أحدث الأخبار

الرحلة الأولى من والى مطار صنعاء..هل تنفس اليمنيون الصعداء!!

✍️/عبدالجبار الغراب

بأشكال وصور عديدة وما أكثرها , وبمقاييس وبمستويات مختلفة وما أوسعها , وبنظرات ومشاهد كلها واضحة لا غبار عليها , أو بأخرى صادمة لايمكن إخفائها : كل هذا وذاك أخرجتها المشاهد والأوجاع الإنسانية التي صورتها عدسات الكاميرا التصويرية لجميع من حالفهم الحظ للمغادرين من صنعاء عبر المطار بالطائرة اليمنية والعائدين من الخارج عبرها من المملكة الأردنية الهاشمية الى وطنهم اليمن فهي مشاهد أحزان اظهرتها دموعهم التي سالت على خدود أكثرهم من طول مدة انتظارهم لسنوات لأجل الذهاب لأغراض العلاج او الدراسة او العودة بين الأهل والأولاد للمغترب اليمني في بلاد المهجر والتي أوجدها وأصر على استمرارها تحالف العدوان السعودي الأمريكي وزاد في عنجهية فرضه للحصار التام وإغلاقه الجبان لمطار صنعاء الدولي.

فالأوضاع المأساوية لكل من شاهد المناظر لجميع اليمنيون لمن حملوا بالطائرات من والى العاصمة صنعاء عبر مطارها الدولي الوحيد للمرضى والعالقين في الدول العديدة وعشرات الآلاف ينتظرون لمغادرة اليمن عبر مطار صنعاء لتلقي العلاج خارج الوطن ومنهم من دام في الانتظار لسنوات للعودة الى أرض اليمن عبر المطار بعدما خاف الجميع للعودة من جهة مناطق اليمن المحتلة بعدما كان ومازال لحدوث أروع عمليات القتل والنهب والتعذيب والاخفاء قسريا لكل من عاد من الخارج عبر مطارات اليمن المحتلة من قوى تحالف العدوان , ليتفق الجميع ومن خلال الرحلة الأولى من والى مطار صنعاء وبدون استشناء ينظرون لها بواقع انتصار تحقق لليمنيون في فرضهم للحق وتصميمهم في الوقوف والصمود حتى تحقيق ما يتطلع اليه كامل اليمنيون ,فتم تسيير وانطلاق أول رحلة جوية من مطار صنعاء الدولي بعد كل العراقيل والمغالطات المتخذه من قبل تحالف العدوان وعدم الوفاء بتعهداتهم وباتفاقية الهدنة الأممية المزمنة بشهرين بالسماح لرحلتين في الأسبوع عبر مطار صنعاء والمفروض عليه الحصاد طوال سنوات العدوان , وحتى مع التنفيذ بعد أربعة وأربعين يوم من مرور مدة الهدنة , فيعتبر رفع الحصار على مطار صنعاء نجاح لليمنيون على كل الأصعدة والمستويات ومن أوجه عديدة توضحت للعالم أجمع همجية العدوان في فرضه الحصار على مطار وحيد في العاصمة اليمنية صنعاء محدثا في ذلك مأسات وكوراث كبيرة عذبت اليمنيون وازهقت على افتعالها أرواح عشرات الآلاف منهم.


وهنا نضع الكثير من التساؤلات لمدى إستجابة العدوان لتسيير أول رحلة من مطار صنعاء بعد كل التهرب والتنصل وعدم الالتزام والوفاء بتعهداته ولأكثر من أربعة وأربعين يوم من الاتفاق على الهدنة الأممية فهل هي بمثابة فرصة لاستمرار الهدنة ومواصلة الاتفاق على تمديدها , أو لأغراض فسح المجال لترتيب الأوضاع في مناطق الاحتلال والصراع الحادث بين فصائل المرتزقة ,او انه لامجال من تطويل أمد الحرب في اليمن التي لا هدف منها الا مزيدا من انكسار واندثار وانحسار وتقزم وخيبات وتراكمات لخسائر عسكرية واقتصادية كبيرة وعبثية ودمار وخسائر في الأرواح : فهذا كله يعود على مدى جدية العدوان للجنوح الى السلام والابتعاد التام عن كل ما يعرقل عملية إحلال السلام في اليمن ,فلا سلام دائم الا بثبوت واضحة لوقائع ملموسة على الأرض , ويتطلب إظهار حسن النوايا الصادقة لقوى تحالف العدوان في رفع كامل للحصار المفروض على منياء الحديده واستمرارية تسيير الرحلات الجوية من والى مطار صنعاء هنا سيتنفس اليمنيون الصعداء وتلوح في الآفاق انفراجه واضحة لوضع حدا نهائيا للاقتتال والدخول مباشرة الى المفاوضات الجادة المبنية على رسم أهداف خادمة لجميع اليمنيون دون إستثناء.

لكن كل هذا لم تتوضح معالم وجوده خصوصا مع الاتفاق على هدنه أممية مدتها شهرين بنودها واضحة من أهمها السماح لدخول 18 سفينة عبر ميناء الحديده لتخفيف جزء لا بأس فيه من كارثة أزمات افتعلها العدوان باحتجازه لناقلات النفط والغاز مسببا على أثرها هلاك في مستويات المواطنين المعيشية وارتفاع وغلاء في الأسعار وانعدام المشتقات النفطية التى تحتاج اليها المستشفيات لتشغيل معداتها واجهزاتها الطبية وللتوضيح الكامل لابد من وضع النقاط على حروفها الصحيحة لمعرفة ما الذي كان ضمن بنود اتفاق ستوكهولم الموقع نهاية العام 2018 المنصوص ضمن بنوده السماح وبدون قيود او شروط بدخول السفن عبر ميناء الحديده بعد تفتيشها واخذها تصاريح العبور من الأمم المتحدة لكن عرقل العدوان الاتفاق ولم يلتزم ببنوده فتم الاحتجاز لناقلات المشتقات النفطية والغذائية والدوائية وبمسمع وتعاون وموافقة مع الأمم المتحدة نفسها , ليعود التماطل والعرقله المعتاد على أخذها تحالف العدوان في اتفاق الهدنة الأخير وبعد مرور أكثر من ثلثين النده من مدة الهدنة المحددة بشهرين تم السماح لانطلاق رحلة من مطار صنعاء الى مطار عمان في الأردن والعودة للطائرة اليمنية الى مطار صنعاء.

هنا تنكشف للجميع ما جعل العدوان يسارع بوقت متأخر ويلحق فوات الأوان لخلاص مدة انقضاء الهدنة لتسيير أولى رحلات مطار صنعاء : وذلك لمدى الأزمه الكبيرة التي تمر بها قوى تحالف العدوان بعدما وضعت لنفسها معالجة سياسية عاجلة بتشكيلها مجلس قيادة رئاسي للمرتزقة كان لابد من إيجاد وضع هادئ لبلورته على الأرض فكان للهدنه الأممية إقتناصها للفرصه لترتيب أوضاع المرتزقة الجدد , لتظهر بعدها الإخفاقات والمباعدات بين المرتزقة وازدياد فيما بينهم لتصفية الحسابات ,لينعكس كل هذا على عرقلة بنود الهدنة المنصوص في تسيير رحلتين تجاريتين أسبوعيا أملا في خلق ذرائع لفسح المجال لترتيب الأوضاع وتصفية الاجواء امام العملاء الجدد لتنفيذ كل مخططات العدوان في المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم املا في تخطيط تحالف العدوان وعلى رأسهم مملكه الرمال المغادرة الشكلية من الساحة اليمنية بعد غرسهم لمن تعتمد عليهم في التنفيذ.


فتحالف العدوان ومسلسل عودة الإغتيالات في الجنوب أستمر وتصاعد في الاستهداف لقادتهم العسكرية مما جعل للعدوان مراجعه للتفكير من اجل مضاعفة الجهود لتمديد الهدنة لأسباب محاولات منها لإيجاد كامل الأمور التي تجعلها مهيمنة لتثبيت فصيل وحيد تابع لها بدلآ من وجود لفصائل ومليشيات متناحره , لتنقلب الأوضاع رأسا على عقب وباتت كل القوى المرتهنه لها من المرتزقة ينفذون سلاسل التصفيات والإغتيالات لتمهيد الطريق نحو التمسك بطرف عميل له القدرة الكاملة على تنفيذ كل التوجيهات والأوامر التي تخدم قوى العدوان وتصب في مصلحتها.

ومن هنا نقول هل باتت كل المؤشرات توحي بالمزيد من الأحداث الدرامية التي سوف تشعل الصراع بين المرتزقة في الجنوب , فالوقائع الحاصلة توحي بذالك لكن على الجهة الأخرى يقولها الأطراف في صنعاء للتبيان وضوحا نهائيا لا رجعة فيها ان السلام منهج وصوت ومناداه دائم منذ أول يوم للاعتداء وما زال هو ذلك الصوت ليعرفوا العالم اجمع أننا رغم العراقيل والأكاذيب قابلين بالهدنة ضمن إطار الالتزام بها وتنفيذها واضعين كل الحسابات في جعب مغمده لا يمكن إخراجها الا وقت اللزوم , واذا ما كان لحدث تأثيره المباشر على اليمنيون سيكون لردة الفعل عواقبها العظمى لكل معتدي أثيم بحق ابناء الشعب اليمني المؤمن المجاهد وإنهم لفي ترقب شديد وانتظار لكل تطور وجديد.
والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى