أحدث الأخباراليمنشؤون آسيويةمحور المقاومة

الدولة العبريّة مُحاصرة في جميع الجبهات… تقديرٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ: “هجمات انصار الله على الكيان ستكون مفاجئةً وسريعةً لذلك يجب على إسرائيل أنْ تُركِّز قدرًا كبيرًا من مشاركتها في اليمن في مراقبة وإحباط قدرات الحوثيين”

مجلة تحليلات العصر الدولية - زهير أندراوس

تحدثت دراسةٌ إسرائيليّةٌ عن المخاطر الحاليّة والمستقبليّة للحوثيين باليمن على تل أبيب، معتقدةً أنّه “رغم خطاب التهديدلانصار الله، إلّا أنّ التقدير السائد أنّهم لم يقرروا في هذه المرحلة شنّ هجماتٍ، وقد لا يقررون القيام بذلك في المستقبل القريب”.
واستدركت الدراسة التي أعدها الباحثان الإسرائيليان آري هستاين وأليشع سيتواين، والمنشورة في مركز أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، “مع ذلك فإن التطورات الإستراتيجية في المنطقة، مثل زيادة الضغط من إيران، أوْ تغيير الديناميكيات الداخلية في اليمن، قد تجعل احتمال هجوم انصار الله على إسرائيل أكثر معقولية”.
ولفتت الدراسة إلى أنّ “الشاغل الرئيسي يتمثل في أنّ قرار مهاجمة انصار الله لأهدافٍ إسرائيليّةٍ قد يتِّم اتخاذه في عمليةٍ سريّةٍ سريعةٍ، دون وجود دليلٍ واضحٍ مُسبقًا، وقد يكون من المحتمل جدًا أنْ يحدث بشكلٍ مفاجئٍ، لذلك يجب على إسرائيل أنْ تُركِّز قدرًا كبيرًا من مشاركتها في اليمن في مراقبة وإحباط قدرات الحوثيين”.
وأشارت إلى أنّ “الدوافع المستقلة لانصار الله، في هذه المرحلة على الأقل، لشنّ خطوةٍ هجوميّةٍ ضدّ إسرائيل ليست عاليةً، في حين أنّ استعدادهم لمهاجمة إسرائيل بتكليف إيراني يبقى سؤالاً مفتوحًا، وعلى أية حال، فإنّ مدى حشد انصار الله للتحرّك الإيرانيّ يعتمد على التقاء المصالح بينهما، وقد يتضّح فقط في الوقت الفعليّ، ولذلك فإنّ قراءة النفوذ الإيرانيّ في اليمن سيستمِّر لفترةٍ زمنيّةٍ قادمةٍ”.
عُلاوةً على ذلك، أكّدت الدراسة أنه “في الوقت الحالي، لا يبدو أنّ انصار الله لديهم قدرات عسكرية كافية لتشكيل تهديدٍ كبيرٍ على إسرائيل، رغم أنّه من المُمكِن تحسين هذه القدرات في المستقبل إذا واصل انصار الله بناء ترسانة أسلحة قادرة على الوصول إلى القواعد الإستراتيجيّة في عمق الأراضي الإسرائيليّة، أوْ زودّتهم إيران بسلاحٍ فتّاكٍ وبعيد المدى بدرجةٍ كافيةٍ، أوْ تحسنّت قدراتهم البحريّة بشكلٍ كبيرٍ، لدرجة أنْ يُشكِّل تهديدًا جديًّا على الملاحة الإسرائيليّة”.
وأوضحت أنّ “المعطيات الأمنيّة الإسرائيليّة تتحدّث عن أنّ انصار الله مستعدون للسماح باستخدام اليمن ساحة لأنشطة وحدات صواريخ الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وزيادة دعمهم لحركتي (حماس) و(الجهاد الإسلاميّ) بتوفير واستخدام أنظمة أسلحة محلية تقوم إيران بتمويلها، وحتى في حالة عدم وجود احتكاك عسكريٍّ مُباشرٍ بين إسرائيل وانصار الله ، فإنّ تطورات الحرب الأهلية اليمنية قد تؤثر سلبًا على إسرائيل”.
ولفتت إلى أنّ “أيّ هجومٍ حوثيٍّ على إسرائيل، أوْ تكديس مخزون أسلحة يهددها، قد يدفعها لمواجهة هذه المعضلة فيما إذا كانت ستشُنّ تحركًا هجوميًا ضدّهم، مع المخاطرة بجرّها للمستنقع اليمني، رغم أنّها في الوقت الحالي، ستجِد إسرائيل صعوبةً بالغةً بالتعامل مع هذا التهديد، خاصّةً بالنسبة للفجوات العملياتية والاستخبارية، والافتقار لإستراتيجيّةٍ مُحددّةٍ وواضحةٍ في ما يتعلّق باليمن، الأمر الذي يُشكِّل تحديًا كبيرًا أمام صانع القرار الإسرائيليّ”.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ “التقليل من قيمة التهديد الحوثي لأنّه بعيد عن العين سيسمح لإسرائيل بتركيز مواردها على تحديات أكثر إلحاحًا، لكنّه من ناحيةٍ أخرى، ينطوي على العديد من المخاطر، في ما يتعلّق بالتهديد انصار الله الناشئ”، على حدّ قولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى