أحدث الأخبارسوريافلسطينمحور المقاومة

الراهب الفلسطيني أنطون حنانيا يوجه شكرا لسورية يتخطى الزمن ولو بعد سنين

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

هاجر الراهب الفلسطيني العكاوي الجليلي أنطون حنانيا مع عائلته إلى لبنان وترعرع هناك وحصل على الجنيسة اللبنانية لكنه ولنقاء سريرته رفض الواقع المعاش بسبب الاضطهاد الذي عاناه الفلسطيني اللاجيء والفلسطيني المجنس، وغادر إلى كندا ودرس وعمل هناك وحصل على جنسيتها ،لكنه واجه هناك نفس التحالف الصهيوني الذي خاض معه المعارك في لبنان وقد تم سرقة منزل العائلة في لبنان عدة مرات ولذلك آثر اللجوء إلى سوريا، بسبب دعمه للمقاومة في لبنان ورفضه للتحالف الماسوني الصهيوني الإنعزالي مؤكدا رغبته في التخلص من الجنسيات الأجنبية ،التي يحملها مفضلا وثيقة السفر كي يبقى لاجئا يسعى للعودة إلى وطنه الأم فلسطين.
الراهب العكاوي يرفض التوطين لانه يعشق تراب فلسطين ويتمنى العيش بين أفراد شعبه في المخيمات ولا يمانع من حمل السلاح للدفاع عن أبناء شعبه إذا دعت الحاجة لذلك.
لجأ في سوريا إلى دير مار جريس في صيدنايا ،وهناك برز له ذات التحالف اليميني الصهيو-يوناني بطريقة خفية وغير مرئية ،وكأن هناك تحالف بين الأرثوذكس اليمينيين في لبنان والذين يريدون النأي بأنفسهم في سوريا ممارسين عليه الحرمان والتهميش والإقصاء.
نبذوه ولم يوفروا له ما يلزمه كي يعيش حياة كريمة ويجمع نفسه، ولكن بسبب إيمانه وتمسكه بطريق السيد المسيح صبر وتحمل الكثير، وقبل أيام زار العاصمة دمشق وحاول النزول في بطريركية أنطاكيا لكنهم أغلقوا الباب في وجهه وقالوا له أن الغرف مليئة فلجأ كما قال إلى الغرباء الذين استضافوه بحب ورحابة صدر.

تاليا الرسالة الصادقة التي وجهها الراهب انطون حنانيا إلى سوريا القيادة والشعب تقديرا لمواقفهم وكرمهم تجاهه وتجاه اللاجئين الفلسطينيين:
شكراً لك سورية لأنك جعلت من فلسطين قلبا في كيان بعثك! علماً عربيا أصيلا انبعث من قومية عربية عريقة بتعدديتها وثقافاتها العالية والسامية… شكراً لك سورية على اشتراكيتك العربية والقومية لأنها ضمانة وحدة كل العرب تحت لواء أمة صحيحة عريقة كونية منفتحة للعلوم والتقدم والتطور…. سورية لست طائفية ولكنك مؤمنة بإله التوحيد ولا أكبرمن الله.
شكراً لك سورية على رفضك لكل المؤامرات التي أضعفت مقاومتنا الفلسطينية وعلى بصيرتك البعيدة الأمد التي حفظت ماء الوجه لنضالنا القديم الذي ما زال ناشطا كما كان عند انطلاقة الثورة المجيدة…شكرا لك سورية على استيعابك لنا كفلسطينيين عندما اخترقنا العدو ليفرّق بيننا وبينك أم العروبة… شكرا لك سورية على تمييزك بين صديق وعدو وعلى صدرك الرحب في العطف على التائبين والعائدين عن غلطهم…. هذه صفات النضوج والحكمة التي تعلمناها من القائد الراحل رحمه الله سيادة الرئيس حافظ الأسد.
شكرا لك سورية على تعايش أديانك في جوّك العلماني المبارك من الله والغير ملحد بل الحاوي لكرامة كل أبناء شعبك من كل عرق ولون…. إسلامك صوفي بامتياز وأرضيته المحبة وقبول الآخر دون المساومة على أركان الدين الحنيف…. أرض الشام أرض الثقافة والعلوم… أرض العلماء والصالحين… إيمانك باطني وظاهر معتدل يدفق الخير على أبنائك.
شكرا لك سورية على صمودك الباسل في مقاومة التكفيريين المدعومين من الأميركيين والصهاينة وعدد من دول الخليج، وعلى انتصاراتك وتضحياتك لتبقى سورية حاضنة العروبة…. شكرا لك سورية على مساواة شعبي الفلسطيني بإخوانه السوريين من حيث الحقوق والإمتيازات.
أنا كراهب فلسطيني أرثوذكسي مسيحي، أشعر وكأني أعيش في فلسطين… هواك وشجرك سورية يعيدان إليّ ذكريات من لبنان قبل الحرب الأهلية، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تعيش في أوساطنا والمخيمات محاطة بتلك الأشجار… أؤمن ملء الإيمان أن الوجود الفلسطيني يجلب الخير على المكان الذي يستضيفهم ويكرّمهم… الرياح الفردوسية تهبّ في أماكن تواجد الفلسطينيين لأن الله يحب الفقراء والعلماء والأولياء، وفلسطين مليئة بهم… أرض الشام وطننا الأم وفلسطين حربة الشام وريشتها.
سورية الحبيبة، نحن معك وبجانبك في خندق واحد نقاوم بالبندقية والقلم…. صلواتنا مرفوعة إلى الله ليجدد عافيتك ويعيدك لؤلؤة الشرق مزدهرة بعطر الورود والياسمين والبخور.
كيف لا نشكرك وأنت القوية في رئيسك الحكيم الدكتور بشار الأسد حفظه الله لنا؟ كيف لا نشكرك وأنت الباسلة في جيشك العربي السوري نصره الله لنا؟ مساجدك منبع العلماء وكنائسك منارة الأتقياء، وبين المساجد والكنائس مقامات متعددة مليئة بالكرامات والإستجابة لطلبات العابدين والزاهدين والبسطاء من دراويش وفقراء.
سورية الحبيبة، إبراهيم الخليل مرّ من ربوعك، وموسى الكليم رآك من جبل ثابور عندما تجلى المسيح له وللنبي إيليا الذي ولد في أرضك، وروحه في يحيا تسكن في شامك….النبي محمد دلّ عليك وبولس الرسول اهتدى عند كوكب تلالك… حنانيا الرسول خبأ بولس في ديار أنباطك فطوبى لنا بأوليائك الصالحين أمثال البطريرك غريغوريوس الرابع الحداد والشيخ بدر الدين الحسني والمطران إيلاريون كبوجي والشيخ الشهيد عز الدين القسام والشهيد البطل الشيخ المفتي محمد سعيد رمضان البوطي…. لنا في ربوعك سورية أمداد وأبدال مهما تبدلت الأحوال والأجيال نبقى للأبد أوفياء لما منّته علينا السماء من تعددية العارفين والصالحين من خلفاء وتابعين، سطعت شموسهم في أرجائك وأرجاء الكون مصابيح وقناديل.
لا تنتهي الكلمات تبجيلا وتمجيدا لرب العرش العظيم الذي أوجدنا في بقاع أرض الشام شعوبا أصيلة يعود تاريخها للكتاب الشريف وهي باقية حتى يعود المهدي والمسيح.
الراهب الأرثوذكسي العكاوي الجليلي الفلسطيني أنطونيوس حنانيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى