أحدث الأخبارالإسلامية

الزكاة . . والتنمية

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صالح حاتم

تعد الزكاة ركنا ًمن اركان الأسلام، وامر الله بأخراجها في وقتها،وحدد مصارفها،ومن مقاصد الزكاة التكافل الاجتماعي والتي تهدف إلى اخذ المال من الاغنياء الميسورين واعطائها للفقر المحتاجين والمساكين وباقي المصارف التي حددها الله في كتابة الكريم.

 

والزكاة تلعب دورا ًكبيرا ًفي محاربة الفقر وانعاش الاقتصاد وتسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية للبلد،من خلال المساهمة في تحويل الفقراء والمساكين من محتاجين وعاطلين عن العمل إلى منتجين ومساهمين في التنمية الاقتصادية.

فأموال الزكاة إذا تم جمعها بشكل سليم وصحيح ستشكل صندوق سيادي للبلد يمكن أن يدعم الاقتصاد، فأموال الزكاة لابنبغي أن تظل دون تشغيل بمعني مكتنزه تصرف كل شهر او نهاية العام على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وابن سبيل وفي سبيل الله، بل يجب أن تستثمر هذه الاموال في ايجاد مشاريع تنموية اقتصادية مستدامة من خلال الاستثمار الزراعي في زراعة الحبوب والقمح ويشغل في هذه المشاريع الزراعية الفقراء والمساكين بحيث يتحول هؤلاء الاشخاص إلى منتجين، وكذا انشاء معامل خياطة ومعامل غذائية تشغل فيها النساء الفقيرات، فمشاريع كهذه ستقضي على الفقر، وتقضي على البطالة في نفس الوقت، وهناك عدة مجالات يمكن ان تستثمر اموال الزكاة فيها، كأنشاء شركات ومصانع لأنتاج الطاقة وصناعة المدخلات والمستلزمات الزراعية، وانشاء شركات تسويقية، وغيرها الكثير من المشاريع التي ستسهم في ايجاد تنمية مستدامة، بحيث يتحول اليمن من بلد مستورد ومستهلك فقط إلى بلد منتج مصدر.

فنتمنى أن لاتقتصر ادوار ومهام واهداف الزكاة في تسليم سلال غذائية شهرية او موسمية في رمضان فقط بل تتحول إلى مورد من الموارد الاقتصادية والتنموية لليمن.

فبلادنا -ولله الحمد -تمتلك الكثير من المقومات الاقتصادية التي تحتاج فقط من يستغلها ويستثمرها، ومنها المقومات الزراعية، والمعدنية، فالجوف تحتاج من يزرعها، وتهامة تجود بالكثير من المنتجات الزراعية، ويمكن ان يتم انشاء مزارع للثروة الحيوانية تربى فيها الاغنام والابقار يوزع بعض منها على الفقراء والمساكين، ويستفاد من منتجاتها في اطعام الفقراء والمساكين، فبدلا ًماتقوم الهيئة العامة للزكاة بتوزيع سلال غذائية مستوردة من بر وقمح وزيت ورز وسكر وغيرها، نريدها ان توزع لهم منتجات زراعية يمنية، وان يلبس الفقراء والمساكين من الملابس اليمنية.

 

فإن أموال الزكاة لا يجب أن تستخدم فقط لسد احتياجات الفقراء الاستهلاكية مثل الطعام و الملبس، إنما يجب أن تستخدم في خلق أدوات للاستثمار لهؤلاء الفقراء حتى يستطيعوا بدورهم أن يمتلكوا أدوات الإنتاج التي تضمن لهم دخل ثابت و بالتالي سد احتياجاتهم بصفة مستمرة.

و ذلك يعني أن أموال الزكاة يجب أن يستفاد منها في أن تحول الفقير إلى عضو عامل و منتج في المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى