السعودية تئن من وجع إسرائيل في اليمن

بالتزامن مع اتهام اسرائيل لأيران بتدبير هجوم على إحدى سفنها في بحر العرب، زعمت السعودية تعرض احدى سفنها لهجوم مماثل في البحر الأحمر ، مع أن التحالف لم يعرض اي تفاصيل حول السفينة السعودية ولا مكان استهدافها بالتحديد باستثناء كشف الهدف منه باحتلال باب المندب، فما ابعاد توقيت تدبير السعودية هجوم افتراضي على سفينتها؟

خلافا لإسرائيل التي تخوض مع ايران معركة بحرية برزت مؤخرا باستهداف السفن وتجاوزت عملياتها العشرين، وفق تقارير دولية، وهي حرب ضروس في إطار المعركة الاقتصادية بين الدولتين، والتي تهدف من خلالها اسرائيل لمنع بيع ايران لنفطها ضمن خطط امريكية بدأت بالعقوبات على قطاع النفط، الذي تشكل ايران ابرز منتجيه في الخليج ، وقد تستمر خلال الفترة المقبلة نظرا لمخاوف اسرائيل والولايات المتحدة وحتى السعودية من تداعيات رفع العقوبات عن ايران وقطاعها النفطي الذي قد يدفعها إلى صدارة الدول الغنية بالنفط في المنطقة ، تئن السعودية من هجوم لم تحدد ملامحه ولم تكشف تفاصيله ما يشير إلى مساعي سعودية من خلال تدبير مثل هكذا هجمات لتحقيق اهداف اكبر من الهجوم.

بالنسبة لبيان التحالف الاخير بشأن مزاعم “احباط هجوم” على سفينة سعودية، كان واضحا بان السعودية التي تسعى للسيطرة على طرف الملاحة البحرية في البحر الأحمر وصولا إلى مضيق باب المندب الذي تطل عليه اليمن لها اغراض سياسية من ورائه، فهو من حيت التوقيت يتزامن مع حراك دولي للدفع بعملية السلام في اليمن وسط ضغوط دولية تتحدث عنها تقارير اعلامية على السعودية بشأن فشل حربها على اليمن الممتدة منذ 7 سنوات ما يشير إلى أن السعودية تحاول تدويل الملاحة البحرية قبالة السواحل الغربية لليمن بقياداته نظرا لمسارها الاخير في عقد تحالفات وانشاء كيانات تبقي اليمن معزولة عن المحيط العالمي بذريعة تهديد “الحوثيين” للملاحة الدولية وهذا قد يترتب عليه مخاطر خصوصا في ظل دفع السعودية الأمم المتحدة للمماطلة في صيانة خزان صافر الممتلئ بالنفط الخام والذي لم يتعرض للصيانة منذ سنوات.

اضف إلى ما سبق، تزامن حديث التحالف عن هجوم “باب المندب” مع افتتاح ميناء المخا الخاضع لسيطرة الفصائل الموالية للتحالف عند باب المندب رسميا، وهي خطوة تحاول السعودية من خلالها الالتفاف على الضغوط الدولية لتسهيل استيراد الوقود والغذاء إلى مناطق صنعاء وعبر ميناء الحديدة بتفعيل المخا المجاور على الاقل لسحب بساط الحديدة المتوقع ان تفشله بهجوم عسكري او تدبير عملية تخريبية .

عموما الأهم من مسار السعودية الأخيرة بشأن الملاحة الدولية وحمايتها هي عرض تحالف مع اسرائيل لاحتلال المناطق الساحلية التي تطل عليها اليمن من البحر الأحمر في الغرب وحتى بحر العرب في الشرق وهذه المنطقة الاستراتيجية هي اصلا ابرز اهداف الحرب على اليمن التي تقودها السعودية منذ 7 سنوات وتسعى من خلالها لإضعاف البلد اجتماعيا واقتصاديا وبما يمكنها من السيطرة على مقدراته النفطية والاستراتيجية لا سيما وأن محاولة السعودية تصوير بأنها في ذات الخطر الذي يواجه اسرائيل عند سواحل اليمن تزامن ايضا من لفت المملكة انظار العالم بتقارب مع تل ابيب عبر شروعها بإقامة فعاليات رياضية مشتركة على هامش اولمبياد طوكيو..