أحدث الأخبارالخليج الفارسية

السعودية وخدعة وقف اطلاق النار الكبرى

مجلة تحليلات العصر

محمد السواح

أعلن تحالف العدوان السعودي وقف إطلاق النار من جانب واحد في 9 أبريل، مدعياً أنه سيوقف هجماته على اليمن بسبب تفشي فيروس كورونا في هذا البلد، وأن وقف إطلاق النار هذا سيستمر مدة أسبوعين. يمكن تمديده إذا تم الترحيب به.

على الرغم من مزاعم تحالف العدوان بقيادة السعودية إلا أن الهجمات لم تتوقف لأكثر من أسبوع فحسب، بل استهدف التحالف مواقع الجيش اليمني براً وجواً بشكل متكرر أيضاً، في حين لم يبق المدنيون كما في السابق في مأمن من هجوم القوات السعودية المعتدية.

عدم التزام السعوديين بوقف إطلاق النار المعلن من جانبهم

أعلن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي بقيادة السعودية ، في 8 ابريل رسميا وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن، قائلا إن وقف إطلاق النار سيستمر أسبوعين ويمكن تمديده. رغم ذلك، تشير التقارير الميدانية من اليمن إلى أن التحالف لم يلتزم بوقف إطلاق النار وينفذ هجمات جوية ومدفعية يومية على أجزاء مختلفة من اليمن.

وفي هذا الصدد، أعلن العميد يحيى سريع المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية ، الأحد أن التحالف السعودي يواصل مهاجمة مواقع القوات اليمنية.

وأعلن في صفحته على تويتر عن تنفيذ التحالف السعودي 30 غارة جوية خلال الـ 24 ساعة الماضية في محافظتي مأرب والجوف التي حررها الجيش اليمني مؤخراً.

كما أفادت قناة المسيرة اليمنية ، مساء الأحد ، نقلاً عن مصدر عسكري ، أن تحالف العدوان قد انتهك وقف إطلاق النار 68 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية في جبهة الحديدة (غرب اليمن).

وفي السياق ذاته ، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية ، يوم الإثنين ، إن المقاتلات السعودية استهدفت ، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، بلدتي الخب والشعف في محافظة الجوف 10 مرات ، والمجزر 17 مرة ، والصاروح في محافظة مارب ثلاث مرات.

وأضاف العميد يحيى سريع: “استشهد خلال هذه الهجمات طفل وفتاة وامرأة عجوز وأصيب رجل لآخر”.

ووفقاً لهذا التقرير، تم تسجيل 26 انتهاكاً لوقف إطلاق النار خلال هذه الفترة، عبر الهجمات المدفعية و 41 حالة عبر إطلاق نار في مناطق مختلفة.

وفي هذا السياق، علقت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية على وقف اطلاق النار المزعوم وقدمت وثيقة دعت فيها المملكة العربية السعودية إلى إنهاء حصارها البحري والبري والجوي المستمر منذ سنوات لليمن وتعويض الأضرار التي سببتها الحرب على هذا البلد. ودفع رواتب وتكلفة السنوات العشر لحكومة الانقاذ الوطني اليمنية والاعتراف بأنصار الله كحكومة شرعية في اليمن.

أسباب عدم التزام التحالف السعودي بوقف إطلاق النار

قال علي العماد ، عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، في تصريح له ان السعودية لا تزال تلعب بورقة الهدنة، ويتضح لنا من خلال معطيات استخباراتية ومما نلحظه في الميدان أن مسار الهدنة المقصود منه أخذ فرص، فإطلاق المبادرات والهدن يهدف للمباغتة والغدر عسكريًا.

وقال العماد في تصريح لموقع “العهد” الاخباري، “خلال الهدنة المزعومة استحدثت السعودية أربع جبهات تتمثل في الجبهة الرئيسة في مأرب والجوف، وجبهة تعز، وحضّرت لجبهة في محور محافظة البيضاء، وهي تحضر حاليًا لجبهة جديدة في منطقة مكيراس بالبيضاء”.

و يشير العماد الى أنه “في الآونة الأخيرة وبعد الانتصارات التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية بنهم والجوف، اتجه الجيش واللجان لتحرير محافظة مأرب. على إثر هذه التحركات حشدت قوى العدوان وسائلها الاعلامية، ودفعت بمختلف دبلوماسييها ووسطائها وصحفيين واعلاميين للتوسط لايقاف تصعيد الجيش اليمني”.

ويؤكد العماد أن “الوساطات وصلت إلى جميع أعضاء المكتب السياسي لأنصار الله وبشكل غير مسبوق، وتحرك المبعوث الأممي بنفسه إلى مأرب وصنعاء والرياض، وقد التقى المبعوث الأممي بالسيد عبد الملك الحوثي بشأن المحافظة”.

لذلك ، يبدو أنه على الرغم من ادعاءات السعوديين والموجة الإعلامية الواسعة النطاق التي أطلقوها فيما يتعلق بإقرار وقف إطلاق النار من جانب واحد ، فإن أنصار الله كانت تدرك منذ البداية أن هذا العمل هو عمل استعراضي.

في غضون ذلك ، لم تلتزم المملكة العربية السعودية بخطة وقف إطلاق النار من جانب واحد فحسب ، بل نظراً لانتشار فيروس كورونا قامت أيضًا بشراء أسلحة عسكرية جديدة لاستخدامها في الحرب اليمنية.

وفي هذا السياق، عبرت الخارجية اليمنية في بيان لها، عن الأسف لقرارات استئناف بعض الدول بيع وتصدير الأسلحة لدول العدوان بقيادة السعودية والإمارات بعد إيقافها بسبب الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان التي ارتكبتها في اليمن. والتي جاءت بحجة مواجهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها تلك الدول جراء تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي أظهر زيف دعوات تلك البلدان للسلام ووقف الحرب على اليمن.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة المؤسفة جاءت من جانب دول تربطها باليمن علاقات تاريخية، ولها مواقف متوازنة إزاء العدوان المفروض على اليمن للعام السادس على التوالي.

ودعت الوزارة تلك الدول إلى إعادة النظر في هذه القرارات التي تتعارض مع القيم والأعراف والمواثيق الدولية، والجهود التي تبذل لإحلال السلام باليمن، فضلاً عن أنها ستلقي بظلالها السلبية على مصالح تلك الدول وعلى العلاقات التي تربطها باليمن وشعبه، ناهيك عن أنها ستعرضها للمساءلة بوصفها شريكاً في قتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته.

ودعت الوزارة تلك الدول إلى إعادة النظر في هذه القرارات التي تتعارض مع القيم والأعراف والمواثيق الدولية، والجهود التي تبذل لإحلال السلام باليمن، فضلاً عن أنها ستلقي بظلالها السلبية على مصالح تلك الدول وعلى العلاقات التي تربطها باليمن وشعبه، ناهيك عن أنها ستعرضها للمساءلة بوصفها شريكاً في قتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته.

وأكدت أن مواجهة الظروف الاقتصادية جراء انتشار فيروس كورونا لا يكون من خلال بيع الأسلحة للدول التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق اليمن أرضاً وإنساناً ولكن من خلال توحيد جهود المجتمع الدولي بغية إيقاف الحروب في العالم والتعاون من أجل احتواء الوباء.

كما دعت وزارة الخارجية البرلمانات والمنظمات الحقوقية والناشطين في تلك البلدان إلى التحرك والضغط على حكوماتها للعدول عن استئناف بيع الأسلحة لدول العدوان.

لذلك نظرا لعدم التزام السعوديين بوقف إطلاق النار ، الذي أعلنوه من جانب واحد ، وبالنظر إلى سجل التحالف السعودي في تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة ، يبدو أن الطريقة الوحيدة لوقف هجمات التحالف بقيادة السعودية وإجبارها على الانسحاب الكامل من اليمن هو الرد العسكري الواسعة من قبل صنعاء فقط.

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى