أحدث الأخبارشؤون امريكية

الدعم الأمريكي للتحالف السلولي

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالفتاح علي البنوس

الرئيس الأمريكي جو بايدن يوجه بإيقاف الدعم والإسناد العسكري واللوجستي الذي تقدمه بلاده للسعودية والإمارات في عدوانهما على بلادنا وأبناء شعبنا ، توجيهات أراد من خلالها بايدن وإدارته تدشين المرحلة الأولى من الحلب الأمريكي الديمقراطي للبقرة الحلوب ، بعد أربع سنوات من الحلب الأمريكي الجمهوري ، الذي استنزف ما في ضروع البقرة الحلوب وأتى على الكثير من الإحتياطي والمخزون ، نتيجة ارتهان قيادة هذه الدولة المريضة المأزومة للبيت الأبيض ، وعبادتها لأمريكا ، وتسليمها بولاية ترامب ، ومبايعتها له ، وتقديمها له كافة قرابين الولاء والطاعة ليرضى عنها ، ويمنحها دعمه وإسناده ، قبل أن يجد ترامب نفسه خارج البيت الأبيض ، بعد أن تعرض لهزيمة ساحقة ماحقة في الإنتخابات الرئاسية .
تصريحات ترامب وإدارته بشأن الدعم الأمريكي للتحالف السعودي السلولي الذي يشن عدوانه الغاشم على بلادنا ويفرض حصاره الظالم على أبناء شعبنا اليمني الأبي لا فاعلية ولا جدوى لها إذا ما ضلت مجرد تصريحات فقاعية للدعاية الإعلامية وممارسة الإبتزاز للعصابة السعودية الحاكمة بقيادة ملك الزهايمر سلمان بن عبدالعزيز ونجله المهفوف محمد بن سلمان ، كلنا على دراية وفهم تام بأن العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا أمريكي بإمتياز ووحدها أمريكا من تملك قرار إيقاف العدوان ورفع الحصار ولو كان بايدن جادا في تصريحاته لعمل أولا على إتخاذ خطوات عملية يثبت من خلالها حسن النية وصدق التوجه الذي يصب في جانب إيقاف العدوان ورفع الحصار .
والبداية بالقيام بإصدار قرار أمريكي عبر مجلس الأمن ينص على ايقاف العدوان الذي يشن على الشعب اليمني وإنهاء الحصار المفروض عليهم والذي أوشك على دخول عامه السابع ، والعمل على توقيف صفقات بيع الأسلحة الأمريكية لدول العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات ، ومنع التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية اليمنية ، وإيقاف الإنتهاكات الأمريكية للسيادة اليمنيين وسحب جنودها من السواحل والجزر والمياه الإقليمية والمناطق اليمنية التي يتواجدون فيها ، وترك الأطراف اليمنية تلتقي على طاولة الحوار ، وتعلي صوت العقل ومنطق الحكمة والحوار بمنأى عن أي وصاية أو تدخل مباشر من سفيرها الذي ينصب نفسه وصيا على اليمن واليمنيين ، ومن ثم العمل الجاد على توفير كافة الإعتمادات والتمويلات المالية اللازمة لإعادة إعمار ما دمره العدوان وأتت عليه الحرب بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة .
ومن ثم الذهاب نحو ترميم علاقاتها مع الشعب اليمني ، من خلال تقديم الإعتذار عن الجرائم والإنتهاكات التي قامت بها خلال مشاركتها في العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ، كمقدمة لجبر الضرر الذي خلفه العدوان والحصار وتدشين مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات اليمنية الأمريكية القائمة على الإحترام المتبادل ، وإحترام سيادة اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ، والإلتزام بالإتفاقيات والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة ، والتخلي عن سياسة الغطرسة والعنجهية والتسلط التي خلقت حالة من العدائية تجاه أمريكا في أوساط أغلب شعوب العالم .
بالمختصر المفيد مصداقية جو بايدن حيال العدوان والحصار المفروض على بلادنا وشعبنا تحت الإختبار ، فالأقوال وحدها لا تكفي ، المطلوب اليوم ترجمتها إلى أفعال ، ايقاف العدوان دون قيد أو شرط ، ورفع الحصار ، خطوات عملية ستحسب للرئيس بايدن وإدارته ، وستكون البداية الحقيقية لإنفراج الأزمة اليمنية ، وجلوس كافة الأطراف اليمنية على طاولة الحوار للتوافق على صيغة توافقية لحل شامل لكافة الملفات الشائكة بمختلف مجالاتها ، وبدون ذلك تظل تصريحات بايدن محاولة بائسة لذر الرماد في العيون ، وتحسين صورة بلاده أمام العالم ، تلكم الصورة المشوهة الملطخة بدماء نساء وأطفال اليمن الذين سقطوا ضحايا العدوان والسلاح الأمريكي السعودي الإماراتي البريطاني الإسرائيلي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى