أحدث الأخبارشؤون آسيوية

السفير الإسرائيليّ عويد عيران: على الأردن ومصر وإسرائيل إقامة حلفٍ لتوثيق التعاون لمُواجهة التحديّات والاستعداد لما بعد انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط… تجديد العلاقة مع سوريّة لا يصُبّ بمصلحة الكيان

مجلة تحليلات العصر الدولية - صحيفة الاحداث

زهير أندراوس:

قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، إن مجموعة من التطورّات التي حدثت في المملكة الأردنيّة الهاشميّة والمنطقة تُثير العديد من الأسئلة حول استقرار نظام الحكم الملكيّ في عمّان، كما أنّها تُقلِق كيان الاحتلال الإسرائيليّ كثيرًا.
ورأى السفير الإسرائيليّ الأسبق، د. عوديد عيران، وهو رئيس المركز، رأى أنّ ضعف استقرار نظام الحكم في الأردن نابعٌ فيما هو نابعٌ من التأثير المُحتمل للأزمة الاقتصاديّة التي تعصف بالمملكة، وعلى نحوٍ خاصٍّ لدى القبائل والحمائل، التي تُعتبر مركز ثقل دعم النظام الملكيّ، لافتًا إلى أنّه من المحتمل جدًا أنْ تُعلِن القبائل التي تدعم الملك بشكلٍ تقليديٍّ عن رفضها للخطّة الاقتصاديّة، بالإضافة إلى رفضها الخطّة الملكيّة لتغيير التمثيل في البرلمان، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، شدّدّ الباحِث الإسرائيليّ على وجود فئاتٍ عديدةٍ في الأردن والتي أعلنت تحدّيها للمؤسسة الملكيّة، أمّا على الصعيد الخارجيّ، فتخشى إسرائيل جدًا من التحوّل في السياسة الأردنيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ التقارب بين سوريّة والمملكة الهاشميّة الذي تمّ التوصّل إليه مؤخرًا، كما قال السفير الأسبق، الذي أعّد الدراسة.
السفير شدّدّ في سياق تحليله على أنّ استقرار النظام الملكيّ الحاكِم في الأردن هو بمثابة الغلاف الخارجيّ لما أسماه الأمن القوميّ الإسرائيليّ، وبالتالي، أضاف، فإنّ لكلّ تغييرٍ في السياسة الأردنيّة الدفاعيّة والسياسيّة، أوْ عدم استقرار النظام بالأردن سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ وتداعيات وتبعات أكبر على المعادلة الإستراتيجيّة لكيان الاحتلال الإسرائيليّ، كما أكّد.
ونبّه السفير الإسرائيليّ الأسبق صُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ من أنّ ما يحدث في هذه الفترة بالذات في الأردن يجبْ أنْ يُقلقهم كثيرًا، ولكن حذّر من الدخول في حالةٍ من الهستيريا بسبب ذلك، مُشيرًا إلى أنّ ما يمُرّ به الأردن الآن من شأنه أنْ يؤثّر سلبًا على العلاقات بين عمّان والكيان، وحتى على العلاقات اليوميّة بينهما، كما أنّ التغيّرات في المملكة ستُلقي بظلالها السبيّة على العلاقات بين الدولتيْن على المُستوى الطويل الأمد، كما قال.
وأوضح أنّ المفاوضات الثنائيّة بين البلديْن، والتي تجدّدّت بعد تشكيل الحكومة الإسرائيليّة الجديدة بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد يجِب أنْ تستمّر ويتعيّن على إسرائيل العمل من أجل تحسينها وتطويرها، وذلك بهدف تمهيد الطريق لمناقشة جميع القضايا والمسائل الحيويّة التي تُهمهما.
علأاوة على ذلك، اقترح السفير الأسبق على صُنّاع القرار في تل أبيب دراسة تشكيل هيئةٍ سياسيّة-أمنيّة لبحث القضايا الإستراتيجيّة في الشرق الأوسط والتي ستكون لها تداعيات على البلديْن، واقترح أنْ تكون الهيئة ثلاثيّة، أيْ بمُشاركة كلٌّ من إسرائيل، الأردن ومصر، لأنّ ذلك يعود بالفائدة على الدول الثلاث التي تربطهما الواحدة بالأخرى اتفاقيات سلام، كما قال.
الباحث الإسرائيليّ شدّدّ على أنّ الملك الأردنيّ عبد الله الثاني استوعب التغييرات الجيو-سياسيّة في المنطقة، وفهم أنّ الانسحاب الأمريكيّ من الشرق الأوسط سيترك الأردن تقريبًا بشكلٍ وحيدٍ، لذا فإنّ من مصلحته ومصلحة الأردن أنْ يقوم بتوثيق العلاقات مع إسرائيل، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى