أحدث الأخبارالبحرينالخليج الفارسية

الرقابة تسمح بنشر تفاصيل إقامة وعمل السفارة الإسرائيليّة بالبحرين والتي أٌقيمت تحت غطاءٍ تجاريٍّ قبل 11 عامًا.. وكيف ساهمت أميرة بحرينيّة في التمهيد للاتفاق؟

مجلة تحليلات العصر - الناصرة / زهير أندراوس

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:كشف تحقيق لموقع “WALLA” الإخباريّ-العبريّ، النقاب عن وجود سفارةٍ إسرائيليّةٍ سريّةٍ تعمل في العاصمة البحرينية المنامة، منذ عقد من الزمن.
وأوضح التحقيق الاستقصائي، الذي أعدّه المُراسِل السياسيّ، باراك رافيد، أنّه على مدى 11 عامًا، جمعت إسرائيل والبحرين علاقات دبلوماسية في السر كانت واجهتها شركة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه اعتمد على مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ جدًا في كلٍّ من الدولة العبريّة والبحرين.
وشدّدّ التقرير على أنّ أمر وجود السفارة الإسرائيليّة في البحرين كان ممنوعًا من النشر بموجب أمر منع نشرٍ من الرقابة العسكريّة في تل أبيب، مُضيفًا أنّ الممثليّة الدبلوماسيّة الإسرائيليّة في المنامة تؤكّد عمق العلاقات السريّة، التي كانت قائمةً بين المنامة وتل أبيب، والتي تمّ الحفاظ عليها بسريّةٍ وتكتّمٍ شديديْن.
وأضاف أنّ توقيع “إعلان السلام” بين إسرائيل والبحرين في الخامس عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، والذي وقّع عليه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو ووزير الخارجيّة البحرينيّ، عبد اللطيف الزياني في واشنطن، ساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في إزالة غطاء السريّة عن العلاقات الوطيدة بين الدولتيْن، مُوضِحًا أنّ هيئة البثّ الإسرائيليّة (كان)، كانت قد ألمحت في الأسبوع الماضي لوجود السفارة بالحرين، ولكن أمس الأربعاء تمّ إلغاء أمر منع النشر، وسُمِح لوسائل الإعلام العبريّة النشر عن الاتصالات الدبلوماسيّة بين المنامة وتل أبيب، والتي دارت من وراء الكواليس.
وطبقًا للتقرير العبريّ، الذي اعتمد كما أسلفنا على مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب والمنامة، فإنّ الاتصالات لفتح ممثليّةٍ إسرائيليّةٍ سريّةٍ في البحرين بدأت في عاميْ 2007-2008 خلال لقاءاتٍ سريّةٍ جمعت بين وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة آنذاك، تسيبي ليفني ونظيرها البحرينيّ في ذلك الوقت الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وأوضح التقرير، نقلاً عن مصادر مطلعة جدًا في وزارة خارجيّة الدولة العبريّة، أنّ اللقاءات التي أجرتها ليفني مع آل خليفة، بالإضافة إلى قيام منافسة البحرين، إمارة قطر عام 2009، بإغلاق الممثليّة الإسرائيليّة في الدوحة عام 2009، دفعا البحرين لمنح إسرائيل الضوء الأخضر لافتتاح ممثلية دبلوماسية في المنامة.
وفي الـ13 من شهر تموز (يوليو) من العام 2013، أيْ بعد عدّة أشهر من انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء، تمّ في البحرين تسجيل شركةٍ باسم (Center For International Development)، حيث جاء في وثائق التسجيل أنّ الشركة تعمل في مجال التسويق، التطوير التجاري للبحرين والاستثمار، ولكن اليوم، أكّد التقرير، أنّ الحديث كان يدور عن شركةٍ وهميّةٍ، التي أقيمت لمنح غطاءٍ للنشاط الدلوماسيّ الإسرائيليّ في البحرين. وتابع التقرير قائلاً إنّه تمّ الآن تغيير اسم الشركة، ولكن لا يُسمَح بنشر اسمها الجديد لأسابٍ أمنيّة، علمًا أنّ موقع الإنترنيت التابِع لها يُشير إلى أنّ رؤية الشركة الإسرائيليّة هو فتح المجال أمام الشركات الأخرى للدخول في السوق البحرينيّ، استشارة وتسويق تكنولوجيّ في قلب الخليج.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد المراسِل رافيد، فإنّ الشركة الإسرائيليّة في البحرين تُقدّم نفسها للزبائن في كلٍّ من الولايات المُتحدّة وأوروبا بأنّها تُسهّل عليهم مهمّة الانخراط في أسواقٍ ليست نفطيّةً، وتفتخِر الشركة، وفق موقع الإنترنيت التابع لها، بشبكة علاقاتها الواسعة في البحرين بهدف إرضاء الزبائن، على حدّ قوله.
وشدّدّ التقرير على أنّ الشركة كانت تُعيِّن نوعًا معينًا فقط من الموظفين، وهم الدبلوماسيون الإسرائيليون مزدوجي الجنسية، وكان من ضمن المساهمين فيها، بريت جوناثون ميلر، الذي يحمل جنسية جنوب أفريقيا، وعُيّن سابقًا قنصلاً لإسرائيل في مومباي الهنديّة عام 2013، ومن بين المساهمين الآخرين، البلجيكي عوديد موعد، الذي يشغل حاليًا المنسق السيبراني في وزارة الخارجيًة الإسرائيليًة. كما شمل مجلس إدارة الشركة إلان فلاس، البريطانيّ-الإسرائيليّ الجنسية، والذي يشغل حاليًا نائب مدير وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة لشؤون الاقتصاد.
يُذكر أنّ مسؤولاً إسرائيليًا سابقًا، قد كشف أمس الأربعاء بأنّ الطريق لإقامة علاقات مع البحرين كان ممهدًا، بعد علاج أميرة بحرينية في إسرائيل قبل عقد من الزمن، وفقا لما نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة، مُضيفةً أنّه في المنتدى الاقتصاديّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ السنويّ الثاني، الذي عقد عبر الانترنت بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، قال وزير الاتصالات الإسرائيليّ السابق، أيوب قرا، إنّ معاملة بلاده للشيخة البحرينية فاطمة بنت خليفة عام 2010 في مستشفى (رمبام) بحيفا، ساهمت في تمهيد الطريق نحو إقامة العلاقات بين البلدين، على حدّ قوله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى