أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكية

الرئيس الأمريكي وتباين المواقف مع إسرائيل

مجلة تحليلات العصر الدولية - هيثم الخزعلي

تحدثنا بتقدير موقف سابق من قبل محللين اسرائيليين ان موقف الرئيس بايدن سلبي تجاههم، فموقف الولايات المتحدة في الأيام الأولى من النزاع في فلسطين، تمثل بمطالبة الرئيس بايدن كل اطراف الصراع في الأرض المحتلة بتخفيف التصعيد.

ما اعتبره الاسرائيليون بأن الرئيس الأمريكي ساوى بين حماس والجهاد من جهة وآلكيان الغاصب من جهة أخرى.
وتأخر الرئيس بايدن بالاتصال بنتنياهو لستة ايام من القتال في الاراضي المحتلة، كما تأخر بالاتصال به بعد الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
فضلا عن استمرار الولايات المتحدة بالتفاوض مع الجمهورية الإسلامية حول الملف النووي، وبدون طرح ملف الصواريخ الباليستية على طاولة المفاوضات.

مع تأكيد الصهاينة بأن إيران تدعم كل فصائل المقاومة في الإقليم، كل ذلك جعل الإعلام الأمريكي واللوبي الصهيوني الذي منح الرئيس بايدن ٣،٥ مليون دولار ثناء حملته الانتخابية، يضغطون باتجاه تغيير موقف الرئيس الأمريكي لموقف اكثر انحيازا لإسرائيل.
فصرح بأن من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها، وتم نقل اسلحة ومعدات امريكية متطورة للكيان الغاصب ومنعت الولايات المتحدة مجلس الأمن من اصدار قرار بوقف القتال في فلسطين.
واليوم بعد اتصال الرئيس بايدن بنتنياهو وطلبه إيقاف القتال حدثت انعطافة كبيرة وتعكرت المياه مرة أخرى بين الطرفين.
حيث خرج نتنياهو على شاشات التلفاز وأعلن انه يشكر الرئيس بايدن ولكنه سيستمر بهذه الحرب حتى يتأكد من عدم قدرة حماس على اطلاق الصواريخ مرة أخرى.

مع ان الصواريخ التي أطلقت من غزة لغاية اليوم تجاوزت ٤٠٠٠ صاروخ، و مع احتمال دخول حزب الله للحرب. بعد اطلاق٤ صواريخ للمرة الثالثة من جنوب لبنان تجاه حيفا، ثالث اكبر مدينة صهيونية، ورد الصهاينة بقصف مصدر النيران. كل ذلك استدعى متغيرات جديدة على موقف الرئيس الأمريكي .

اولها مشروع قرار تقدم به الديمقراطيون في الكونكرس لإيقاف صفقة بيع سلاح للكيان الغاصب.

وتصريح مصدر اميركي: بأن بايدن كان حازما مع نتنياهو وابلغه بوضوح (ان على “اسرائيل” انهاء الحرب).

اي ان الرئيس بايدن يدرك لعبة نتنياهو منذ أشهر بمحاولة إفساد المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، ومحاولة جر الولايات المتحدة لنزاع مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

سواء بحرب الناقلات او استهداف العلماء النووين الإيرانيين، و تفجير مفاعل نطنز من جهة.

او عبر الاستمرار بالقصف الوحشي لقطاع غزة مع احتمال اضطرار الولايات المتحدة للدخول الي جانب الكيان الغاصب من جهة أخرى.

ثم اعتقد ان الموقف الأمريكي سيعاقب نتنياهو عبر السماح لمجلس الأمن بإصدار قرار يقضي بإيقاف اطلاق النار في فلسطين.

وهذا ما صرح به اليوم وزير الخارجية الفرنسي:حيث قال ( نعد قرارا في مجلس الامن يدعو لوقف اطلاق النار في الاراضي الفلسطينية).

وبما آن الاستراتيجيون الاسرائيليون يقولون بأن إيران طوقت إسرائيل بحلقة من نار، فحزب الله من الشمال وسوريا والفصائل الشيعية فيها والفصائل الشيعية في العراق شرقا والحوثيين من أقصى الجنوب بالإضافة لحماس والجهاد الإسلامي وكلهم يمتلك صواريخ وطائرات مسيرة تصل للكيان الصهيوني.

وربما يتم قصف الكيان بوقت واحد من كل هذه الأطراف، ولكن ايران تراقب رد الفعل العسكري والمدني للكيان وتأثير الصواريخ الغزاوية والأهم، رد فعل المجتمع الدولي، وحين تتأكد بأنها قادرة على إزالة إسرائيل، فانها يتنفذ هذا السيناريو (الكابوس ) بالنسبة للصهاينة.
كل هذا كان من المفترض أن يجعل نتنياهو حريص على كسب المجتمع الدولي لا ان يستمر بعناده والعمل بالضد من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
والاسئلة المطروحة هنا : هل ستعاقب الولايات المتحدة نتنياهو؟
خصوصا انهم حذروه آبان حرب الناقلات مع ايران إلى انه (لن يصمد اسابيع اذا تخلت عنه الولايات المتحدة) .

وماذا سيكون موقف مجلس الأمن اذا أصدر قرارا مدعوم أمريكيا لإيقاف اطلاق النار، ولم يلتزم نتنياهو؟

وهل ستطبق الجمهورية الإسلامية حلقة النار على الكيان عندما ترى الوضع الدولي مؤاتيا؟

شخصيا اعتقد ان نتنياهو يفضل ان يذهب باتجاه هذا السيناريو (الكابوس ) للصهاينة ، على أن يخسر عسكريا و سياسيا، مما يجعل محاكمته على قضايا الفساد حتمية كعقاب له على هزيمته في الحرب.
ومع هذا السيناريو الكارثي على الكيان اعتقد ان نتنياهو يرغب بأن يكون آخر رئيس وزراء لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى