أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

الرواية الأميركيَّة ما بعد اغتيال سليماني.. لماذا الآن؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / عبد الله محمد - المصدر: الميادين نت

تصريح بومبيو يتقاطع في أهدافه وتوقيته مع تقرير نشره موقع “ياهو” قبل أسابيع قليلة، وتحدث فيه عما زعم أنَّها تفاصيل التحضير والتخطيط لاغتيال سليماني، والذي بدأ في العام 2017، بحسب التقرير المذكور.

الرواية الأميركيَّة ما بعد اغتيال سليماني.. لماذا الآن؟

لم تنتظر إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سنوات طويلة لتفرج عن تفاصيل نشاطاتها في الشرق الأوسط تحديداً.
في حواره مع “يديعوت أحرونوت”، يقول وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إنَّ اغتيال قائد “قوة القدس” في حرس الثورة الإيرانية قاسم سليماني “مرتبط ارتباطاً عميقاً باتفاقيات أبراهام”، موضحاً أنّ الاغتيال كان دليلاً على “تصميم” الولايات المتحدة على حربها ضد إيران.
تصريح بومبيو يتقاطع في أهدافه وتوقيته مع تقرير نشره موقع “ياهو” قبل أسابيع قليلة، وتحدث فيه عما زعم أنَّها تفاصيل التحضير والتخطيط لاغتيال سليماني، والذي بدأ في العام 2017، بحسب التقرير المذكور.
وكان لافتاً في التقرير الأميركيّ التركيز على التنسيق مع “إسرائيل” والكرد في مرحلة نقاش العملية التي حرص الأميركيون على إخراجها إعلامياً بالصورة النمطية المعهودة في أفلام هوليوود. لا يمكن أن ينتهي الحديث الأميركي – الإسرائيلي عن سليماني في وقت قريب، فالشهيد شخصية وازنة معنوياً وعملياتياً، وواشنطن وتل أبيب تدركان ثقل أدواره في مواجهة مشروعهما في المنطقة.
من هنا، لا بدّ من الإشارة إلى جملة ملاحظات مرتبطة بالاغتيال في كلّ مرة يتناول فيها الأميركيون أو الإسرائيليون العمليّة.
أولاً، كان قاسم سليماني في زيارة رسميّة إلى العراق، بناءً على دعوة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. وكان الهدف من الزيارة مناقشة ترتيبات سياسية تتجاوز حدود العراق. ومن المهمّ التذكير بأنَّ ترامب حرص بعد عملية الاغتيال على وصفها بـ”الاستباقية” لحماية الأميركيين، في حين أنه لم يترك فرصة طوال ولايته لفتح حوار مع طهران.
ثانياً، إنَّ اغتيال شخص من طينة سليماني لا يؤثّر في مشروع المحور الذي يمثّله، فقد أثبتت كلّ التجارب والأحداث المشابهة أنَّه يزيد المحور إصراراً على المضيّ في المسار نفسه في مواجهة المشاريع المعادية.
أما سليماني نفسه، فقد كان طالباً للشّهادة، كما أعلن مرات ومرات، باعتبارها النتيجة الطبيعية في درب إنصاف الناس ورفع الظلم والاحتلال عنهم.
ثالثاً، من غير الشّائع أن ينزل قادة “إسرائيل” أو الولايات المتحدة العسكريون إلى الميدان ويتقدَّموا الصفوف. الحال معاكس تماماً في المحور المقابل، إذ يتقدّم القادةُ المقاتلين.
وبالتالي، إنَّ قتلَ سليماني ليس عملاً شديد التعقيد أمنياً، كما يحرص الأميركيون على إظهاره، وخصوصاً أنَّ الشّهيد كان معروفاً بتحركاته في طول الشرق الأوسط وعرضه، وبمشاركاته في ساحات القتال الأماميّة.
رابعاً، إنَّ توقيت الحديث عن عمليَّة الاغتيال في الصّحافة الإسرائيلية والإعلام الأميركي مفهومٌ ومرتقبٌ تماماً، في ظلِّ وصول التفاوض حول الملفّ النووي الإيراني إلى المراحل الأخيرة، كما تشي المعلومات من فيينا، وتعدّ “إسرائيل” في طليعة المتضررين من المفاوضات نفسها، فما بالكم بنتائجها!
في الخلاصّة، إنَّ الحديث الإعلاميّ من هنا وهناك عن عملية اغتيال سليماني يجذب الاهتمام العالميّ والإقليميّ، ولن يتوقَّف الأميركيون والإسرائيليون عن استغلال هذا الحدث في المدى المنظور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى