السودان انقلاب عسكري على خطى تونس وتوجس سعودي حذر

المتابع للشأن السوداني يلحظ التشابه في المسارات مع تونس

العسكر هم سادة البلاد وهم المحرك الفعلي لسير الحياة وهم المتحكمين في كل مفاصل البلاد والولايات

العسكر هم من يقيمون ثورة وهم من يخمدوها
والعسكر هم من ينقلبوا على الحاكم ومن وسطهم يقيمون حاكما ثم ينقلبون علية

الثورة (الإنقلاب) ضد البشير كانت كما قيل بتدبير سعودي خليجي نتيجة رفض البشير استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب لقاءه سلطان سلطنة عمان الراحل قابوس بن سعيد

في تلك الأثناء تم استدعاء الرئيس البشير الى السعودية وعقد لقاء بينه وبين الملك السعودي وتم اهداف الأموال للبشير مقابل طلب الملك السعودي منه استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخرطوم لكن الرئيس البشير رفض ذلك الطلب ورغم المبالغ المالية السابقة التي قدمت للسودان من المملكة وانغماس السودان في كل خطط السعودية ومشاركتها في حرب اليمن الا ان التطبيع مع الكيان الإسرائيلي كان مرفوضا من حكم العسكر بقيادة البشير

بعد مغادرة البشير السعودية اتجه مباشرة إلى سوريا وعقد لقاء مع الرئيس بشار الاسد وهذا اللقاء اعتبرته السعودية استفزازا لها وتمردا عليها أي خروج عن الطاعة كما يقال

بعدها لعب المال السعودي دوره بين العسكر والغوغاء من عامة الشعب لينقلبوا على البشير ويقيموا ماسمي المجلس السيادي الذي سارع في اول وهلة الى إعلان التطبيع مع إسرائيل واستقبل كبار الوفود اليهودية في الخرطوم
ثم تم سجن البشير ومحاكمته وكذلك محاكمة اركان حكمة

وبالمقابل قامت الولايات المتحدة الأمريكية في رفع السودان من ماسمي (قائمة الإرهاب)
وتقديم بعض الدعم
لتتسارع ارتماء السودان في الاحضان الأمريكية الإسرائيلية وتعلن السودان انها سوف تقوم بتسليم كل أركان النظام السابق الى محكمة الجنايات الدولية في دعاوى سابقة من قبل تلك المحكمة
هذا الارتماء المتسارع كان يأمل منه الحكام الجدد للسودان احداث انتعاش اقتصادي واستقرار معيشي للشعب لكن هذا لم يحدث مما زاد السخط الشعبي في الوسط السوداني المحافظ ليتم بلورة ذلك في هذا الانقلاب من قبل الانقلابيين الجدد

من الطبيعي فيما لو كتب النجاح لهذا الانقلاب أن يتم مراجعة كثير من الملفات والقضايا في المنطقة التي كان السودان مشاركا بها كما سيتم اغلاق ملفات كثيرة جاء بها الانقلابيون السابقون ومنها العلاقة مع الكيان الإسرائيلي

وفي كل الأحوال فإن هذا الانقلاب نهاية ماسميت الثورة ضد البشير
والايام تكشف ذلك.