أحدث الأخبارالسعوديةشؤون امريكية

السعودية:زيارة بايدن للسعودية: قراءة في الأهداف وتوقعات النتائج

د. علي الطويل
العصر-ماهي اهداف الزيارة؟
1.تنتظر إسرائيل بفارغ الصبر لزيارة بايدن للسعودية، فالبرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لابيد هو رئيس حكومة لتصريف الأعمال ولايمكن لهذه الحكومة بحسب القوانين الاسرائيلي آن تتخذ قرارات مصيرية، الا ان إسرائيل تعول على هذه الزيارة، وتعتبرها فرصة تاريخية من الجانب العسكري والاستراتيجي، تعيد اليها ترتيب علاقاتها مع الولايات المتحدة بشكل جديد من جانب ، ومع الدول العربية المطبعة من جانب اخر، لتشكيل حلف عربي لمواجهة “ايران النووية”، وذلك لان إسرائيل تشعر انها تواجه خطرا وجوديا لم تواجهه من قبل، وهذا الخطر يأتي من محور المقاومة ، بلحاظ مجموعة من عوامل الاقتدار التي اظهرتها اطراف هذا المحور لذلك سعت بكل ثقلها لدفع بايدن للمبادرة بالزيارة.
2.ان التغيير المفاجئ في سياسة بايدن تجاه السعودي يشي بتغيير استراتيجية أمريكيا تجاه المنطقة بشكل عام، فامريكا التي اثقلت الحرب الاوكرانية كاهلها، نتيجة التكاليف الكبرى التي تدفعها لتغذية هذه الحرب، لاتستطيع تحمل تكاليف أخرى في حال نشوب نزاع او أزمة في المنطقة، وبالتالي فهي تريد ترتيب الوضع بالمنطقة بشكل يضمن أمن إسرائيل اولا، وتخفيف الأعباء عن ارسال جنود اضافيين للمنطقة، بل التخفيف من التواجد العسكري الأمريكي فيها للسبب ذاته
3.خلقت الأزمة الاوكرانية مخاوف جديدة لساسة البيت الأبيض حول استمرار تدفق الطاقة إلى أوربا وأمريكا ، فتعطيل تدفق الطاقة لأي سبب كان، سوف يرفع اسعار النفط إلى مستوى قياسي مما يفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل غير مسبوق ، الأمر الذي دفع بايدن لزيارة السعودية في مسعي لحثها على زيادة ضخ النفط إلى الأسواق لخفض الأسعار.
4.محاولة بايدن لحث دول المنطقة لمحاضرة روسيا اقتصاديا، لعل الأمر يضعفها عن الاستمرار في الحرب مع اوكرانيه، وبالتالي كسر الارادة الروسية في خلق عالم متعدد الاقطاب، وهو مايقلق أمريكا.
ماهي التوقعات حول نتائج زيارة بايدن؟
1.لقد روج الإعلام الاسرائيلي والاعلام الخليجي لهذه الزيارة، واعطاها ابعاد كبيرة وعقد عليها امال ضخمة في مواجهة محور المقاومة ، ولكن في الحقيقة، هناك رفض أردني ومصري معلن، وتردد سعودي لحد الان في الاشتراك في حلف ضد ايران.
2.ان دول المنطقة شعرت بضعف أمريكا عالميا، لذلك لاتريد الاندفاع في احلاف قد تكلفها الكثير مستقبلا، أو قد تسبب تهديد وجودها في قادم الأيام.
3.السياسة الحكيمة للجمهورية الإسلامية التي اتسمت بالهدوء والحزم في نفس الوقت ، فمن جهة طمئنة مخاوف الجيران وابدت المرونة والتعاطي مع مبدأ الحوار والتفاهم المستند إلى الواقعية ، والابتعاد عن التشكيك وسوء الضن الذي يثيره الصهاينة، ومن جهة أخرى حذرت ان اي ترتيبات أمنية قرب حدودها مع إسرائيل قد تهدد الأمن القومي الإيراني، الأمر الذي فهمته دول المنطقة بشكل جيد، وهو مايتوقع ان ينعكس على مواقفها من الحلف الجديد وأهداف.
4.لايمكن لدول المنطقة اتخاذ مواقف حادة تجاه روسيا، لاعتبارات العلاقة التاريخية مع هذه الدولة، إضافة إلى المخاوف التي تشعر بها في حال حصلت أزمة قمح عالمية ان لاتحصل على القمح الروسي المستمر والرخيص، باعتبار روسيا مخزن قمح كبير وقريب لهذه الدول.
وما هي النتيجة ؟



فجل ما سينتج عن هذه الزيارة هو التقارب السعودي الاسرائيلي والتطبيع مع ماتبقى من الدول التي لازال التطبيع غير معلن بشكل رسمي، رغم الزيارات المتبادلة واللقاءات على مستوى المسؤولين الحكوميين التي تسربت للإعلام. وخاصة مع السعوديين. هذا اولا
وثانيا. سوف يبتز بايدن السعودية ، كعادة كل الرؤساء الامريكيبن، عبر صفقات للاسلحة ، والحصول على مزيد من الأموال لغرض تمويل العجز الأمريكي المتفاقم.
وثالثا. إشراك دول المنطقة في ترتيبات منظومة الدفاع الجوي مع إسرائيل، وذلك لضمان تهدئة المخاوف الإسرائيلية من محور المقاومة، وهذه المنظومة في الأصل لم تكن عقبة على محور المقاومة في ضرب إسرائيل وبالتالي فلاقيمة للموضوع بالاساس.
ورابعا. ستخضع السعودية للضغط وسترفع سقف مبيعاتها النفطية، ولكن ذلك أيضا لايمكن أن يخفف الاعباء عن أوربا وأمريكا، لأن جل ماتستطيع السعودية هو مليون ونصف برميل وهذا لايسد النقص في الأسواق التي فقدت اكثر من عدة ملايين من البراميل الروسية لأسواق أمريكا واوربا.
13/7 /2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى