أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

السعودية في مهب الريح .. قريبا .؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسامة القاضي

انتهى زمن العصر الذهبي الذي مرت به السعودية متغطرسة تنفذ اجندة استكبارية بحذافيها دون رادع من ذمة ولا ضمير تمثلت في تدخلاتها المتتالية في سوريا ثم العراق بمد ومساندة ودعم الجماعات الارهابية وتمويلها وتسليحها ثم تدخلها الدموي المباشر في اليمن وتنفيذها ماتعجز الدول الاستكبارية عن تنفيذه في حرب النيابة ضد اليمن وشعبه، حتى جاء زمن افول نجمها البترودولاري الذي تستعد خلاله عوائل ضحايا هجمات 11 سبتمبر رفع دعوى ضد المملكة بعد دعوى سابقة، وفقا لقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المعروف باسم جاستا الذي اقره الكونغرس الامريكي بالاجماع في 2016.

ان مقولة “البنتاغون” ان “السعودية ركيزة مهمة للأمن الإقليمي وشريك رئيس” مقولة بالية اصبحت من التاريخ الاستحلابي الترامبوي عفا عليها الزمن.. وأكل عليها وشرب هذا ناهيك عن جدول مطالبات حقوقية متوقعة قد تثيرها دول الجوار السعودي في اية لحظة جراء عدوانها على شعوب المنطقة وبالخصوص على العراق وسوريا واليمن باعتقادنا ان الحل الامثل لابن سلمان للنجاة من تكالب الزمان عليه الاطاحة بالملك واستلام والامساك بقبضته زمام امور المملكة صحيح انه حل مؤقت لكنه اهون الشرور ولو الى حين.

نظام امني قابل للتشغيل.. على الورق

وحول إيقاف مبيعات ونقل السلاح للسعودية، أكد سيميلروث، أن هذا الإجراء الإداري روتيني ونموذجي في عملية الانتقال، ويوضح التزام الإدارة بالشفافية والحوكمة الرشيدة، فضلاً عن ضمان تلبية مبيعات الأسلحة الأميركية لأهدافنا الاستراتيجية المتمثلة في بناء نظام أمني قوي لشركائنا، قابل للتشغيل وأكثر قدرة في مواجهة المخاطر”… هكذا.

مجريات الاحداث الاخيرة التي ارتسمت في هروب الولايات المتحدة من افغانستان بعد عقدين من الزمن دون تحقيق اي نتائج ملموسة على الارض في تحقيق وعودها واجندتها التي جاءت من اجلها الى هذا البلد، يشير الى تغير واضح وجذري في المزاعم الاميركية الاستراتيجية التي رسمتها للمنطقة.

ومن ذلك ما تحدثت عنه وسائل إعلام أمريكية مؤخراً عن انسحاب القوات الامريكية من المملكة السعودية (البالغ تعدادها بحسب آخر الإحصائيات قرابة 70 ألف ضابط وجندي أمريكي متواجدون في السعودية) حيث كشفت صحيفة “وول استريت جورنال” الأمريكية في تقرير لهاعن تصاعد قلق واشنطن من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تشنها قوات صنعاء على منشآت وأهداف عسكرية داخل العمق السعودي وخشيتها من تداعيات هذه الهجمات على قواتها المتواجدة في المملكة السعودية.

الامر الذي يذكرنا وبقوة بتداعيات التواجد الاميركي في افغانستان الذي انتهى بهرب القوات الاميركية المحتلة في ليلة ظلماء دون اي التفاتة من قبلها الى الوراء.

اميركا تُجلي وحدات عسكرية منها “باتريوت” ترامب

ما يعزز رؤيتنا هذه تأكيد الصحيفة بدء ترتيبات وتحركات أمريكية لإجلاء وحدات عسكرية سبق إرسالها إلى المملكة السعودية خلال فترة إدارة “ترامب” بناء على اتفاق مع الملك السعودي سلمان للمشاركة في مهام تأمين المملكة ومنشآتها النفطية، مقابل مليارات الدولارات التي سعى “ترامب” لابتزازها من ما باتت تعرف في العالم اجمع بـ”البقرة الحلوب” للولايات المتحدة في حديقتها الخلفية بالشرق الاوسط، رغم اهاناته المتعجرفة المتوالية التي كان يكيلها للسعودية وسخريته من الملك وابن سلمان بعينه، غير ان ادارة بايدن وضعت النقاط على الحروف معبرة خلاف سابقه ترامب عن توجه ونية سحب وحداتها المنتشرة في السعودية وأنها لن تقدم لها خدمات الحماية مقابل النفط مجددا.

الامر الجديد هو التحرك السياسي والدبلوماسي الأمريكي الأخير في المنطقة الخليجية الذي جاء بعد أسبوع على انتهاء هروب الولايات المتحدة من أفغانستان تمثل بإرجاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن زيارته إلى السعودية، بخلاف زيارته لبقية الدول الخليجية التي وقفت الى جانب الولايات المتحدة في استقبال الافغان الهاربين من بلدهم الى الولايات المتحدة والسعودية في مهب الريح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى