أحدث الأخبارالخليج الفارسية

السعودية وخسارة كل الأوراق العسكرية

مجلة تحليلات العصر

بقلم: عيسى محمد المساوى / اليمن

أكثر من 57 هجوما مسنودا بـ500 غارة  جوية تركزت أغلبها في جبهتي مأرب والجوف دون أن تسفر هذه الاستماتة العسكرية عن إحراز أي تقدم عسكري على الاطلاق، بل الأسوء من ذلك أن هذه الاستماتة لم تفلح حتى في وقف هزائم التحالف وخسائره المتصاعدة على مدار الوقت كان آخرها سقوط معسكر اللبنات، الأمر الذي يجعل الانهيار المدوي لتحالف العدوان بقيادة السعودية مسألة وقت لا أكثر، وعند أن تحين هذه اللحظة التي باتت وشيكة سستبدأ مرحلة بالغة الأهمية وأخطر بكثير من كل ما مضى.
هنا يبرز تساؤل ملح مفاده: هل يمكن القول أن السعودية ومعها تحالف العدوان وصلت الى مرحلة العجز العسكري؟ وكيف يبدو المستقبل في ظل هذا المعطى الجديد؟
بالاستناد الى معطيات الواقع يمكن القول أن العجز العسكري السعودي تعود بداياته الى المعادلة العسكرية الجديدة التي فرضتها صنعاء عقب العملية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في 14 سبتمبر الماضي واستهدفت منشآت أرامكو “أبقيق-خريص” وما خلفته من تداعيات إقتصادية وعسكرية فاقت قدرة العدو على التحمل، وخلال نفس الشهر حدثت العملية البرية النوعية المعروفة بإسم “نصر من الله” وما حققته من حصيلة عسكرية أجهزت على ما تبقى من معنويات العدو العسكرية.
منذ هذا التاريخ والسعودية في سقوط عسكري لا أظنه يتوقف إلا بسقوط نظام المملكة العجوز، فمع بداية العام 2020م وخلال شهر ونصف نفذ الجيش واللجان الشعبية عمليتان نوعيتان هما “البنيان المرصوص + فأمكن منهم” اسفرتا عن تحرير أكثر من 40 ألف كم في نهم واجزاء من مأرب ومحافظة الجوف بالكامل، وفي الأثناء عاودت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ضرب العمق السعودي في احدث عملية نوعية استهدفت منشآت أرامكو في ينبع لتقول صنعاء لقيادة تحالف العدوان أن المعركة البرية وكذلك أبعد نقطة في العمق السعودي باتت تحت رحمة الجيش واللجان الشعبية، فهذا التطور المستدام في القدرات العسكرية لصنعاء يرسم خارطة عسكرية جديدة تضع السعودية على حافة الهاوية ولولا المرتزقة اليمنيين لكانت الرياض قد سقطت منذ وقت مبكر.
المقولة التي يجري تداولها في الوقت الراهن من أن الرياض تبحث عن تهدئة ومبادرات لوقف اطلاق النار بهدف استثمار الوقت لاعادة ترتيب اوراقها مقولة عارية عن الصحة ولا اساس لها في الواقع الميداني الذي يشهد انحسار رهيب لما تبقى من قوة الرياض التي باتت عاجزة بكل ما للكلمة من معنى عن احداث اي تغيير في المشهد العسكري الراهن.
إن 57 عملية هجومية خططت لها الرياض مسنودة بـ 500 غارة جوية خلال اسبوعين قد فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي تقدم عسكري، ومن يفشل هذا الفشل الذريع لن يسعفه مئات العمليات الهجومية وآلاف الغارات الجوية وكل الوقت لاحداث اي تقدم في مسار العملية العسكرية، فالمشكلة ليست في الوقت ولا في القوة العسكرية بل في الهزيمة التي باتت تدب في كل ذرة من الكيان العسكري لتحالف العدوان من أكبر قائد عسكري الى أصغر مقاتل، وبالتالي فتمديد وقف اطلاق النار المزعوم لن يجدي نفعا لان الرياض أحرقت كل أوراقها العسكرية وغير العسكرية وتدرك حجم الورطة الحقيقية التي لا مناص منها لكن كما يقول المثل “الغريق يتعلق بقشة”، فالرياض المستمية على ما تبقى من مأرب تدرك اكثر من غيرها أن عودة مأرب الى حضن الوطن سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير السعودي، ولن تكون قشة بل توسونامي سيغير ملامح المملكة العربية السعودية التي تعيش اليوم أسوء اللحظات في تاريخها.

* نشر في جريدة المراسل 26 ابريل 2020م

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى