أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

السعوديّة تدعي حرصها على وحدة الصف الخليجيّ.. الأهداف والغايات؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / الوقت

في ظل التحضيرات للمصالحة الخليجيّة بعد تراجع السعودية عن مواقفها حول قرار المقاطعة العربيّ أو ما تسميه قطر “الحصار” عقب 3 سنوات، زعمت السعودية الثلاثاء الماضي، أنّها داعمة لوحدة الصف الخليجيّ، وأنّها ماضية بثقلها ومكانتها الإقليميّة والدوليّة المهزوزة في حماية وتحصين وحدة دول مجلس التعاون الخليجيّ كافة، حيث صعدت الرياض من جهودها مؤخراً لحل أزمتها المستمرة مع الدوحة، بالتزامن مع خسارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة، والذي كان يعرف بمدى تقاربه مع آل سعود.

وحدة الصف!

تعمدت وكالة الأنباء السعودية الرسميّة، عدم ذكر الجهة التي أصدرت البيان الذي ادعى أنّ السعودية تحرص على وحدة الصف الخليجيّ وأنّها ملتزمة بواجبها من منطلق رابط الأخوة والدين والمصير المشترك، في توحيد جهود مجلس التعاون الخليجيّ الذي يضم السعودية وقطر والإمارات، والبحرين وسلطنة عمان والكويت، بالتزامن مع المساعٍ الحثيثة لإنهاء الأزمة الخليجية وإبرام مصالحة مع قطر بوساطة أمريكية، وبعد أيام من إعلان الكويت استضافة السعودية القمة الخليجيّة في 5 يناير/ كانون الثاني المقبل.

وتشعر السعودية أنّ زمن نفوذها قد ولّى إلى غير رجعة بسبب أخطاء قياداتها الكارثيّة، حيث أصبح من المستحيل التقريب بين الدول الخليجيّة بسبب عمق المشكلات وتوازي الإيديولوجيّات والمناهج السياسيّة، وبغض النظر عن الخلافات الكثيرة بين السعوديّة والإمارات، يتركز الخلاف بين مملكة آل سعود و مملكة آل ثاني حول التنافس على النفوذ الإقليميّ، وقد ازداد توتر العلاقات بين البلدين في بداية”الربيع العربيّ” الذي خلق استماتة عند تلك الدول لإيجاد موطئ قدم لنشر نفوذها في العالم العربيّ، وبين هذا وذاك كانت أمريكا الحليف المشترك للدولتين معاً، و نأت بنفسها في الظاهر عن هذا الصراع للحفاظ على مصالحها، فيما تسعى واشنطن اليوم لردم الهوة ولو قليلاً بين تلك العواصم لتحقيق مآربها في المنطقة والضغط على طهران.

لذلك تمضي السعودية بثقلها ومكانتها الإقليميّة المفقودة والدوليّة المحدودة مستشعرة دورها الوهميّ في حماية وتحصين وحدة دول مجلس التعاون الخليجيّ المنقسمة على ذاتها، وقد أشار تقرير في صحيفة الشرق الأوسط، في وقت سابق نقلاً عن مستشار للسعودية والإمارات، إلى أنّ هذا التقارب الظاهريّ سيكون بمثابة هدية لبايدن، وأضاف أنّ محمد بن سلمان يشعر وكأنه في “مرمى النيران” بعد هزيمة ترامب في الانتخابات ويريد صفقة مع قطر ليظهر أنّه مستعد وجاهز لتقديم الطاعة.

وقد أثارت التصريحات السعودية سخرية الشارع الخليجيّ، حيث أوضحت الرياض أنّ غاياتها من وحدة الموقف في المقام الأول حماية الأمن الخليجيّ، وجعله سداً منيعاً أمام أي محاولات للنيل منه، وحفاظاً على مكتسباته وإنجازات مسيرته التكاملية، والدفع قدماً بالجهد المشترك، بعد حصار فرضته مع الإمارات ومصر والبحرين على قطر الإخوانيّة الغنية بالغاز منذ يونيو/ حزيران 2017، واعتُبرت التصريحات السعوديّة أنّها منافيّة للعقل والمنطق وتستخف بمواطني الدول الخليجيّة.

تنفيذ للآوامر

يبدو أنّ الرياض تنفذ التعليمات الأمريكيّة أكثر مما تريد واشنطن حتى، فكلنا نتذكر تصريحات مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ، روبرت أوبراين، الذي قال: “آمل أن أرى الخطوط الجويّة القطريّة قادرة على التحليق فوق الدول العربيّة المقاطعة في الـ70 يوما المقبلة أي قبل نهاية فترة ترامب الرئاسيّة، حيث تسعى واشنطن بكل ما أوتيت من قوة، لحل الأزمة الخليجيّة ليس كُرمى عيون الخليجيين بل لتأطير العلاقة بين طهران والدولة الأولى في العالم من حيث نصيب الفرد والتي تستخدم المجال الجويّ الإيرانيّ في رحلاتها من وإلى قطر.

لكن المصالحة وإن تمت لن تصلح الندوب التي أفرزتها الأزمة بين قطر والسعوديّة بالتحديد، خاصة وأنّ وزير الدولة القطريّ لشؤون الدفاع، خالد العطية، أشار قبل أشهر إلى أنّ ما أسماها “دول الحصار” بقيادة الرياض التي تدعي حرصها على الوحدة الخليجيّة، كانت تخطط لغزو قطر عسكريّاً على مرحلتين، الأولى تتمثل بالحصار من خلال الضغط على الشارع القطريّ ومن ثم الغزو العسكريّ.

وإذا تابعنا وسائل الإعلام الخليجيّة وبالذات الإماراتيّة والسعوديّة والقطريّة، ندرك حقيقة أنّه لا يمكن لأيّ وساطة في العالم أن تخلق نقاط التقاء هامة بين تلك الدول، ويبدو هذا واضحاً من خلال البرامج والتغطيات الإخباريّة و الوثائقيّة والتحليليّة التي تبث على (سكاي نيوز- الإماراتيّة) و (العربيّة – السعوديّة) و(الجزيرة – القطريّة).

ومن الجدير بالذكر أنّ القمة الخليجيّة المقبلة ستشهد توقيعاً مبدئيّاً على وثيقة لإرساء أسس جديدة لمصالحة قطريّة مع دول المقاطعة الأربع، أو مع السعودية بمفردها كخطوة أولى، في ظل الغموض النسبيّ في موقف دول المقاطعة الأخرى، الإمارات والبحرين ومصر، خاصة أبوظبي التي ترى أنّ قطار المصالحة الخليجية لن يتحرك مليمتراً واحداً بدون علمها وموافقتها ومباركتها.

يشار إلى أنّ وزير الخارجية الكويتيّ أعلن في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن مساع حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجيّ، بما يضمن وحدة مجلس التعاون الخليجيّ، من دون أي تفاصيل عن اتفاق بين قطر والسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى