادارة بين جناحين، الاول يدفع الى العودة فورا الى الاتفاق مع ايران والاخر يريد اضافة تعديلات جديدة من قبيل ادخال موضوع الصواريخ البالستية والدور الاقليمي لايران، وبدعة اخرى هي اشراك دول اقليمية مثل السعودية واسرائيل في الاتفاق.
وبرأينا ان ادخال اي تعديلات على الاتفاق من هذا القبيل لن تعني الا شي واحد هو الفشل الحتمي. وعلى ادارة بادين ان تدرك ذلك قبل اضاعة الوقت والفرص. وبناء على ذلك على الولايات المتحدة ان تبدا فورا بالخطوة الاولى ونعتقد ان هذا الشهر سوف يشهد تحركا امريكيا في هذا الاتجاه رغم كثرة الثرثرة والتصريحات وتكرار الشروط. يمكن ان صدقت النوايا ان تتم الخطوة الاولى بين الطرفين بشكل متزامن. ترفع واشنطن العقوبات عن طهران مقابل حد ايران من نسبة تخصيب اليورانيوم. ومن ثم انتهاج التزامن في كل الخطوات اللاحقة .
الثابت ان الوقت ليس في صالح الولايات المتحدة، وان اي اضاعة للوقت تعني استثماره من قبل الايرانيين. ليس لدى ايران ما تخسره. خلال اربع سنوات تعرضت للحصار والتهديد وتشديد الخناق، ولم يسفر ذلك الا عن الفشل وسقوط دونالد ترامب المذل. يجب ان تفهم ادارة بادين الدرس وان تنتبه الى ان مصالح اسرائيل وطلباتها المستجابة شيء، وان تدار السياسية الخارجية الامريكية من تل ابيب شيء اخر تماما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى