أحدث الأخباراليمن

السعودية وجنوب اليمن…احتلال وطمع واستهتار

مجلة تحليلات العصر الدولية

الى عدن وصل المحافظ الجديد، “احمد حامد لملس”، بعد أدائه الدستوري في السعودية أمام ما يسمى بالحكومة الشرعية. وقال لملس لدى وصوله أنه لن يسمح بالعبث بعدن وتكرار ما تعرضت له من تدميرٍ بسبب الصراعات السياسية. يأتي ذلك في وقتٍ قال فيه وكيل محافظة المهرة السابق، “علي سالم الحريزي”، أن الرياض تسعى لإلغاء كل وجود للشرعية في اليمن وتعمل على أن تكون هي البديلة، وأوضح الحريزي أن القوات السعودية تتوسع في المهرة وتحتل مواقع تعين فيها موظفين سعوديين. كما تعرضت السعودية لانتقاد لاذع من “المجلس الانتقالي الجنوبي”، المدعوم من الامارات، والذي قال قادة فيه ان إدارة اتفاق الرياض عقيمة وان السفير السعودي الذي يتولى هذا الملف مستهتر.

“طامعة، محتلة، مستهترة” هي أوصاف وصفة بها السعودية في محافظات الجنوب من قبل مواطنين عاديين وناشطين وحتى قادة في تشكيلات سياسية. فما الذي دفعهم لقول ما قالوه، بالرغم أن الرياض تقود تحالفاً طالما لهج بالقول انه جاء لنصرة اليمنيين في شمال البلاد وجنوبها. ففي “محافظة المهرة” جنوب شرقي اليمن، اقتحمت مدرعات سعودية مدعومة بمروحيات منفذ “شحن” حدودي مع “سلطنة عمان”، فالرواية الرسمية السعودية حتى الآن جاءت من قبل قائد قواتها في المنطقة بأن ما حدث كان بأوامر عليا. الا أن مصادرنا الميدانية قالت إن القوات السعودية حاولت ادخال أجهزة تجسس خاصة بها عبر المنفذ، بهدف تركيبها في المنافذ البرية والبحرية و”مطار الغيظة”، وعلى امتداد المسار الافتراضي لمشروع انبوب النفط السعودي الذي تخطط لتمريره عبر المهرة، وفي المناطق الحيوية والاستراتيجية داخل المحافظة، وهو ما قوبل بالرفض من قبل إدارة المنفذ وأهالي شحن ومعهم أحراراً لحراك الشعبي المهري وخصوصا في ظل استقدام السلطات السعودية عناصر أجنبية للقيام بمهمة تركيب هذه الأجهزة التي تتبع القوات السعودية. ووفق مراقبين ان استهجان أبناء المهرة واستغرابهم تصرفات السعودية يبدوان منطقيين بالنظر لخلو المحافظة من أي وجود للحوثيين أو حتى خطوط تماس معهم وتعزز مقولة أن الرياض تريد السيطرة على المهرة لتكون واجهتها المقبلة على “بحر العرب”. ومن هنا تثبتت السعودية مساعيها لإلغاء أي وجود “للشرعية” في المهرة.

اما عن الدور السعودي السياسي في باقي المحافظات الجنوبية يظهره انتقاد “احمد سعيد بن بريك”، رئيس الجمعية الوطنية فيما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قال في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، يوم الأربعاء الماضي، إن من أوكلت له قيادة السعودية إدارة ملف مفاوضات الرياض سفيرها لدى اليمن “محمد بن جابر” “تعامل باستهتار شديد مع الملف والقضية الجنوبية، حتى أنه قام بإجازة صيفية في التوقيت الذي كان وفد الانتقالي يستعد لاستئناف المشاورات بعد إجازة “عيد الأضحى”، وتزامنا مع مغادرة الرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف “نحن نعبر بشكل راقي حتى الآن عن موقفنا ورفضنا لهذا التعامل من جانب القائم على الملف، ومع هذا لدينا خيارات عديدة وكثيرة جداً”.

وأشار ابن بريك إلى أن الانتقالي تراجع عن الإدارة الذاتية إرضاء لدول التحالف، موضحاً أنه “بعد ما لمسناه من استهتار وتعمد من جانب المشرفين على “اتفاق الرياض” قررنا تجميد مشاركتنا لأننا شعب يحترم قراره ولا نستطيع تحمل تلك المعاناة إلى مالا نهاية”. وتابع “الجنوبيين والمجلس لديهم العديد من الأوراق التي يستطيعون أن يؤلموا بها الجهات المعنية، لكنهم يؤخرونها إلى الوقت المناسب، وأنبه من انفجار الشعب الجنوبي والذي سيعكس آثاراً سلبية”. ولم يستبعد ابن بريك “تشكيل حكومة تسيير أعمال من طرف واحد من المجلس الانتقالي وشرفاء الجنوب، إن لم تكن هناك ردود مقنعة من جانب رعاة الاتفاق حول أسباب الاستهتار من القائم على الملف والمفوض من قبل قادة المملكة العربية السعودية”. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، أعلن مساء الثلاثاء تعليق مشاركته في المشاورات الجارية مع حكومة عبدربه منصور هادي بشأن تنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض وتشكيل حكومة ائتلافية.

المصدر: فيصل التويجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى