أحدث الأخبارالسعوديةشؤون امريكية

السعودية: ما وراء زيارة بايدن المرتقبة للرياض …!

تقرير خاص- نقل/عبدالله الذارحي؛

العصر-خلال الساعات القادمة سيصل الرئيس الأمريكي بايدن في رحلة للمنطقة أولا لإسرائيل، وينتقل للسعودية حاملا أجندة تخدم السياسة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية التي تتشبث بها لاستمرار نفوذها وهيمنتها على العالم .. ذلك لأن الولايات المتحدة ودول الغرب أصحاب مزاج استعماري بغيض وتفاخر بأذية الشعوب واذلالها مهما تواروا خلف حضارة مزيفة تتحرك تروسها على النهب والسلب، وديمقراطية كاذبة لم يعد من بريق لها في التضليل والخداع، لتمرير اجندات استعمارية خبيثة.
وتأتي زيارة بايدن المرتقبة خلال اليومين القادمين بعد أربعة أشهر من إطلاق سلسلة من العقوبات القاسية ضد روسيا، التي إرتدت وبالها القاصم على أمريكا وحلفائها الغرب والعالم، حيث وصل التضخم في الاقتصاد الأمريكي إلى 8.6 في المائة، وفي أوروبا إلى 9.1 في المائة.. وأن الاقتصاد الأمريكي يعاني من حالة ركود شديد. ويرى خبراء اقتصاد اقتراب دخوله “دوامة هبوط”. كما أن حالة الشعب الأمريكي ساءت بسبب تردي الأوضاع المعيشية نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، والمواد الغذائية التي قد تصل بالأمور إلى ما هو أسوأ ينذر بكوارث قادمة، بدأت مؤشراتها في استياء الشارع الأوروبي وخروج المظاهرات، وقطع الشوارع. وسقوط حكومات كما حدث في بريطانيا، وهناك حراك شعبي في دول كثيرة.

زيارة بايدن المرتقبة للرياض ما كانت لتكون لولا انعكاسات سياسة العقوبات على صانعي القرار، في حين كان تأثيرها المحدود على روسيا، وهو مالم تتوقعه الدوائر الغربية. كل هذه المستجدات وغيرها دفعت بالرئيس الأمريكي للانقلاب على مزاعمه الانتخابية في وصف السعودية ب “الدولةً المنبوذة”، فإذا به يقصدها آتيا إليها للتصالح يوم الجمعة القادم قادما من تل أبيب، هادفا بذلك إلى تخفيف حرج التطبيع، والدفع بمملكة آل سعود نحو الانخراط مع كيان العدو الصهيوني في علاقات علنية.
العجوز الأمريكي المترنح تحت وطأة تراجع شعبيته وفقا لاستطلاعات الرأي والمأزوم في أكثر من ملف يسعى من زيارته للرياض تحقيق أكثر من هدف منها: 1) اقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط والغاز بكميات هائلة تغطي السوق الأوروبية، وإقناع السعودية بخرق اتفاق ” أوبك بلاس”. الهدف الرئيس من ذلك هو قطع الصلات الاقتصادية بين روسيا ودول أوروبا التي تعتمد على إمدادات الوقود من روسيا، فضلا عن المواد الغذائية، وهو بذلك يريد استجداء السعودية في تلبية طلبه بهدف ضرب الاقتصاد الروسي، وإخراجه من السوق الأوروبية مع نهاية هذا العام.. ليعود ببشارات الانتصار الذي منحته السعودية واخواتها هذه الفرصة في توجيه حروبه الشاملة على روسيا والصين وحلفائهما وغيرهم، وتدمير مشروع الحزام والطريق ومجموعة بريكس الناشئة.
2) أن تستجيب السعودية لاغراقها بمشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن هنا تكون واشنطن قد وجهت للسعودية طعنة لن تتعافى منها مطلقا.


3) استكمال رسم مشروع انشاء ناتو شرق أوسطي بقيادة إسرائيل، وتوجيه اجندته ضد إيران ودول المنطقة لإبقاء المنطقة مشتعلة بالحروب.
4) تشجيع مسار التطبيع مع السعودية ودول أخرى، وهو ما يراود الصهاينة بفتح سوق مشتركة مع السعودية، وضخ المزيد من النفط السعودي.
5) الإعلان عن فتح السفارة الأمريكية في القدس.. مقابل ذر الرماد ب 100 مليون دولار لصالح مشافي القدس الشرقية. 5) فك القيود عن حضر الاسلحة للسعودية، وهذا يعني استمرار العدوان على اليمن طالما تغذيها وتشجعها امريكا في استمرار عدوانها على الشعب اليمني.. ولعل الهدنة تأتي في سياق ترتيب هذه الأهداف في حصيلة استثمار الوقت لصالح المخططات الأمريكية، وليس كما تزعم وتروج له الإدارة الأمريكية الحالية أنها مع هدنة اليمن لإحلال السلام، لا حبا في اليمن، وإنما طمعا في تدفق النفط السعودي دون أي تهديد للدول الأوروبية.. وبهذا يكون بايدن قد وصل إلى أهدافه الاستراتيجية.. فهل السعودية ستلبي لبايدن طلباته؟

السعودية أمام خيارين هما: الأول، أن تبقى تحت العباءة الأمريكية في حالة ارتهان دائم لطالما استجابت لتلبية طلبات بايدن وأهدافه الاستراتيجية وهذا يعني استزاف ثرواتها من النفط والغاز وبالأسعار المخفضة التي ستفرضها الإدارة الأمريكية، مقابل طرح لها ضمانات أمنية من تهديدات إيران .. مع أن هذا الجانب لا يخيف السعودية التي بدأت خطوات ترميم علاقتها مع إيران .. الخيار الثاني، أن تقرر السعودية توجها جديدا قائما على سياسة التوازنات، وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف الدولية في علاقتها مع الجميع بما يخدم المصالح المتبادلة غير القابل للابتزاز، وهذا يعني أن يعود بايدن خالي الوفاق، فهل ستفعلها السعودية ولو لمرة واحدة في تاريخها..! الكرة في ملعب السعودية في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة التي تتوفر فيها للسعودية الفرصة الذهبية في هذه الزيارة لاتخاذ قرارها..؛

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى